ATLS منهجك لتدبير الرضوض

يُعرَّف برنامج إجراءات الإنعاش المتقدمة لمرضى الرضوض Advanced Trauma Life Support (ATLS) بأنه تدريب خاص يُعنى بتعليم كيفية مقاربة مرضى الرضوض بطريقة بسيطة ومنهجية. فالرضُّ Trauma هو حدث أو مجموعة أحداث تؤدي إلى حدوث ضرر للإنسان، ويهدف تدبير مرضى الرضوض لتحديد المشكلات المهددة للحياة أولًا ثم المهددة لفقدان طرف، ثم المهددة لفقدان النظر ومعالجتها، ومن ثم منع تفاقم الأذيات الموجودة أو حدوث أذيات جديدة، وأخيرًا استعادة وظيفة الأعضاء المصابة على نحو أقرب ما يمكن لما كانت عليه قبل الرضِّ.

بدأت فكرة البرنامج التدريبي بعد حادثة طائرة مأساوية أودت بحياة عائلة الدكتور الأمريكي James

Styner الذي لم يكن راضيًا عن مستوى الرعاية الصحية المقدَّمة من الكادر الطبي لأفراد عائلته، فعمل على تطوير نظام ATLS واضعًا مبادئه التنظيمية التي تهدف إلى تقديم أفضل الرعاية لمرضى الرضوض،

وبالفعل تبنَّت هيئة الجراحين الأمريكية American College of Surgeons هذا البرنامج، ومن ثم انتشر بسرعة في أنحاء العالم؛ إذ أصبح المعيار الأساسي للمقاربة المبدئية لمرضى الرضوض في العديد من المراكز الصحية، وتلقى هذا التدريب أكثر من مليون طبيب في أكثر من 60 دولة في أنحاء العالم.

يتعلم المتدربون في هذه الدورة المبادئَ الأساسية والمعرفة اللازمة نظريًّا وعمليًّا لتدبير المرضى فورًا عن طريق مقاربة المريض، وتقييم وضعه الصحي وتحقيق استقراره، ومعالجة إصاباته وفقًا للأولوية، ثم اتخاذ القرار بمكان علاج المريض، وتنسيق عملية نقله، والتأكد من حصوله على الرعاية الصحية اللازمة والكافية في أثناء هذه الخطوات جميعًا.

يوجد عدة قواعد لا بد من أن يتعلمها المتدرب وهي التي تقود عملية تدبيره لمرضى الرضوض؛ ألا وهي:

·         ابدأ بتدبير ما يُشكِّل خطرًا أكبر على الحياة.

·         من غير الضروري تحديد التشخيص الدقيق على الفور.

·         الوقت مهم جدًّا.

·         لا تُحدِث مزيدًا من الضرر.

·         قيِّم – عالج – أعد التقييم.

وكذلك يتضمن البرنامج التعريف بكافة التجهيزات المسبقة التي تهتم بالعناية بالمريض بَدءًا بتدريب الطاقم الطبي كاملًا، وتجهيز كافة الأدوات والأدوية للاستعمال الفوري، إضافة إلى وجود أنظمة وإستراتيجيات مدروسة لنقل المريض.

إضافة إلى ذلك؛ يتعلم المتدرب كيفية فرز المرضى في الميدان إلى مركز الرضوض الذي سيتولى العناية بالمريض، ويُجرى ذلك بأربع خطوات؛ ألا وهي:

·         تقييم علامات المريض الحيوية (الضغط الشرياني، النبض، حرارة الجسم، معدل تنفس، وعي...).

·        تقييم الإصابة تشريحيًّا.

·         تقييم طريقة الإصابة.

·        تقييم المرضى ذوي الأمراض والحالات الخاصة أو الأمراض الجهازية، كالمرضى الكبار السن أو

الأطفال أو الحوامل أو المرضى الموضوعين على المميعات وغيرهم.

ثم تبدأ عملية تدبير المريض وفحصه حسب نظام ABCDE:

-السبيل التنفسي Airway A: التأكد من سلوك الطريق الهوائي واللجوء لتأمينه بطريقة مناسبة -مع الانتباه لتثبيت حركة الفقرات الرقبية- حتى لو اضطر الطبيب لتنبيب المريض كما في حالات تأذِّي الطريق الهوائي أو أذيات الاستنشاق أو حصول المريض على أقل من 9 نقاط على مقياس غلاسكو للوعي GCS < 9.

-التنفس Breathing B: التأكد من تهوية المريض وأكسجته، وإعطاءه الأكسجين، وفحص الرئتين، والأصوات التنفسية، والتأكد من عدم وجود ريح صدرية وتدبيرها عند وجودها.

-الدوران Circulation C: من المهم استبعاد وجود الصدمة النزفية عند مرضى الرضوض، ويجب إيقاف النزوف، والتأكد من وصول التروية الدموية للأعضاء، إضافة إلى تأمين مدخل وريدي لإعطاء السوائل والأدوية.

-العجز Disability D: فحص بؤبؤ العين، ومقياس غلاسكو لتقييم الوعي، والفحص العصبي السريع مع الانتباه لوجود علامات ارتفاع الضغط داخل القحف التي قد تكون ناجمة عن نزف دماغي.

-البيئة والتعرُّض E Exposure/Environment: إذ تُقاس درجة الحرارة وتزال الملابس التي

تعيق المعالجة مع المحافظة على درجة حرارة الجسم.

وعند استقرار حالة المريض؛ يُنقل إلى المستشفى لمتابعة فحصه وعلاجه، حيث يُفحص المريض تفصيليًّا وعلى نحو ممنهج إضافة إلى إجراء الفحوصات الدموية والشعاعية وإجراء تصوير الصدى (إيكو) بعد الرض (FAST) ومعالجة إصابات المريض تبعًا لخطورتها. 

في الختام؛ لا بد من الإشارة إلى إحدى الدراسات التي وجدت أن الكوادر الطبية التي تلقت تدريب ATLS كانت أكثر فعالية عند تدبير مرضى الرضوض مقارنة بالكوادر التي لم تتلقاه، وكذلك أعربت الكوادر المتدربة -في دراسة أخرى- عن رضاها على أدائها بعده، وبأنه يؤمن رعاية أفضل للمرضى.

كل هذا يشير إلى أهمية ATLS وفائدته لتدبير مرضى الرضوض للحصول على أفضل النتائج.

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا

5- هنا

6- هنا