هل تعلم والإنفوغرافيك > كاريكاتير
حرائق الأمازون... يدُ الإنسان تعبث في الطبيعة
لا يمكن القول بأنّ الحرائق الهائلة التي تشهدها غابات الأمازون المطيرة، ذات منشأ طبيعي، بل هي ناتجة عن حوادث الجفاف مترافقةً مع الأنشطة البشرية في المنطقة؛ إذ يُساهم كل من التغير المناخي وإزالة الغابات في زيادة شدّة حوادث الجفاف وتكرارها في حوض الأمازون، ويتباطأ نموّ الأشجار في الجفاف بسبب مخزونها القليل من المياه، وهذا يعني انخفاض نشاطها في امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون -وهو أحد الغازات الدفيئة المسبّبة للاحتباس الحراريّ- ومن ثم تسقط أوراق هذه الأشجار وقد تموت، مرجّحةً بذلك زيادة احتمال وقوع حرائق.
في حين أن الغطاء الشجري الكثيف يساهم في الحفاظ على مستوى ملائم من الرطوبة مساهمًا في منع وقوع حرائق.
وكما نعلم فإن نشوب الحريق يستلزم ثلاثة عوامل: الأكسجين، والوقود، والحرارة، إذ يتوفّرُ الأكسجين على نحو طبيعيّ في الجوّ المحيط وكذلك الوقود الذي يمكن أن يكون عشبًا أو شجرًا أو بيتًا وأشياء أخرى لا تحصى، يبقى عامل الحرارة، فكلّما زادت الحرارة أدّى ذلك إلى جفاف الوقود وجَعْله عرضةً للاحتراق السريع، ومن ثم انتشار الحريق على المسافات الشاسعة التي يمتد عليها هذا الوقود.
وبهذه المقاربة نستطيع أن نفهم السبب غير المباشر للحرائق في غابات الأمازون المطيرة، أمّا السبب المباشر، فإنّه يتعلّق بجوانب كثيرة تعود إلى النشاط البشريّ، المتمثّل خاصّة في إزالة الغابات، لا سيّما قطع الأشجار الانتقائيّ لأنواع معيّنة من الأشجار، ما يخلق فجوةً في الغطاء الشجريّ للغابة المطيرة، معرّضًا الأشجار ذات الارتفاع الأقل وكذلك محيط الغابة لخطر الجفاف فتكون بذلك شعلة البداية الصغيرة لانتشار الحرائق الكبيرة. ولربما قد حان وقت لقرع جرس الخطر والتحرك الفعلي لحماية هذه الغابات المطيرة، لا سيما إذا ما علمنا أن معدّل إزالة الغابات قد ارتفع بمقدار 278% في شهر تموز الماضي، وفي حالة زيادة معدّل الإزالة فقد تتحوّل من غاباتٍ إلى سافانا ونأمل ألّا يحدث ذلك.
المصادر:
1- هنا
2-هنا