الغذاء والتغذية > مدخل إلى علم التغذية
من المطبخ إلى السرير.. أغذية ذات تأثير!
نأكل كي نُشبع بطوننا، أو نأكل لأن الطعام يمنحنا شعورًا بالسعادة واللذة، لكن ماذا عن الحياة الجنسية؟ هل توجد فعلًا أطعمة محددةٌ قادرةٌ على التأثير فيها أكثر من غيرها؟؟ وكيف يمكن للغذاء تحسين الحياة الجنسية؟
نحن نعلم أن التغذية لا يمكن أن تكون لجزء معين من الجسم دون آخر، بل إن الحل الصحيح والسلوك السليم يكمنان في تغذية الجسم كاملًا، ليحمل الدم ما يحتاجه كل عضو من مغذيات وفيتامينات وعناصر معدنية.. والأعضاء التناسلية ليست بمعزل عن ذلك المبدأ، لذا علينا أن نؤمن ما تحتاجه عن طريق التغذية الصحيحة، ونترك للدورة الدموية مهمة إيصال المغذيات تلك إلى حيث نحتاجها.
ما العوامل التي يمكن أن تؤثر في الانتصاب؟
إن فهم الظروف البدنية والذهنية والعاطفية المحيطة بالانتصاب وضعفه أمرٌ ضروري جدًا، وليست الحمية الغذائية إلا جانبًا واحدًا من تلك العوامل المؤثرة، إذ يرتبط ضعف الانتصاب Erectile dysfunction بالتروية الدموية وسلامة الأعصاب والاكتئاب والقلق والتوتر وبعض الأدوية التي قد يتناولها الشخص لعلاج حالات صحية أخرى، ويُنصح دائمًا بمراجعة الطبيب في حال الشك بوجود مشكلةٍ ما..
أهم الأغذية التي يمكن أن تؤثر في الانتصاب:
السبانخ الخضراء لتحسين التستوستيرون:
تقدم السبانخ فوائد كثيرة لصحة الرجل الجنسية، فهي غنية بالفولات التي يُعرف عنها دورها في تحسين الدورة الدموية، وترتبط مستوياتها المنخفضة بضعف الانتصاب. ويؤمن كوبٌ من السبانخ المطبوخة 66% من الاحتياج اليومي من هذا العنصر فضلًا عن المغنيزيوم الذي يحفز الدورة الدموية ومستويات التستوستيرون أيضًا.
الكافيين لحياة جنسية أفضل:
تبين أن شرب كوبين إلى ثلاثة من القهوة يمكن أن يقي من ضعف الانتصاب، ويعود ذلك طبعًا إلى مركب الكافيين الشهيرالمُشتق من الميثيل كزانثين والذي يحسن تدفق الدم ويسمح باسترخاء شرايين القضيب والعضلات مما يقوي الانتصاب. ويمكن للشخص أن يحصل على احتياجه من الكافيين عن طريق مشروبات أخرى مثل المتة*.
قشور التفاح تحمي البروستات:
نادرًا ما نسمع بفوائد التفاح لصحة الجهاز التناسلي الذكري، لكن قشوره تحتوي على حمض اليورسوليك Ursolic acid الذي وُجد في الدراسات المخبرية أنه قادرٌ على الحد من نمو سرطان البروستات عن طريق "تجويع" الخلايا السرطانية. ويمتلك العنب والتوت والكركم خصائص مشابهة للتفاح.
الفلافونويدات للوقاية من الضعف:
تحتوي العديد من أنواع الفواكه على مركبات الفلافونويدات التي تمتلك فعالية مضادة للأكسدة، وتوجد تلك المركبات في التوت والحمضيات والعنب والتفاح والرمان والفليفلة والكاكاو والنبيذ الأحمر إضافةً إلى الشاي الأخضر والأسود. كذلك يحتوي الشوندر على مركبات فلافونويدية إضافةً إلى النترات التي تتحول إلى أوكسيد النتريك الذي يمتلك تأثيراتٍ موسعة للأوعية الدموية.
الأفوكادو والغريزة الجنسية:
مصدرٌ مميز للدهون الصحية والبوتاسيوم والفيتامين E والزنك، ويتميز الأخيران بتأثيراتهما الإيجابية في الرغبة الجنسية والخصوبة لدى الذكور، وتشير الدراسات إلى أن الزنك يمكن أن يزيد مستويات التستوستيرون الحر في حين يُحسِّن الفيتامين E نوعية النطاف وقد يحمي المادة الوراثية فيها من التشوهات. كذلك فإن الأفوكادو يقي من المتلازمة الاستقلابية* التي تعد عامل خطورة للإصابة بضعف الانتصاب.
الفليفلة الحارة والهرمونات:
ربطت مجموعة من الباحثين بين مستويات التستوستيرون وتفضيل الأشخاص للأطعمة الحارة، ووُجد أن مستويات التستوستيرون لدى من يفضلون أصناف الفليفلة الحارة كانت أعلى من المتوسط. كذلك أُثبتت فوائد الكابسيسين في تحسين الحياة الجنسية، إذ يحفز تحرر الإندورفين Endorphins؛ وهو أحد الهرمونات المسؤولة عن شعور السعاد، مما يعزز الرغبة الجنسية.
الجزر ليس لصحة العيون فقط:
طعام مهم جدًأ للخصوبة لدى الرجال، فهو قادرٌ على تحسين أعداد النطاف وحركتها، وقد عزت الأبحاث ذلك التأثير إلى محتوى الجزر من الكاروتينوئيدات. تحتوي البطاطا الحلوة أيضًا على كمياتٍ كبيرةٍ من الكاروتينوئيدات.
الشوفان يعزز النشور الجنسية:
يحتوي على الحمض الأميني L-arginine (الأرجينين) الذي يسهم في علاج ضعف الانتصاب، ويمتلك آليةً تشبه الفياغرا Viagra في توسيع الأوعية الدموية في القضيب؛ الأمر الذي يعدُّ أساسيًا للمحافظة على الانتصاب وبلوغ النشوة الجنسية.
البندورة تحمي البروستات أيضًا:
تشير الأبحاث إلى دور الأغذية الغنية بالليكوبين؛ مثل البندورة والبطيخ الأحمر (الجبس) والفريز، في تعزيز خصوبة الرجال ونوعية النطاف وتركيزها وحركتها وشكلها، فضلًا عن دورها الشهير في الوقاية من سرطان البروستات.
وعمومًا، يمكننا القول أن صحة الجهاز الدوري والقلب تؤمن طاقةً مرتفعة واستجابة سليمة للجهاز التناسلي، وخصوصًا لدى الرجال، إذ تعد التروية الدموية عنصرًا أساسيًا لحدوث الانتصاب واستمراره لديهم. لذا يُنصح بالإكثار من الخضار والفاكهة والحبوب الكاملة للحصول على الألياف المفيدة، إضافةً إلى الزيوت الصحية مثل زيت الزيتون وزيت عباد الشمس، فضلًا عن الطعام البحري والمكسرات والبقوليات.
ونذكر أخيرًا أن الرغبة الجنسية لا تتأثر بالطعام فحسب، بل بالتوتر والإجهاد والتفضيلات الشخصية وغيرها من العناصر المتداخلة، ومن الطبيعي جدًا أن يختبر الشخص تفاوتًا في تلك الرغبة من يومٍ لآخر أو من فترةٍ لأخرى. ويُنصح بمراجعة الطبيب المختص في حال ملاحظة أي خلل غير طبيعي في وظائف الجهاز التناسلي.
للاطلاع على معلومات ذات صلة، يمكنكم مراجعة الروابط الآتية:
أغذيةٌ مفيدةٌ لصحتك الجنسية
المتة.. المشروب الأخضر المميز
لمن ندين باكتشاف الكافيين؟
حقائق عن الكافيين
الدهون الصحية تعالج متلازمة الاستقلاب.. الأفوكادو
المصدر:
هنا;
هنا02998-1/abstract
هنا30124-3/fulltext
هنا;