علم النفس > الصحة النفسية
الرابط بين صحة الأمعاء وصحة الدماغ
إن الجهاز العصبي الداخلي الذي ينظم عمل أمعائنا يُسمَّى عادة بالدماغ الثاني، وعلى الرغم من أنّه لا يستطيع نظم الشعر وحلَّ المعادلات، فإنّه يستخدمُ كيمياءً وخلايا كما الدماغ؛ ليساعدنا على الهضم وتنبيه الدماغ عند الخطر، إنَّ الأمعاء والدماغ في تواصل دائم، فعندما نرى شيئًا لذيذًا فإنَّ الدماغ يشير للأمعاء لتستعد للطعام القادم، وإذا ما تسبب طعامٌ معين لنا بحالة إقياء فإنَّ دماغنا في المرة القادمة سيرسل إشاراتٍ تدفعنا لتجنبه لا بل وتجنّب مكان وجوده حتى، كذلك فإنَّ الإشارات تذهب من الأمعاء إلى الدماغ أيضًا.
ومؤخرًا ظهرت بكتيريا الأمعاء بوصفها مفتاح التحكم لمحور دماغ-أمعاء وتطورت هذه البكتيريا في مجموعة متنوعة من الحالات ذات الصلة بالتوتر؛ متضمّنًا القلق والاكتئاب ومتلازمة القولون العصبي.
إذ إن الروابط الملحوظة بين اضطراب الأمعاء والإجهاد والقلق والاكتئاب قد غيّرت مجال البحث في الاضطراب العقلي، واستجابة لذلك اكتُشفت بكتيريا الأمعاء والحميات الغذائية القادرة على تعديل الكائنات الحية الدقيقة ومعالجة الأمراض، ويمكن القول إنَّ هذه الأبحاث توفر دليلًا على كون الأمعاء تتذكر وتشعر وتفكر في ذاتها، إن أهميَّة الكائنات الدقيقة تكمن في خلق النتائج الصحية لاحقًا، لكنّ التغيرات في تركيب هذه الميكروبات -بسبب المضادات الحيوية والرضاعة غير الطبيعية والولادة القيصرية والعدوى والتعرض للتوتر والتأثيرات البيئية الأخرى إلى جانب علم الوراثة المضيفة- تؤثر على المدى الطويل في التوتر المرتبط بالجسم والسلوك، لكنّ إدارة هذه البكتيريا من الممكن أن تكون تحت سيطرة المرء على نحو يؤثر في حالته المزاجية وصحته العقلية، فمن مسؤوليته إصلاحها عندما يكون في حالة مزاجية منخفضة عن طريق نظام غذائي صحي للأمعاء.
وبناءً على ذلك قد يحتاج علاج الأمراض الهضمية علاجًا معرفيًّا سلوكيًّا لتجنب التوتر والقلق، وقد يتطلب علاج بعض الاضطرابات النفسية علاجًا هضميًّا.
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا