صناعة الباحثين > صناعة الباحثين
تطوّر التعليم في العقود المنصرمة والنتائج القائمة عليه (عصر التعليم الذهبي)
تَغيَّر التعليم على نحوٍ ملحوظ في العقود السابقة؛ فقد أصبح التطور التعليمي مقياساً لكثيرٍ من المعايير المختلفة للدول مثل المعيشة والتعايش والصحة وغيرها. وفي وقتنا الحالي لم يعد التعليم الأساسي مُتاحاً للأغلبية فحسب، وإنَّما إجبارياً أيضاً في بعض مراحله. فكيف تطوَّر التعليم في القرن الأخير؟ وما تأثيره في المجتمعات؟
إليكم بعض محطّات تطوّر التعليم:
تراجع عدد الأشخاص الأمِّيين (اللون الأحمر) في خلال المئتي سنة المنصرمين على نحوٍ ملحوظٍ جداً، إذ قلت نسبة الجهل والأمية من 78,6% عام 1900 إلى 18% عام 2000. ومن ناحيةٍ أخرى زادت نسبة المتعلمين (اللون الأزرق) بالمقدار الكبير نفسه، وكان هذا نتيجة جعل التعليم الأساسي أولويةً عالمية بعد منتصف القرن العشرين.
لم يكن هذا التطور بالوتيرة نفسها فبينما كان سباق التقدم العلمي يمضي قدماً في مختلف الدول الغربية والشرقية، كان يمشي ببطء في وسط أفريقيا والشرق الأوسط والهند وما جاورها.
ومع ذلك، تحتل قطر والأردن المرتبتين الأولى والثانية على التوالي بصفتهما أقل دول -في المناطق المذكورة- تمتلك نسبة أمية حسب آخر إحصائية لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية.
بلغت نسبة دخول المرحلة الابتدائية النسبة الكاملة (100%) في كثير من الدول، منها اليابان ودول أوروبية عديدة. ولأن التركيز ينصب على الأجيال الجديدة، فهذا يضمن أن نسبة التعلم ستزداد مع السنين.
تشير الإحصائيات إلى كون عدد الطلاب المسجلين في المدارس الابتدائية أكبر من عدد الطلاب الحاضرين فعلياً، ولكن بفارقٍ قليل.
بالمقابل، بلغ عدد الطلاب الذين لم يكملوا دراستهم الابتدائية أو الثانوية قرابة المئتين وستين مليون في أنحاء العالم في عام 2014.
يعد مقياس متوسط عدد سنين الدراسة للفرد من أهم المقاييس؛ إذ إنَّ متوسط سنوات التعليم في الخمسين سنة السابقة تجاوز الثماني أو العشر سنوات في أكثرية دول العالم كما هو موضح على الخريطة باللون الأزرق الداكن والأزرق المُخضَّر.
وعلى الرغم من أن نسبة الطلاب الذكور أعلى؛ لكن الفارق بين عدد سنوات تعلم الذكور والإناث يتناقص مع مرور السنين في العالم كله، متضمِّناً الشرق الأوسط؛ إذ إن نسبة متوسط سنوات دراسة الإناث إلى الذكور تجاوزت 80% في الشرق الأوسط (أي إن استمرارية الأنثى في المدرسة أقل من استمرارية الذكر بما يقل عن ٢٠ بالمئة).
*أما نتائج هذا التقدم العلمي فكثيرةٌ وجليلة، سواءً على المستوى الفردي أم على مستوى المجتمع عموماً، نذكر منها: الانفتاح السياسي؛ فتلك الدول التي امتلكت نسبةً أعلى من التعليم في السبعينيات، أصبحت اليوم دولاً تتمتع بنظام ديمقراطي حر، مثلما حدث في أوروبا وقارتي أميركا.
كلما زادت نسبة متوسط التعليم قلَّت نسبة وفيات الأطفال؛ فالوفيات والأسباب التي كانت تحصد الأرواح في مرحلة الحمل ولدى المواليد الجدد متعلقة عكسياً بالتعليم؛ إذ إنَّ المرأة المتعلمة تميل للحياة الصحية والنشاطات الآمنة لطفلها في فترتَي الحمل والرضاعة، هذا إضافةً إلى تطور الطب في شتى المجالات.
تتماشى أيضاً زيادة الناتج المحلي والدخل الفردي طردياً مع نسبة التعليم، فكما تشير إليه النتائج؛ يزداد الدخل الفردي بزيادة مستوى التعليم العالي في جميع البلدان.
يظهر المخطط إنفاق بوليفيا قرابة 7.3% من إجمالي الناتج المحلي لها على التعليم وهي النسبة الأعلى خلال عام 2016.
وأنتم ما رأيكم في هذا التغير الكبير؟ هل هو إيجابي بما يكفي؟ أم لا بُدَّ من زيادة الاهتمام بالتعليم ورفع تكاليف إنفاق الدول عليه؟
المصدر: