الفنون البصرية > فنانون عالميّون
فرانسيسكو دي غويا - Francisco de Goya
يُعدُّ Francisco de Goya فرانسيسكو خوسيه دي غويا أهمَّ فنان إسباني في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، على مدار ممارسته الطويلة مهنته؛ وقد انتقل بأسلوبه من البهجة والمرح إلى التشاؤم العميق والبحث في رسوماته ولوحاته والحفر واللوحات الجدارية.
ولد في فوينديتودوس FuendetodoS، وانتقل بعد ذلك مع والديه إلى سرقسطة، وفي سن الرابعة عشرة بدأ الدراسة مع الرسام خوسيه لوزان مارتينيز José Luzán Martínez.
في العام الذي ولد فيه غويا؛ كان الحكم للملك فريناند السادس Ferdinand VII، وفي وقت لاحق حكم بوربون تشارلز الثالث بوصفه ملكًا مستنيرًا متعاطفًا مع التغيير، ووظف وزراء ساندوا الإصلاح الزراعي والصناعي والاقتصادي، وجاء غويا إلى مرحلة النضج الفني في عصر التنوير في مدريد.
أنشأ الأخوان الرسامان فرانسيسكو ورامون بايوتي سوبياس متجرًا عام 1763، وسرعان ما انضمَّ غويا إلى الأستديو الخاص بهما، وتزوج في نهاية المطاف من أختهما جوزيفا Josefa، وزار إيطاليا عام 1770 بعد محاولتين فاشلتين في رسم المسابقات في سان فرناندو.
كان في روما عام 1771، وفي العام نفسه عاد إلى سرقسطة، حيث حصل على أول عمولة مهمة له من اللوحات الجدارية في الكاتدرائية، وهذه اللوحات وغيرها من اللوحات الدينية المبكرة التي صنعت في سرقسطة على طراز الباروك روكو.
تأثر بالرسام الفينيسي العظيم جيوفاني تيبولو Giovanni Battista Tiepolo الذي قضى السنوات الأخيرة من حياته في مدريد، حيث دُعي لطلاء الأسقف في القصر الملكي 2.
بدأت مقدمة غويا في ورش العمل الملكية، وهي العلاقة التي استمرت بقية حياته وهي التي امتدَّت أربع ممالك حاكمة عام 1774، وطلب الرسام الألماني أنتوني رافائيل من غويا العملَ على نسيج في سانتا باربرا، ورسم كرتونا أو لوحات أولية لصالح ثلاثة وستين كاريكاتيرا لقصرين ملكيين، والتي تضمنت تسعة مشاهد صيد لغرفة الطعام في سان لورينزوديل سكوريال وعشرة كاريكاتيرات للمنسوجات المخصصة لغرفة الطعام في ال باردو 1.
أنتج غويا مجموعة في الحفر على أساس اللوحات التي كتبها فيلاسكيز DIEGO VELÁZQUEZ.
وفي وقت لاحق في الحياة، قيل إنه اعترف بثلاثة أساتذة: فيلاسكيز، ورامبرانت،وقبل كل شيء الطبيعة.
كانت نقوش رامبرانتREMBRANDT مصدر إلهام بلا شك للرسومات والنقوش اللاحقة له، في حين أن لوحات فيلاسكيز وجّهته إلى دراسة الطبيعة وعلمته لغة الواقعية.
في 1780 انتخب غويا عضواً في الأكاديمية الملكية سان فرناندو، مدريد. مع استمرار غويا في التحرك في دوائر الرعاية الملكية، تلقى المزيد من المهام من الطبقة الارستقراطية بين عامي 1785و 1788 .وكان يوضح مهاراته التي تصور في ضربات عريضة بالفرشاة تألق الملابس وغيرها من لوازم الثروة وتظهر اهتمام غويا بنمط السطح ولعب الضوء .
في سن الأربعين، عُيِّن غويا رساماً للملك تشارلز الثالث.
وفي عام 1789 رُقِّيَ إلى رسّام البلاط في عهد تشارلز الرابع.
شهد عام 1789 سقوط النظام الملكي الفرنسي.
وفي عام 1793 أعلنت فرنسا الحرب على إسبانيا.
أصبح غويا أكثر الفنانين نجاحاً وعصرية في إسبانيا تحت رعاية الملك الجديد، وعُيِّنَ في عام 1795 مديراً للأكاديمية، لكنه استقال بعد ذلك بعامين لأسباب صحية.
بعد مرض في عام 1792 -تركه أصم على نحو دائم- بدأ فنه بالحصول على شخصية جديدة أعطت حرية التعبير لملاحظاته في عينه البحثية وعقله الناقد، وفي خلال فترة النقاهة رسم مجموعة من الصور لمجلس الوزراء، ونشرت له سلسلة من 80 نقشاً في عام 1799، وهاجم فيها الانتهاكات السياسية والاجتماعية والدينية.
واعتمد الصور الشعبية للكاريكاتير.
وأصبح غويا رسام المحكمة الأولى، وفي وقت لاحق تعرض للتهديد من قبل محاكم التفتيش.
في عام 1808،عندما كان غويا في أوج حياته المهنية الرسمية اضطر تشارلز الرابع وابنه للتنازل عن العرش ودخلت جيوش نابليون إلى إسبانيا. احتفظ غويا بمنصبه بوصفه رساما في المحكمة، لكنه في أثناء الحرب صوّر الجنرالات الإسبان و الفرنسيين، وفي عام 1812 رسم صورة لدوق ولنجتون وكانت سلسلة من الحفر لكوارث الحرب نشرت في عام 1863 والتي سجل فيها ردود أفعال الناس تجاه الغزو والفظائع والنتائج الكارثية للحرب.
عند عودة فريناند السابع في عام 1814 بعد طرد الغزاة ، أُعفيَ عن غويا لأنه خدم الملك الفرنسي وأعيد تعيينه بوصفه رساما أولا في المحكمة.
اللوحات السوداء لغويا هي التي زينت جدران منزله الريفي وهي سلسلة من الزخارف التي نُشرت في عام 1864.
هذه اللوحات ظهرت بعد عقد واحد من نهاية الحرب، ربما يكون السبب إحباطا نفسيا أصابه بعد أن فقد سمعه على نحو كامل تقريباً، واللوحات السوداء هي في الواقع مظهر من المظاهر الأكثر تطرفاً من سوء الفهم والقطيعة الشديدة بين المجتمع الحديث والفنان.
ومن هذه اللوحات :
1ـ لوحة سبت الساحرات
2ـ الإله زحل يلتهم ابنه
3ـ رجال يقرؤون
4ـ رجل وامرأتان يضحكون
5ـ راهبان.
في عام 1824 عندما أدى الفشل في محاولة إنشاء حكومة ليبرالية إلى تجدد الاضطهاد ، تقدم غويا بطلب للحصول على تصريح للذهاب إلى فرنسا لأسباب تتعلق بالصحة. بعد زيارته باريس استقر في المنفى الطوعي في بوردو، حيث بقي حتى وفاته هناك، وعلى الرغم من الشيخوخة والضعف، استمر في تسجيل انطباعاته عن العالم من حوله في اللوحات والرسومات والتقنية الجديدة للطباعة الحجرية التي بدأ استخدامها في إسبانيا.
لوحاته الأخيرة تشمل موضوعات النوع والعديد من صور الأصدقاء في المنفى والتي تظهر التطور النهائي لأسلوبه نحو توليفة من الشكل والشخصية من حيث الضوء والظل، دون الخطوط العريضة أو التفاصيل ومع الحد الأدنى من الألوان.
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا