الطبيعة والعلوم البيئية > ورقو الأخضر شهر أيلول
Le quattro stagioni الفصول الأربعة (الصيف والربيع)
رائعة الكاهن الأحمر (il prete roso) أنطونيو لوشيو فيفالدي (Antonio Lucio Vivaldi)، الذي كان كاهنًا كاثوليكيًّا أحمرَ الشعر (من هنا حصل على لقبه)، مؤلّفُ نهاية عصر الباروك وعازفها.
أحبَّ الحياة كثيرًا وما تحمله من ألحان، فأراد أن يصوّر لنا الانقلاب الفصلي، وينقل المشاعر التي يشعر بها مع كل فصل، فكتب أربع قطع كونشرتو (concertos) لآلة الكمان عام 1720، التي تعرف باسمِ الفصول الأربعة (Le quattro stagioni).
كل concerto مبنيَّة على سونيتة (sonnet) (قصيدة مؤلفة من 14 بيتًا) لكل فصل، وكل كونشرتو تتكون من 3 حركات (movements) من نمط ABA' (حركتان سريعتان تفصل بينهما حركة بطيئة).
الربيع (La Primavera):
Concerto in Mi Major la primavera هنا
بعد فصل الشتاء الطويل إذ تغطي الثلوجُ المناظرَ الطبيعية باللون الأبيض يصلُ الرَّبيع كانفجار مبهج بالألوان والزهور والفراشات.
في الحركة الأولى (Allegro) يصور فيفالدي تغريدَ الطيور من خلال الارتعاشات trills (وهي انتقال سريع بين علامتَين متتاليتين) في الـ solo لثلاثِ كمنجات، ثم ينقلنا لنسمعَ خرير ماء جدول صغير جار، ولكن بعد كلَّ هذه الصور الجميلة يذكّرنا بأنّ الربيع لا يخلو من بعض الأيام الماطرة التي تتخللها صواعق وبروق.
في الحركة الثانية (Largo) يصور مشهدًا لراعي غنم صغير يُهَمهمُ بكلماتٍ في أثناء نومه، فينتقل السلَّم إلى دو دييز مينور (do# minore) وذلك ليلائم وصفَ حلم الراعي الهادئ الرقيق في (solo) لآلة الكمان.
في الحركة الثالثة (Allegro) يعودُ إلى سلم (Mi Major) في البداية ليصف الاحتفالات بقدوم الربيع، ثم في الميزور (183) ينتقل إلى سلّم (Mi minore) ليصفَ رقصات الحوريات وغنائهن، ثم يعود في نهاية الميزور (201) إلى سلّم (Mi Major) مُجسّدًا موضوع (theme) البدايةِ نفسها.
الصيف (L'Estate):
Concerto in all minore L'Estate هنا
إنه موسم الحر؛ إذ يخبرنا فيفالدي في الحركة الأولى (Allegro non molto) أنَّ درجات الحرارة المرتفعة تؤثر في الرجال والحيوانات وتعطيهم الشعور بالبطء والخمول، ويصف لنا أيضًا العصفور (Cucco) في ليالي الصيف الحارة وهو ينغّم تنغيمًا إيقاعيًّا منتظمًا.
في الحركة الثانية (Adagio e piano Preston e forte) يصوّر لنا مُزارعًا مُتعَبًا عائدًا إلى منزله بعد يوم عمل شاق، فيذهب لينام إلَّا أنَّ صوت الرعد في السماء ينذر بعاصفة قادمة فتقطع أحلام المزارع، ويتكرر هذا المشهد عدة مرات، ويستمر في الحركة الثالثة (Presto) التي تصف قوى الطبيعة عندما تجتمع في عاصفة رهيبة.
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا
4- هنا