علم النفس > القاعدة المعرفية
توهّم المرض Hypochondria
يخاف الكثيرون المرض وخاصةً العصيَّ على العلاج، ولكن أحياناً يتفاقم هذا الخوف ليصل درجةً مَرَضية، وذلك عندما يخشى الفرد الإصابة بالمرض على الرغم من التمتّع بصحةٍ جيدة، ودون وجود أي مؤشّراتٍ أو أعراضٍ حقيقية.
يرى هؤلاء الناس أبسط الأعراض المَرَضية دليلاً على إصابتهم بأخطر الأمراض؛ كأن يظنَّ أحدُهم أنه أُصيبَ بإنفلونزا قاتلةٍ بناءً على شكايته من عطاسٍ أصابه بسبب بعض حبّات الطلع في الربيع!
في الحقيقة، هذا النوع من الناس يعاني نوعاً آخر من المرض؛ وهو توهّم المرض أو Hypochondri. ويجد المصابون بهذا الاضطراب صعوبةً في التآلف مع حياتهم الخالية من الأمراض.
نشرت مجلّة الجمعية الطبية الأمريكية أن هذا الاضطراب يصيب قرابة 5% من المرضى خارج العيادات، وهو مرضٌ عقليٌّ نفسيٌّ مزمن. وغالباً ما يزداد بازدياد العمر وتواتر الأوقات العصيبة.
الأعراض:
- الخوف من الوظائف الطبيعية: بالنسبة لشخصٍ مصاب بهذا الاضطراب، فإن وظائفَ الجسم الطبيعية، كنبضات القلب، والتعرّق، وحركات الأمعاء، أعراضٌ لمرضٍ أو حالةٍ خطيرة.
- الخوف من التغيرات الطفيفة الطبيعية: كالزكام أو التهاب اللوزات البسيط. يشعر المصاب أنّ هذه التبدّلات الصحية إنما هي مشكلاتٌ حقيقيةٌ تهدّد حياته.
- الفحص الدوري وزيارات الطبيب المتكرّرة.
- البحث المطوّل على الإنترنت: ويبحث المصاب عن أعراض وأسباب الأمراض الخطيرة.
- عدم تصديق النتائج المخبرية: سلبية النتائج المخبرية تُعدُّ خطأً بالنسبة للمريض، ويمعن في الإصرار على إصابته بالمرض.
ما المدة الزمنية للمرض؟
قد يعاني المريض حالةَ القلق لمدة شهورٍ أو حتى سنوات! بالإضافة إلى ذلك فإن المرضى الذين يعانون اضطراباتٍ عابرةٍ أقلُّ عُرضةً للإصابة بمشكلاتٍ نفسيةٍ أو اضطراب قلقٍ شديد، ولكنهم معرّضون أكثر للإصابة بمشكلاتٍ طبّية.
ثمة أدلّةٌ على أن الأشخاص الذين يعانون اضطراباً في الشخصية يصعُب عليهم التعافي، ولكن هناك حاجة إلى مزيدٍ من الأبحاث لتأكيد ذلك.
متى تحدث الإصابة بهذا المرض؟
غالبا ما تظهر الأعراض في مرحلةٍ باكرةٍ من البلوغ، وقد تظهر في أثناء أو بعد إصابة المريض أو أحد أقاربه أو أحبّته بداءٍ خطيرٍ أو موتهم بسببه.
من العوامل الأخرى التي تؤدي للمرض: التوتر والضغط النفسي الشديد الناجم عن سماع أخبارٍ عن الموت من وسائل الإعلام المختلفة.
- أحياناً يبدأ المريض بالقلق حيال صحّته عندما يبلغ ذات السنِّ الذي توفّي بها أحد أقربائه أو أصدقائه.
- لاحظ علماء النفس أن المريض يجنح للاعتقاد بأن الصحة تعني الغياب التامَّ للألم، ولكنّ شعور عدم الراحة عند وجود بعض الألآم الطبيعية لا يُعدُّ مؤشّراً مرضياً.
- لقد اقتُرِح أن عتبة الألم لدى الأشخاص المصابين منخفضةٌ غالباً عن الحدِّ الطبيعي، ما يجعلها تلاحظ الألام باكراً مقارنةً مع الأشخاص العاديين.
المعالجة:
تشير دراسةٌ نشرتها مجلّة الجمعية الطبية الأمريكية إلى أن العلاج السلوكي المعرفي (CBT) واستخدام مثبّطات إعادة قبط السيروتونين الانتقائية (SSRIs) كالفلوكسيتين والباروكسيتين قد يفيدان في علاج هذا الاضطراب؛ إذ إن العلاج السلوكي المعرفي يساعد المريض على التغلّب على مخاوفه، والأدوية تساعد على التخفيف من شدة القلق.
اقترحت جامعة ميريلاند (UMM) عدداً من العلاجات البديلة التي قد تخفّف من حدّة الأعراض، ومنها تجنّب تناول القهوة والكحول والتبغ وممارسة التأمّل الذهني وتناول الطعام الصحّي.
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا