المعلوماتية > اتصالات وشبكات
ماذا بعد شبكات الجيل الخامس؟
غيّرت الهواتف المحمولة الطريقة التي يرى ويتفاعل فيها البشر بعضهم مع بعض ومع العالم المحيط بهم، وتُنشَر حاليًّا أحدث تقنيات شبكات الجيل الخامس 5G في مواقع محددة في أنحاء العالم، وعلى الرغم من محدودية انتشارها حتى الآن؛ يمكننا أن نسأل الآتي:
ما العوامل التي ستقود تطوير شبكات الجيل السادس 6G؟ وبماذا تختلف عن شبكات الجيل الخامس 5G؟ ولماذا قد نحتاج إليها بالأصل؟
عمل كلٌّ من "رازفان أندريه ستويكا Razvan-Andrei Stoica" و "جوزيبيّ أبريو Giuseppe Abreu" في جامعة جاكوبس (Jacobs University) في بريمن Bremen في ألمانيا على إيجاد الحدود التي ستقف عندها شبكات 5G، ولعلَّ الأمر الوحيد المؤكد هو أنّ الذكاء الصنعي سيكون المحرّك الرئيس والموجّه لتكنولوجيا الهاتف المحمول، وأنّ شبكات 6G ستكون وراء جيل جديد تمامًا من التطبيقات.
لنستعرض أولًا بعض المعلومات..
تُعدّ شبكات 5G متطورة جدًّا عن سابقتيها من شبكات 4G وشبكات 3G، وذلك من حيث سرعة نقل البيانات وتأخير الاستجابة (Latency or Ping).
مصدر الصورة: هنا
أما الآن فلنعد إلى شبكات 6G، من المتوقع أن تصل شبكات 6G إلى سرعة 1 تيرابايت (1024 ميغابايت). لكن؛ لماذا قد نحتاج إلى رقم كهذا؟
بحسب Stoica وAbreu، سيكون بالإمكان التبادل السريع في نقل البيانات على نطاق واسع بين الكيانات المستقلة (autonomous entities) -أو ما يسمى العميل الذكي (intelligent agent)- التي تعمل على جمع البيانات الكبيرة Big Data ومعالجتها لإيجاد حلول للمشكلات المعقدة، فعلى سبيل المثال؛ يُعدّ كل من Google assitant وAlexa وSiri عميلًا ذكيًّا (intelligent agent).
لنأخذ مشكلة تنسيق المركبات الذاتية القيادة وإدارتها في مدينة رئيسية (القائد الذاتي هنا هو العميل الذكي intelligent agent)؛ إذ يُعدّ هذا تحديًّا كبيرًا.
على سبيل المثال؛ يدخل إلى مدينة مثل نيويورك قرابة بضعة ملايين من السيارات يوميًّا، ويجب أن تكون المركبات الذاتية القيادة -في المستقبل- على دراية بموقعها وبيئتها وبمستخدمي الطريق الآخرين -مثل راكبي الدراجات والمشاة- وبالمركبات الذاتية القيادة الأخرى، وستحتاج هذه المركبات إلى التواصل والتفاوض فيما بينها بشأن المرور وتحسين مسارهم بطرائق صحيحة تقلل من أوقات الرحلات، ويجب إجراء الحسابات والاتصالات فيما بينها بسرعة فائقة وفي كل لحظة لتجنب وقوع الحوادث، وبالطبع يُعدّ هذا تحديًّا كبيرًا!!
بالطبع، هذا مجرّد مثال واحد على نوع واحد للخدمات التي قد تتيحها شبكات 6G، والتي تتطلب التعامل مع بيانات كبيرة في الزمن الحقيقي (real-time)؛ مثل تطبيقات مراقبة السوق المالية والتخطيط لها، والبث المباشر من أجل تغطية الأحداث الضخمة، والقدرة على التنبؤ بالأحداث والرد عليها فور حدوثها.
وقد أصبحنا اليوم نعتمد على الذكاء الصنعي في مختلف جوانب حياتنا اعتمادًا مباشرًا أو غيرَ مباشر. ونظرًا إلى الكم الهائل من البيانات التي يتطلبها ذلك، فإن وجود شبكات فائقة السرعة -كشبكات 5G وشبكات 6G- سيساهم على نحو فعال في زيادة دور الذكاء الصنعي في المستقبل وإتاحتها لاسلكيًّا على نطاق أوسع.
وفي النهاية، لا يزال أمامنا كثيرٌ لتحقيق أقصى استفادة من شبكات 5G أولًا، ومن ثم العمل للوصول إلى عهد يمكن فيه الاستفادة من شبكات الجيل السادس!.
المصدر: