الفيزياء والفلك > سلسلة أضخم التلسكوبات على الأرض
تلسكوب ماجلان العملاق (GMT)
تلسكوب ماجلان العملاق Giant Magellan Telescope سوف يكون أحد تلسكوبات الفئة الجديدة الهائلة الضخامة من التلسكوبات الأرضية، وهو يَعد بإحداث ثورة في رؤيتنا وفهمنا للكون. من المقرر أن يصبح التلسكوب الذي يتم بناؤه في تشيلي حيِّزَ العمل في 2020 ، ويتم إنشاؤه من قبل جمعية عالمية تضم العديد من الجامعات الرائدة ومراكز البحث العلمي.
لتلسكوب ماجلان العملاق تصميمٌ فريد مما يكسبه عدة ميزات. يعتمد هذا التلسكوب على تقنية المرآة المُجزّأة ويستخدم سبعاً من أضخم المرايا القاسية والمتراصّة. مؤلف من 7قطع بقطر 8.4 متر ،6 قطع تحيط بقطعة محورية مشكلةً سطحاً بصرياً منفرداً بقطر24.5 متر.
إن تلسكوب ماجلان العملاق سوف يحظى بدقة تحليلية أكبر بعشرة مرات من تلسكوب هابل.
آلية العمل:
الضوء القادم من حافة الكون ينعكس بداية عن السبع مرايا الأولية، ومن ثم ينعكس عن سبع مرايا ثانوية صغيرة ليصل أخيراً عبر المرآة المركزية الأولية إلى كاميرات ال CCD المتطورة، حيث يتم قياس الضوء المُركَّز لتحديد بُعد وطبيعة الأجسام الصادر عنها.
إن مرايا هذا التلسكوب الأوليّة مصنوعة في مختبر المرايا لمرقب ستيوارد (SOML) في أريزونا وهي تُعدّ إحدى عجائب الصناعات الزجاجية والهندسة الحديثة. كل قطعة مقعرة ومصقولة ضمن معايير دقيقة للغاية .
على الرغم من أن مرايا التلسكوب أكبر حجماً من مرايا أي تلسكوب آخر إلّا أنَّ الوزن الكلّي للزجاج أقل مما يمكن أن يُتوقع، وقد تم هذا باستخدام قالب العسل مما جعل الزجاج أجوفاً. يُوضع القالب الزجاجي ضمن فرن دوّار عملاق، مما يعطي الزجاج شكل قطعٍ مكافئ. وهذا ما ينقص كمية المواد اللازمة لتشكيل الزجاج وسهولة صقله بشكل كبير، كما يساهم في إنقاص الوزن. وبما أنَّ المرايا العملاقة جوفاء، يمكن تبريدها بواسطة مراوح لمعادلتها مع درجة الحرارة في الليل مما يقلل التشوه الناتج عن الحرارة .
إحدى أهم النواحي الهندسية المتطورة المستخدمة في بناء التلسكوب هي ما يعرف ب (البصريات المتكيفة). في الحقيقة فإن مرايا التلسكوب الثانوية هي مرايا مرنة في حركتها، فلكل مرآة ثانوية يوجد مئات من المحركات التي تقوم بتعديل المرايا بشكل دائم لمواجهة التقلبات الجوية. إن هذه المحركات التي يتم التحكم بها بواسطة حواسيب متطورة سوف تقوم بتحويل النجوم الوامضة إلى نقط ضوئية ثابتة وواضحة وبهذه الطريقة يكون تلسكوب ماجلان العملاق قادراً على تقديم صور أدق بعشر مرات من تلك التي نتحصل عليها من تلسكوب هابل.
إن موقع تلسكوب ماجلان العملاق يؤمن له أيضاً ميزة أساسية ومهمّة فيما يتعلق بالرؤية من خلال طبقات الجو. بارتفاع يبلغ 2550 متر وبمنطقة خالية من الغطاء النباتي و موقع التلسكوب في صحراء أتاكاما في التشيلي على قمة لاس كامباناس إحدى أعلى وأكثر المواقع جفافاً على سطح الأرض، وهذا ما يساعده على أن يحظى بظروف مثالية لأكثر من 300 ليلة في السنة.
لماذا يتم العمل على بناءه وما الفائدة منه ؟
إن معظم الناس لا يدركون بأنه حتى مئة سنة سابقة كان العلماء يظنون أن مجرة درب التبانة هي كل الكون. ولكن في 1920، استنتج إدوين هابل باستخدام تلسكوب المئة إنش (2.5 متر ) في ماونت ويلسن وجود مجرات أخرى أيضاً، كما تبع هذا الاكتشاف إدراك أنَّ الكون يتمدد .
إن مرايا تلسكوب ماجلان العملاق سوف تقوم بتجميع كميّة من الضوء أكثر من أي تلسكوب آخر تم بناؤه. وبقدرته الفائقة على تجميع الضوء سوف يساعدنا في الإجابة على العديد من أسئلة القرن الحادي والعشرين في مجال علم الفلك و أهمها ، كيف تشكلت أولى المجرات؟ ما هي المادة والطاقة المظلمة التي تشكل القسم الأكبر من كوننا؟ ما هو مصير كوننا؟ وغيرها الكثير من الأسئلة ....
المصدر: هنا