عبوات البلاستيك؛ قرون من التلوث

قد لا يستغرقك شرب عبوة مياه أكثر من عشر دقائق، لكنَّ المحيط يحتاج إلى 450 سنة حتى يُحلِّل البلاستيك الذي صنعت منه.

أما خيوط الصيد؛ فتتطلَّب 600 سنة على الأقل حتى تتحلَّل، وتتفكَّك أكياس التسوُّق البلاستيكية في 20 سنة، وذلك في البيئة البحرية.

ولكنْ حتى عندما يتفكَّك البلاستيك إلى جزيئات أصغر تدعى "الجسيمات البلاستيكية"؛ فإنَّه يُبتلع عن طريق الخطأ من قبل الأسماك التي تُؤكل بدورها من قبل البشر ما لا يقلُّل من حجم الضرر أبداً.

إن معظم المواد البلاستيكية مصنَّعة من البترول؛ الذي يُعدُّ المنتج النهائي لبضعة ملايين سنة من التحلُّل الطبيعي لكائنات عضوية كانت حيَّة فيما مضى.

إذن؛ إنْ كان البلاستيك المشتقُّ من البترول يأتي من موادَّ عضوية فلم لا يتحلَّل؟

تؤدِّي إحدى خطوات تصنيع البلاستيك إلى تحويل البترول إلى مادة لا تتعرَّف إليها الكائنات العضوية التي تفكِّك عادة المواد العضوية، وتُشتقُّ معظم المواد البلاستيكية من البروبيلين (Propylene) - وهو مكوِّن كيميائي بسيط في البترول - وعندما يُسخَّن بوجود محفِّز ترتبط وحدات كيميائية فردية (Monomers) من البروبيلين ببعضها عن طريق تكوين روابط كربونية قوية جداً، وينتج عن هذه العملية تكوُّن مادة تُدعى بوليبروبيلين (Polypropylene)، وهي مادة لا تكوِّنها الطبيعة لأنَّها تتطلَّب مقداراً كبيراً من الطاقة، لذا فإن الكائنات العضوية لا تتعرَّف إليها فلا تستطيع تفكيكها؛ إذ تختار الطبيعة بدائلَ أُخرى كالروابط الببتيدية لتُبقي الجزيئات الكبيرة متماسكة.

قد يتساءل البعض: لم لا يستخدم مصنِّعو المواد البلاستيكية روابط ببتيدية قابلةً للتحلُّل لصناعة البوليمرات بدلاً من الروابط الكربونية؟

للأسف؛ ومع أنَّ الروابط الببتيدية ستُنتج موادَّ بلاستيكية قابلة للتحلُّل لكنَّ عمرها الافتراضي سيكون قصيراً جدَّاً، لذا فإن التحدي الذي يواجه العلماء الآن هو التمكُّن من تصنيع مادة صديقة للبيئة وقابلة للتحلُّل، وجعلها تدوم طويلاً في الوقت ذاته.

المصادر:

1- هنا

2- هنا