الطبيعة والعلوم البيئية > ورقو الأخضر شهر أيلول
النرجس
ينتمي نباتُ النرجس إلى الفصيلة النرجسية، وسُمِّي بهذا الاسم نسبةً إلى الكلمة اليونانية (Narcissus) التي تعني "الخدَر" بسبب احتواء بصلة* هذا النبات على مادَّةٍ سامَّة مخدِّرة. وتقول الأسطورةٌ اليونانيّة أنّ شابًّا وسيمًا يُدعى Narcissus وقع في حبِّ انعكاس صورته في مجرى الماء وبقي هناك ينظرُ معجبًا إلى صورته المنعكِسة حتى ماتَ جوعًا، فحوَّلته الآلهة عندها إلى زهرةٍ حتى يتمكَّن من البقاء إلى جانب مجرى النهر إلى الأبد.
يوجد هذا النبات في منطقة البحر المتوسط بوصفه موطنًا أصليًّا، ويُمكن أيضًا العثورُ عليه في الصين وآسيا، وتتعدَّد أنواعه ويُعدُّ النرجس البريُّ الأكثرَ انتشارًا.
تتميَّزُ زهرة النرجس برائحةٍ عطريةٍ فريدةٍ وبساقٍ أنبوبية ضيِّقة طويلة، يعلوها تويجٌ يحملُ إكليلًا في مركزه محاطًا بثلاثِ بتلاتٍ مع ثلاثِ سَبَلاتٍ (من كأس الزهرة)، تتلون زهرتُه باللون الأصفر أو الأبيض عادةً، وقد يختلفُ لونُ الإكليلِ المركزيِّ عن لون التويج أحيانًا.
تُشكِّلُ البصلاتُ المصدرَ الرئيس لإنبات جميع أنواع النرجس، في بيئة مشمِسة أو ذاتِ ظلٍّ خفيف؛ إذ تُزرَع بصلاتُ النرجس بين شهرَي آب (أغسطس) وتشرين الثاني (نوفمبر) -يُفضَّل زراعتها في شهر آب (أغسطس)- في الأحواض الكبيرة على عمق ثلاثة أضعاف من ارتفاع البصلة، في حين تُفضَّل زراعتها على عمق 15 سم في المروج، وريُّها في أصيص ذو حجم متوسط بمقدار 1.25 ليتر تقريبًا من الماء أسبوعيًّا في فترة النموِّ؛ أي من آذار (مارس) إلى أيار (مايو).
تُزوَّدُ أزهارُ النرجس بتربةٍ جيدة التصريف وغنية بالمواد العضوية، ويُفضَّل إبقاء النبات بعيدًا عن أشعة الشمس المباشرة وفي مكانٍ بارد؛ مما يسمح بإطالة فترة الإزهار، وبعد انتهاء إزهار النبات؛ يجب أن يكون رأسُ النبات ميتًا لتشجيع الإنتاج الجيد للبذور داخل البصلة. كذلك يُحذَّر بشدة إزالة الأوراق الذابلة بعد زوال الأزهار، نظرًا إلى احتواء هذه الأوراق على العناصر الغذائية الضرورية للتربة التي ستُسخدَم لإنتاج نباتٍ سليم في العام المُقبِل.
*البصلة: ساق نباتية تنمو تحت الأرض، يُخزِّن فيها النباتُ غذاءَه.
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا