الطبيعة والعلوم البيئية > علم البيئة
فطريات جذور النباتات وراء كميات هائلة من الكربون المحجوز في التربة
تحتوي تربة الغابات كميات ضخمة من الكربون ضمن مكوناتها. لطالما اعتقد العلماء بأن مصدر هذا الكربون هو تحلل أوراق الأشجار وأغصانها بعد سقوطها على الأرض. ونظراً لأن هذه الأوراق والأغصان تحصل على الكربون من الجو بشكل ثاني أكسيد الكربون فهي تقوم من خلال عملية التركيب الضوئي بخفض الانبعاثات الكربونية والحد من ارتفاع حرارة الكوكب.
أظهرت الدراسات الحديثة التي أجريت في الجامعة السويدية للعلوم الزراعية أن العلماء كانوا مخطئين بإرجاعهم الفضل للأوراق والأغصان في رفع نسبة كربون التربة. فقد أظهرت نتائج الدراسة أن حوالي 50- 70 % من الكربون المحتبس في التربة مصدره جذور الأشجار والفطريات التي تنمو عليها.
ترتبط هذه الفطريات مع الجذور بعلاقة تعايشية توفر من خلالها الجذور للفطريات المواد المغذية كالسكريات والكربوهيدرات التي يتم تصنيعها في الأوراق بعملية التركيب الضوئي وبالمقابل توفر الفطريات للجذور كميات اضافية من المياه والأملاح المعدنية التي تحصل عليها من التربة بكفاءة أكبر من كفاءة جذور الأشجار. وهكذا عند موت هذه الفطور تتحلل محررة الكربون في التربة.
وهكذا نرى أهمية الغابات كمستودعات للكربون ووسيلة لتخليص الجو من غاز ثاني أكسيد الكربون فترب الغابات في المناطق الشمالية من الكرة الأرضية على سبيل المثال مسؤولة عن تثبيت 16% من كل الكربون الموجود في التربة حول العالم. تعتبر هذه الوسائل الطبيعية من أهم الوسائل في محاولة التخلص من الكربون الجوي فإلى جانب كفاءتها توفر الغابات موطناً للعديد من الأنواع المهددة بالزوال ومتنفساً للملايين من البشر الذين يريدون التخلص من هموم الحياة وقضاء يوم في أحضان الطبيعة.
المصدر: