هل تعلم والإنفوغرافيك > كاريكاتير
ما الذي يجعلك شخصاً جذاباً بالنسبة للبعوضة ؟؟!
"جذاب إلى درجة العذاب" ليست مجرَّد جملة قد تصف الكاريزما -الشخصية المميزة- التي يتمتَّع بها أحدهم، ولكن يمكن عدُّها وصفًا دقيقًا لما يتعرَّض له بعض الأشخاص من لدغاتِ البعوضات دون غيرهم، فما الذي يجعلهم مصدرًا مهمًّا للوجبات الغذائية اللذيذة للبعوضة؟!
هنالك أنواعٌ معيَّنة من البعوض تفضّل الحصول على تغذيتها من البشر، ولكن لا يكون ذلك عشوائيًّا، بل يعتمد اختيارها على صفات محددة لدى بعض الأشخاص تجعل منهم وجبة مثاليّة ودونما اعتراف بالجميل، وقد تنقل لهم أمراضًا كثيرة منها الملاريا والحمى الصفراء. [1]
يُتداوَل في بعض القصص التي ترويها النساء لأطفالهن أنَّ البعوض يفضل الدم ذا الطعم الأكثر حلاوةً (وذلك يحصل بتناول كثيرٍ من الخضار!)، ولكن مع ذلك؛ لا يوجد دليل علمي داعم لفكرةِ أنَّ تغيير النظام الغذائي (مثل تناول الثوم، أو الإكثار من فيتامين B، أو تجنب الموز) يمكن أن يكون وسيلة لتجنب لدغات البعوض. [1]
يبدو أنَّ البعوض يستهدف الأشخاص على نحو انتقائي اعتمادًا على الكائنات المجهرية التي تسكن جلدهم، فالبشرة وحدها موطنٌ لـ 1000 نوع مختلف من البكتيريا.[1] ويستجيب البعوض البشري إلى حمض اللبن ومجموعة من منتجات العرق تُعدَّل عن طريق البكتيريا التي تسكن الغدد الزهمية. [2]
ووفقًا لدراساتٍ حديثة؛ تنتج هذه الكائنات المجهرية مزيجًا من المركبات الطيَّارة التي تحدد مدى جاذبية دم الشخص المضيف للبعوضة، وقد استطاع الباحثون تحديد بعض أنواع البكتيريا على جلد البشر باستخدام الحمض النووي الريبي النوعي (مثل استخدام بصمات الأصابع لتحديد هوية الأفراد). [1]
يمكن استخدام الجاذبات الكيميائية ومستقبلاتها الجزيئية بوصفها طرائق جديدة في جذب البعوض نحو المصائد في الاستقصاءات الوبائيّة، وكذلك زيادة ارتباطها بالمبيدات الحشريّة في إجراءات السّيطرة، ولإجراء تعديلات جينية وجذب البعوض نحو مجموعات حيوانيّة أخرى. [2]
تستجيب الحشرات للمواد الكيميائية المتطايرة في البيئة عن طريق مخزون معقد من المستقبلات الشميّة المتطورة عن المستقبلات الشمية للفقاريات، وتملك الحشرات مُستقبِلًا حساسًا للغاية لثنائي أكسيد الكربون. [3]
وأشارت بعض الدراسات إلى أنَّ عملية اللدغ تتضمن عناصر متكاملة؛ إذ تستجيب البعوضة إلى الرائحة وتركيز CO2، إضافة إلى درجة حرارة الوجبة، التي تعد أمرًا مصيريًّا لتحدث عملية التغذية. [3]
وقد أُعِدّت بعض الدراسات للكشف عن العلاقة بين زمرة الدم وتفضيل البعوض للمضيف، وأشارت النتائج إلى أنَّ أكثر الأشخاص الذين تعرضوا للَّدغ كانوا من حاملي الزمرة الدموية O، إلَّا أنَّ العلاقة غير مؤكدة. [4]
أخيرًا: يمكن القول إنَّ الشخص الذي يقطر عرقًا هو الأكثر جاذبية للبعوض بازدياد إفرازات جسده التي قد تحمل طابعًا مفضّلًا لديها، ويؤثر في ذلك زيادة معدل الاستقلاب وإنتاج ثنائي أوكسيد الكربون أيضًا.
المصادر: