هل يتظاهر سرطان الثدي بكتلة دومًا؟

يعتقد الناس أحيانًا أن سرطان الثدي يُسبِّب دومًا ظهور كتلة يمكن جسّها في الفحص الذاتي للثدي، وقد يستخدمون ذلك عذرًا للتهرب من التصوير الشعاعي للثدي mammograms، معتقدين أن بإمكانهم الشعور بأي تغيُّر قد يشير إلى وجود مشكلة، إلا أنَّ سرطان الثدي لا يسبب دومًا ظهور كتلة، وحين يؤدي إلى ذلك قد يكون السرطان تجاوز الثدي ليصل إلى العقد اللمفية (1)، فإنّ ما يُعرف بالسرطان المبكر Early Cancer (الذي يكون محصورًا في الثدي وبحجم 2.5 سنتيمتر أو أقل) يكون قد استمرَّ بالنمو مدة ثماني سنوات قبل أن يصبح كبيرًا بما يكفي لاكتشافه (2). 

كذلك فإنه من الجدير بالذكر أن كتل الثدي ليست كلها سرطانية؛ فقد تبين أنها تكون سليمة في 60-80% من الحالات (3)؛ ومن أشيع تلك الحالات السليمة:  

- التغيرات الكيسية الليفية fibrocystic changes.

- الأورام الغدية الليفية fibroadenomas.

- الأورام الحليمية داخل القنوات intraductal Papillomas.

- الكيسات البسيطة simple cysts.

- النّخر الشحمي الرضِّي Traumatic fat necrosis (4).

من البديهي أن يزيد الفحص الذاتي للثدي بانتظام والفحص الدوري من الطبيب، إضافة إلى التصوير الشعاعي للثدي mammograms وغيرها من فرص الكشف المبكر عن سرطانات الثدي على نحو كبير، ويعد ذلك أمرًا مهمًّا؛ إذ إن معدل البقاء خمس سنوات يكون 96% لدى المرأة التي تعالج سرطان الثدي في المرحلة المبكرة الموضّعة، في حين ينخفض إلى 73% أو أقل عندما يصبح السرطان متقدّمًا أو عندما ينتشر ليشمل الغدد اللمفاوية في الإبط أو الرقبة أو الصدر (2). 

ولكن على الرغم من أنَّ الفحص الذاتي للثدي دوريًّا هو أمر لا بد من أن تتقنه جميع السيدات، فهو لا يعد بديلًا من التصوير الشعاعي الدوري للثدي (1). ويجب مراجعة الطبيب عند اكتشاف أية كتلة مهما كانت صفاتها أو أي تغيرات جديدة في الثدي؛ كوجود منطقة تختلف بوضوح عن أية منطقة أخرى في أيٍّ من الثديين، أو وجود   كتلة أو منطقة سميكة في الثدي أو بالقرب منه أو في الإبط استمرت في دورة شهرية كاملة، أو عند تغيُّر حجم الثدي أو شكله أو حدوده ومحيطه، كذلك عند وجود اختلاف في الشكل أو الإحساس بجلد الثدي أو الحلمة، أو عند خروج إفرازات شفافة أو دموية من الحلمة، أو عند احمرار جلد الثدي أو الحلمة (4).

المصادر: