علم النفس > القاعدة المعرفية
متلازمة اللهجة الأجنبية
تحدث متلازمة اللهجة الأجنبية عندما تبدأ بالتكلم فجأةً بلكنة أجنبية بدون السفرِ أو تعلُّمِ تلك اللكنة من بلدها الأصل، وغالبًا ما ينجم هذا التغيُّر في طريقة النطق عن ضرر يصيب الدماغ.
ومن الأسباب التي تؤدي إلى ضرر في الدماغ:
- الرضوض على الرأس.
- السكتة الدماغية (عندما يتوقف تدفق الدم إلى الدماغ).
- آفات الدماغ الوعائية مثل أمهات الدم الدماغية (عندما يضعف وعاءٌ دموي ويتمزق، مسببًا نزفًا داخليًّا).
- التصلب المتعدد (مرض يصيب الجهازَ العصبي المركزي).
- أورام الدماغ.
يمكن لتلك الأمور أن تسبب ضررًا في أماكن محددة من الدماغ، والتي تتحكم بوظائف لغوية متنوعة، وهذا الضرر يمكن أن يسبب نبرةَ صوت محرَّفة ولفظًا خاطئًا للمقاطع الصوتية؛ والذي بدوره يؤدي إلى تشوه أسلوب النطق.
يمكن أن تتضرر باحة بروكا من القشرة المخية؛ تكون هذه الباحة في النصف الأيسر من الدماغ وتُنسب إليها وظيفةُ إصدار الأصوات، يمكن أيضًا لإصابة ما في المخيخ أن تسبب الأعراض، أو قد تكون نفسيةَ المنشأ.
إنَّ لهجتك الطبيعية ناتجةٌ من أنماط صوتية معينة من لغتك الأم والتي تتعلمها -لا إراديًّا- في أثناء نموك، وهذا ما يسمى بنظام النطق. ويمكن للهجتك أن تتغير في المراحل الباكرة من حياتك إذا تعرضتَ لعدة لهجات ونماذج صوتية، لكن بعد سنوات المراهقة فإنَّ نظام النطق لديك سيثبت غالبًا.
في الحقيقة، عادةً ما تحظى الحالات الجديدة لهذه المتلازمة بتغطية إعلامية مكثفة نوعًا ما، واسم هذه المتلازمة ناتجٌ من سوء تفسير الأعراض السريرية من قِبل الناس ووسائل الإعلام، وعلى الرغم من أنَّ التقارير تحاول أن تتعرف إلى اللهجة الجديدة وتنسبها إلى لهجة دولة قريبة؛ فإنَّ مرضى هذه المتلازمة لا يكتسبون لهجةً أجنبية محددة ولا حتى مهارة التحدث بلغة أجنبية بطلاقة، وحتى الآن لا يوجد أيَّة حالة لمريض اكتسب مهاراتٍ لغوية جديدة عن طريق إصابةٍ بالدماغ.
وفيما يخصُّ الأذن غير الخبيرة؛ فإنَّ مرضى هذه المتلازمة يبدون بالنسبة لمستمعِين آخرين من المجتمع واللغة نفسهما وكأنَّهم يتحدثون لغتَهم الأم لكن بلهجة غريبة، على سبيل المثال، قد يبدو متحدث إنكليزي بريطاني كأنَّه يتحدث بلهجة أمريكية من نيويورك، أو إيطالي كأنَّه يتحدث بلهجة إسبانية، أو ياباني تبدو لكنتُه كورية.
وهذا ما يجعل هذه المتلازمة مربكةً قليلًا، فالأعراض تؤثر في كامل نظامك الصوتي؛ إذ تتأثر عملية نطق الأحرف الصوتية والساكنة، فتكون أخطاء الأحرف الصوتية بإطالة مدة إصدار الصوت أو بتقصيرها، أما الساكنة فتكون بسوء لفظها فيخفت الصوت أو يبدو ثقيلًا. وهذه الأخطاء تعطي انطباعًا بلهجة جديدة نوعًا ما.
التشخيص:
سيطلب طبيبُك أن تشرح له عن الأعراض وتاريخك الطبي، ويمكن أن يفحص العضلاتِ التي تستخدمها عندما تتكلم. سيحتاج طبيبك أيضًا إلى صورٍ لدماغك ليقيِّم حالتَك، ومن ثمَّ يطلب منك صورةَ رنين مغناطيسي (MRI) أو صورة طبقي محوري (التصوير المقطعي المحوسب - CT)، إذ يستطيع كلا نمطي التصوير السابقين أن يكوِّن صورةً شاملة لمعالم دماغك.
العلاج:
لا يوجد علاج محدد للمتلازمة، عادةً نبدأ بعلاج السبب الرئيسي (من الأسباب التي ذُكرت سابقًا)، ويمكن للتصوير الدماغي على نحو دوري أن يساعدنا على فهم عملية الشفاء أكثر. وتتضمن بعض العلاجات التدريبَ الصوتي عن طريق تمارين معينة تهدف إلى لفظ الأصوات في اللهجة الطبيعية. وهناك العلاج النفسي أيضًا.
مصادر المقال: