التعليم واللغات > اللغويات
هل هناك طريقة سريعة لحفظ المفردات باللغة الإنكليزية؟
تعلُّم لغة جديدة ليس بالأمر السهل، ويعود ذلك بصورة أساسية إلى العبء الثقيل على الذاكرة، وقد لا يتمكن الجميع من ممارسة اللغة على نحو جيد، ولكن حفظ المفردات يمكن أن يصبح أكثر كفاءة بمساعدة بعض الإستراتيجيات الجيدة.
أولًا، الطريقة التقليدية لبناء مخزون المفردات: وهي تذكُّر الكلمات في اللغة المراد تعلمها عن طريق الترجمة إلى اللغة الأم، قد يكون هذا مفيدًا إذا كانت اللغة الجديدة واللغة الأم مرتبطتين ببعضهما بعضًا (مثل الهولندية والألمانية)، ولكن هذه الطريقة غير فعالة جدًّا بالنسبة للُّغات غير المتشابهة (مثل الإنكليزية والصينية).
تصبح عملية التعلم أكثر كفاءة عند التخلي عن خطوة الترجمة وربط الكلمات الجديدة مباشرة بالكائنات والأفعال؛ إذ إن كثيرًا من المتحدثين بلغة ثانية ذوي المهارة العالية غالبًا ما يتهافتون إلى استخدام كلمات لا توجد لها ترجمات دقيقة في لغتهم الأم، مما يدل على أنهم لم يتعلموا هذه الكلمات بالترجمة الحرفية، بل من سياق الكلام باللغة الجديدة.
ثانيًا، تجميع المفردات ذات المفهومات المشتركة وممارستها في الوقت نفسه: على سبيل المثال تسمية الأشياء والأحداث المتعلقة بالنقل في أثناء ركوب وسائل المواصلات للتنقُّل من مكان إلى آخر أو تسمية الأشياء على طاولة العشاء في أثناء تناول الطعام. يرتكز مبدأ هذه الإستراتيجية في تعلم المفردات إلى جعل اللغة الجديدة "منطقية" بدلًا من محاولة فهمها عن طريق وسائط مألوفة كاللغة الأم، ويمكن للشخص في مرحلة أكثر تقدمًا في بناء مخزون المفردات أن يستخدم قاموس اللغة المراد تعلمها -كقاموس المترادفات باللغة الإنكليزية- لإيجاد معنى الكلمات الجديدة في اللغة ذاتها بدلًا من استخدام قاموس مختلط -مثل القواميس التي تترجم المفردات من اللغة الإنكليزية إلى العربية.
ثالثًا، إستراتيجية التعلم المتباعد Spaced Learning: وهي تحديد روتين زمني لتعلُّم مادة جديدة (كمجموعة من الكلمات الجديدة في اللغة المراد تعلمها) على ثلاث مراحل: نبدأ بالتعرُّف إلى الكلمات، ثمَّ مراجعتها، ثمَّ ممارستها في أنشطة وتطبيقات مختلفة. ويخصَّص وقت محدد لكل مرحلة مع فواصل زمنية تبلغ مدتها 10 دقائق بين المراحل. ومن المهم في خلال هذه الفواصل أن ننفِّذ أنشطة لصرف الانتباه لا ترتبط بالمواد المدروسة ولا تمت لها بصلة (مثل التمارين البدنية). وقد أثبتت التجارب المخبرية أنه يمكن لهذه المحفزات المتكررة والمتباعدة بفواصل زمنية محددة أن تخلق اتصالات طويلة الأمد بين الخلايا العصبية في الدماغ، تؤدي بدورها إلى تخزين المفردات في الذاكرة الطويلة الأمد، وتحدث هذه العمليات في دقائق، وقد لوحظ وجودها لدى بعض الأنواع الأخرى، وليس لدى البشر فحسب.
رابعًا، ارتكب مزيدًا من الأخطاء: إن النسيان وارتكاب الأخطاء أمران لا مفر منهما عندما نتعلم أشياء جديدة، وكلما استخدمنا الكلمات التي نتعلمها في مواقف مختلفة أكثر، زادت سرعة استرجاعها وتذكرها.
المصدر: