الطب > مقالات طبية
جراحات البدانة والسكري نمط 2!
يمكن لكل من البدانة والسكري الكهلي أو السكري نمط 2 أن ينقصان من معدل الحياة ونوعيتها إضافة إلى تكاليف الرعاية الصحية، ويستمر معدل الإصابة بالسكري والبدانة بالارتفاع ويستخدم مصطلح "Diabesity" للتعبير عن مرض السكري المرتبط بالبدانة.
هل تعلم؟
- يموت شخص كل 10 ثواني من الاختلاطات المرافقة للسكري.
- السكري أحد أشيع أسباب الوفيات في الولايات المتحدة الأمريكية.
- تُعدُّ البدانة هي السبب الأول للسكري نمط ثانٍ، ويسبب السكري اختلاطات عديدة منها: مشكلات قلبية وسكتات وعمى واكتئاب وفشل كلوي وبتر وعجز جنسي.
- 90% من مرضى السكري نمط 2 يترافق لديهم السكري بفرط شحوم البدن.
- تبلغ نسبة مفرطي البدانة المصابين بالسكري 25% مقارنة بـ9% لدى ذوي الوزن الطبيعي.
- تزداد الوفيات لدى السكريين بنسبة 80% ويتناقص معدل الحياة حوالي 12 إلى 14 سنة.
لذلك تُعدُّ الجراحة الاستقلابية metabolic surgery أو جراحة البدانة Bariatric surgery التي سنتعرف إليها في هذا المقال هي العلاج الأمثل للسكري لدى المرضى البدينين.
أولًا وقبل أن نبدأ؛ سنضع في أيديكم رابط المقال السابق عن أنواع جراحة البدانة: هنا
جراحة خسارة الوزن والسكري نمط 2:
لعدة سنوات، طُبِّقت عديد من العمليات الجراحية القطعية على المعدة والأمعاء بوصفها طريقة لإنقاص الوزن.
مؤخرًا، أظهرت الأبحاث أن جراحات البدانة تؤثر مباشرة على آلية استخدام الجسم للأنسولين؛ إضافة إلى فوائد إنقاص الوزن وتحسين مستويات سكر الدم، وهذه الجراحات بالذات تساعد المرضى بتدبير السكري نمط 2 لديهم، وهناك عدة فرضيات لتفسير تأثير هذه العمليات على الجسم منها:
الفرضية 1:
إنقاص الوزن يزيد من الحساسية للأنسولين:
تنقص مقاومة الجسم للأنسولين في حالات فقدان الوزن وتقييد السعرات الحرارية. وبالتالي، يمكن لخلايا بيتا التي تفرز الأنسولين أن ترتاح لأنها لا تحتاج لإنتاج كميات كبيرة من الأنسولين.
الفرضية 2:
سمية دهنية والتهاب أقل:
هناك نظرية أخرى هي أن جراحة علاج البدانة تقلل من مقاومة الأنسولين عن طريق الحد من "تسمم الدهون"، وهي حالة متعلقة بتدفق الأحماض الدهنية غير المنتظمة، ومستقلبات الدهون في الأنسجة، والتأثيرات المباشرة وغير المباشرة للهرمونات التي تفرزها الخلايا الشحمية.
تبدأ حساسية الأنسولين في التحسن خلال أسبوع واحد من الإجراءات الالتفافية المعوية أي قبل حدوث نقص الوزن نقصًا كبيرًا؛ مما يشير إلى أن هذه الإجراءات تفعل شيئًا أكثر من مجرد فقدان الوزن وتقييد السعرات الحرارية، وتفعل الإجراءات التقييدية المعوية.
الفرضية 3:
التأثير في هرمونات الأمعاء:
من المرجح أن تكون النظرية الثالثة هي الأكثر أهمية، وتتعلق بالهرمونات المختلفة التي تفرزها الأمعاء استجابة للغذاء؛ بسبب تغيير المواقع أو على الأقل التوزيع النسبي المتغير للكربوهيدرات وامتصاص الدهون بعد الجراحة؛ إذ توجد نظريات أن مرور الغذاء عبر العفج أو الجزء الأول من الأمعاء يحفز حصول السكري؛ في حين مرور المغذيات المركزة عبر الجزء الأبعد من الأمعاء يساعد في إنقاص الوزن وتقليل خطر السكري.
من يمكنه الخضوع لهذه الجراحة؟
تستطب هذه الجراحة للمرضى بـ:
- BMI (مشعر كتلة الجسم) > 40، بغض النظر عن درجة ضبط السكري لديهم أو دواء السكري الذي يقومون باستخدامه.
- أشخاص لديهم BMI بين 35-40 بمستويات سكر دم غير مضبوطة وينبغي رغم اتباع حمية غذائية وأخذ أدوية السكري.
- أشخاص لديهم BMI 30-35 بسكر دم غير مضبوط أبدًا على الرغم من الحمية والعلاج الدوائي.
هل هناك أية مخاطر لهذه الجراحات؟
تحمل الجراحة عامةً نسبة خطورة، ولكن لا تختلف خطورة جراحة البدانة عن أية جراحة عادية، وعلى المدى البعيد قد يواجه المريض عوَزًا غذائيًّا مثل فقر الدم anemia والحاجة لمكملات الفيتامينات والعناصر الغذائية، وستحتاج إلى مراجعة طبيبك دوريًّا للمراقبة.
هل يمكن لهذه الجراحة أن تشفي السكري نمط 2 تمامًا؟
تعالج جراحات البدانة السكري للمرضى بمختلف الأوزان؛ أما المرضى مفرطي البدانة؛ فإن الجراحة تساعدهم على إنقاص السكر إنقاصًا ملحوظًا (مستويات سكر دم طبيعية دون استخدام أدوية سكري) وذلك في أغلب الحالات.
إن العلاج الحالي للسكري يتطلب تغييرًا لنمط الحياة الخمول ووصف أدوية ضبط السكري، ولكن هناك عدة عوامل تشكل عائقًا لدى مرضى مفرطي البدانة بضبط السكري لديهم؛ فالأشخاص الذين يخسرون وزنهم بتغيير نشاطهم الفيزيائي أو أدوية إنقاص الوزن يميلون إلى عودة اكتساب الوزن، وتعرض أدوية السكري لخطورة نوب نقص سكر الدم.
بعد الجراحة، قرابة 87% من المرضى يحققون مستويات سكر طبيعية مع إنقاص الجرعات الدوائية، وقرابة78% منهم يتحقق لديهم ضبط طبيعي للسكر بدون أخذ أية أدوية على الإطلاق.
يمكنكم حساب BMI الخاص بكم (وهو يقيس الوزن الصحي بالنسبة للطول) على الموقع: هنا
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا
4- هنا
5- هنا