الطب > سؤال طبي‬

الماموغرام؛ بين الفوائد و الأضرار

لا شكَّ في أننا سمعنا بجهاز "الماموغرام" في كثيرٍ من المناسبات، لا سيما في شهر تشرين الأول (أكتوبر) المنصرم الخاص بالتوعية عن الكشف المبكِّر عن سرطان الثدي، وقد كثرت الأسئلة عن تأثيراته المسرطنة نظرًا إلى اعتماده على الأشعة السينية المؤيّنة (X-Ray)؛ فهل من الممكن أن يكون السعيُ للكشف المبكِّر أن يؤدي إلى نتيجة عكسية؟

قد نستبعد أول وهلة قدرةَ هذا الجهاز المُسرطنة لأن الجرعة المستخدمة فيه تُعدُّ جرعة منخفضة لفحصٍ قليل التواتر مقارنة بالفائدة المرجوة، وهي التي قد تنتج عن الفحص، ولكن على الرغم من ذلك نجد بعضَ الدراسات التي تبلغ عن حالات من الإصابة بسرطان الثدي المحدث بالأشعة المنطلقة منه. وتُعزى آلية حدوث تلك الإصابات إلى حدوث خلل في عمل البروتينات الضرورية لإصلاح الحمض النووي على إثر التعرُّض للأشعة، ومن ثم تطور سرطان الثدي؛ الأمر الذي كان أكبر مخاوف المراجعات سنويًّا من النساء. 

قد لا يرتبط مُعدَّل حدوث الإصابة بجرعة معيَّنة من الأشعة؛ إذ يوجد عددٌ من الأشخاص الذين يملكون استعدادًا للإصابة بالسرطان عند جرعة منخفضة من الأشعة وبتواتر قليل مقارنة بالأشخاص العاديين؛ وهذا ما يُدعى بفرط الحساسية للجرعة المنخفضة low-dose hypersensitivity.

وقد أشارت بعضُ الدراسات إلى إمكانية زيادة هذا الخطر (الإصابة بالسرطان) بازدياد حجم الثدي أو كثافته، فكلَّما كان الثدي أكبر؛ زادت الحاجة إلى كمية أكبر من الأشعة، وكذلك الأمر عند كثافته. 

وتُنصح النساء اللواتي لديهنَّ تاريخٌ عائليٌّ للإصابة بسرطان الثدي بأخذ استشارة طبية لاحتمال البَدء بإجراء الفحص قبل سن الأربعين، وأشارت بعضُ الدراسات إلى إمكانية تأجيل البَدء بالفحص بواسطة الماموغرام إلى ما بعد الخمسين من العمر وكل سنتين حتى سن الـ 74؛ مما يُقلِّل احتمالَ الإصابة 5 أضعاف مقارنة بالفحص السنوي بَدءًا بسنِّ الأربعين حتى الـ 74، ثم إن استعمال الماموغرام الرقمي يمكن أن يُسهم بتقليص معدل الإصابة، وهو شكل آخر من جهاز الماموغرام نستطيع بواسطته الحصول على صورة أفضل بأشعة أقل . 

ويبقى استخدامُ الماموغرام روتينيًّا بالغَ الأهمية على الرغم مما سبق؛ إذ بيَّنت الدراسات أن عدد الوفيات الناجم عن سرطان الثدي عند النساء اللواتي يجرين المسح أقل بكثير من عدد الوفيات عند النساء اللواتي لا يجرين المسح، ثم إن نسبة الوفيات بسرطان الثدي تناقصت قرابة 36% من عام 1989 حتى 2012 بفضل الكشف المبكر والمعالجة الملائمة.

المصادر:

1- هنا

2-هنا

3-هنا

4-هنا

5-هنا