التوعية الجنسية > أيام عالمية

اليوم العالمي لإنهاء العنف ضد المرأة (ما هي الآليات المستخدمة في مواجهة العنف؟)

تفحَّصت مراجعة عام 2014 نتائجَ التداخلات الهادفة إلى إنقاص العنف ضد المرأة والتي جرت في كثيرٍ من البلدان في أنحاء العالم وخاصة في البلدان المتقدمة، وإليكم ما وجدت:

المجموعة الأولى من هذه التداخلات تُسمى (التداخلات التي تُركز على المرأة): وتشمل الدعمَ النفسي للمرأة والمناصرة وتقديم الاستشارة لها، والزيارات المنزلية التي تُعطى فيها النصائح لمساعدة المرأة على تقليل خطر تعرضها للعنف مجددًا، والعمل على تحسين صحتها الجسدية وعافيتها النفسية. إضافة إلى ذلك، يجري تعريف المرأة إلى حقوقها وتقييم الخطر الذي تعيش فيه وتوجيهها إلى تلقي الخدمات الاختصاصية الملائمة، وتزويدها بسبل الوصول إلى الموارد المتاحة عند الحاجة. ويُظهر هذا النوع من التداخلات نتائجَ لافتة في الدراسات وانخفاضًا ملحوظًا في مستوى العنف، ويُبدي بعضها نتائجَ واعدة.

يستهدف نمطٌ آخر من التداخلات الرجالَ والفتيان؛ تُوجّه المحاكم بتقديم البرامج التدريبية للرجال المُدانين بالعنف ضد المرأة، لكن الأدلة لدى نتائج هذه البرامج ضئيلة.

وتأخذ المناهج الشائعة الموجهة للرجال والفتيان أشكالًا عدة: تثقيف الرجال في مجموعات كأنموذج دولوث (Duluth Model) الذي يتبع منهجًا نسويًّا يُشرك فيه الرجالَ في نقاشاتٍ عن القوة والسَطوة، إضافة إلى المعالجة السلوكية المعرفية والتعامل مع الغضب، وتُركز هاتان الأداتان على استخدام العنف بدلًا من معالجة أساساته.

ويظهر انخفاضٌ لافت في استخدام العنف عند الرجال الذين يكملون هذه البرامج على الرغم من وجود عدة نقاط ضعف في المنهجية البحثية المُستخدمة في الدراسات في هذا النطاق. إنَّ التداخل المدرسي المُوجه إلى الذكور ذو نتائج غير مشجعة باستثناء بعض التجارب في كندا والولايات المتحدة، وربما تكون مدة البرامج القصيرة -التي تبلغ أحيانًا ساعةً واحدة فقط- سببًا في النتائج السلبية.  

تركز البرامج في الدول ذات الدخل المتوسط والمنخفض على زيادة إمكانية وصول المرأة إلى القضاء والعدالة من خلال سن التشريعات. إضافة إلى تدريب القضاة وأفراد الشرطة وتزويد الناجيات من العنف بالخدمات العاجلة التي يحتجنها، وقد أسست كثيرٌ من البلدان مراكزَ شرطة متخصصة للنساء والفتيات في أمريكا اللاتينية وجنوب آسيا.

تمكين المرأة اقتصاديًّا عاملٌ مهم في حمايتها من العنف؛ إذ يرتبط العنف بالبيئات الفقيرة وباعتماد المرأة على الرجل اقتصاديًّا. وواحدة من الصور التي تتجلى فيها الفائدةُ من التمكين الاقتصادي للمرأة هو خروجها من المنزل ومن العلاقة العاطفية التي تتعرض فيها للتعنيف حين تكون قادرةً ماليًّا.

ولكنَّ الدلائل في هذا السياق مختلطة؛ إذ يؤدي رفع وضع المرأة اقتصاديًّا -في بعض الأحيان- إلى زيادة مستوى العنف الذي تتعرض له، ويرجع ذلك إلى البيئة التي تعيش فيها المرأة.

يساعد المجتمع عن طريق إجراءات معقدة تهدف إلى تغيير الأعراف الاجتماعية والممارسات والأفكار المتعلقة بالجنس والعنف، بمعاونة النساء والرجال والزعماء السياسيين والدينيين والمعلمين، وباتباع أساليب ابتداءً ببرامج التدريب الجماعي وصولًا إلى إقامة المناسبات العامة وحملات الدعم والمناصرة.

وتفيد وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الهاتف في تقديم المعلومات للمرأة وتسمح لها بتقديم التقارير عن التعرض للعنف وطلب المساعدة، ولكن نتائج هذه الإجراءات جميعها صعبةُ التقييم. 

مصدر المقال:

هنا61703-7/fulltext?fbclid=IwAR0d1YJ2FLVTpdKzObU8bBgxdo2raRGqcICD2JYS7KSjozk_Tr3wQxCHPEc