التوعية الجنسية > الحياة والحقوق الجنسية والجندرية
هل ترسخ ألعاب الفيديو العنفَ ضد المرأة؟
أظهرت الأبحاث وجودَ علاقة بين ممارسة ألعاب الفيديو العنيفة وانخفاض التعاطف مع ضحايا العنف من الإناث.
وكما هو الحال في اللعبة التي سبق ذكرها التي يمكن من خلالها خيارُ قتل الشخصيات النسائية واستخدامهن من أجل الجنس دون أي تداعيات أو عواقب.
وتوصلت دراسة درست سلوكَ 154 مراهقٍ تبلغ أعمارهم 15 و20 عامًا إلى أن ممارسة ألعاب الفيديو العنيفة بإفراط يقلل من التعاطف مع الآخرين، وتدعم النتائج التنبؤَ بأنَّ ممارسة ألعاب الفيديو -التي تنطوي على عنف جنسي- تزيد من ترسيخ ما يُعتقد أنه من الواجب على الذكر أن يكون عليه كالعدوانية والبنية القوية والاستقلالية، إضافة إلى الحث على إظهار الغضب والعدوانية وإخفاء الحزن والقلق والتي تقلل بدورها من التعاطف؛ ومنه التعاطف مع ضحايا العنف من الإناث.
لعب بعضُ المشاركين في البحث ألعابًا تضمنت كلًّا من العنف والتمييز الجنسي مثل لعبة (GTA) إذ إنَّ النساء في هذه الألعاب من الشخصيات الثانوية ومعظمهن من البغايا أو المتعريات اللائي يستخدمهن اللاعبون أدواتٍ جنسية.
وشارك مشاركون آخرون في ألعاب (Half Life 1) و(Half Life 2) التي تُعدُّ عنيفةً، ولكن لا تصور النساءَ بطريقة جنسية، إذ تؤدي الشخصية الأنثوية في ألعاب (Half Life) دورًا نشطًا.
ولعبت مجموعة ثالثة لعبةَ (Dream Pinball 3D) أو (Q.U.B.E 2)؛ وهي ألعاب لا تنطوي على عنف أو تمييز جنسي.
بعد ذلك، عُرض جميع اللاعبين على إحدى الصور التي تُظهر فتاةً صغيرة كانت ضحيةً للعنف، وطُلب من المشاركين التقييمُ على مقياس من 1 (ليس على الإطلاق) إلى 7 (كثيرًا) إلى أي مدى يشعرون بالتعاطف والرحمة والعطاء (إلى جانب المشاعر الأخرى) تجاه الفتاة في الصورة. وكما هو متوقع، كانت معظم النتائج تتعلق على نحو أساسي باللاعبين الذكور، ولم يكن للعب اللعبة تأثيرًا كبيرًا في مقدار التعاطف الذي أبدته اللاعباتُ مع ضحايا العنف من الإناث.
وأظهرت النتائج أيضًا أنَّ اللاعبين الذكور الذين ارتبطوا ارتباطًا وثيقًا بالشخصيات الذكورية في الألعاب الجنسية العنيفة هم الذين أظهروا أقلَّ تعاطف. في حين أنَّ الذكور الذين لعبوا إحدى الألعاب -التي كانت عنيفة ولكن ليس فيها عنصرٌ جنسي- كانوا أكثر تعاطفًا مثل أولئك الذين مارسوا ألعاب (GTA) التي جمعت بين التمييز الجنسي والعنف.
وهو ما يؤكد أن ألعاب الفيديو العنيفة سيئةٌ بدرجة كافية، ولكن عندما يُضاف إليها التمييز الجنسي؛ فهذا أمر سام للغاية.
قد تعتقد أنَّ الألعاب مجرد متعة غير ضارة، لكنها تساهم في بناء الأدوار الجندرية وما يجب أن يكون عليه الرجل والمرأة في الحياة المجتمعية اليومية، يمكن أن يؤدي ذلك إلى ترسيخ بعض المعتقدات المزعجة للغاية عن الذكورة وكيفية معاملة النساء؛ لذا يجب على الأهالي الحذر، وربما يجب علينا مراجعةُ أنفسنا للتأكد من أننا لم نتأثر بذلك!
المصدر: هنا