الغذاء والتغذية > الفوائد الصحية للأغذية
الخرمة.. فاكهة الخريف الهلامية
تنتمي فاكهة الخرمة Persimmon إلى عائلة Ebenacea النباتية؛ ويعود أصلها إلى الصين، وتُزرَع في المناطق الدافئة مثل كوريا، واليابان، وتركيا، والبرازيل، وإيطاليا، وحوض المتوسط، وقد جذبت الأنظار منذ آلاف السنين بطعمها الهلامي اللذيذ وشكل شجرتها المميز خاصة بعد تساقط أوراقها وبقاء ثمارها.
توجد منها مئات الأنواع حول العالم بأشكالٍ متعددة، أشهرها نوعَيْ Hachiya ذو الطعم الهلامي العصيري (يسار الصورة)، وبشكل أقل Fuyu ذو الطعم الهش (يمين الصورة).
يمكن تناولها طازجة، أو مطبوخة، أو مجففة، حتى أنها مناسبة للإضافة إلى الوصفات الغذائية المتنوعة، وتدخل في الاستخدامات الطبية والتجميلية، فضلًا عن مجموعة فوائد صحية تزيدها أهميةً وشهرةً وإليكم ما أثبته العلم منها:
1 - غنية بالعناصر الغذائية:
إذا كنت تتّبع حمية لتخفيف الوزن ستكون الخرمة خيارًا ملائمًا لوجبتك الخفيفة؛ إذ تحتوي حبة واحدة بوزن (168) غ:
- أكثر من 80٪ من الماء.
- قرابة 120 سعرة حرارية، تأتي معظمها من الكربوهيدرات (31) غ، [وبخاصة السكروز ومكوناته من غلوكوز وفركتوز، فهي بذلك أكثر حلاوةً من التفاح والبرتقال والإجاص والدراق.
- غرام واحد من البروتين على شكل مجموعة أحماض أمينية لها آثار مضادة للبدانة والأورام والشذوذات الجينية وقدرة على تقليل كل من سكر وكولسترول الدم.
- 6 غ من الألياف المنحلة بالماء.
- مجموعة من الفيتامينات والمعادن مثل فيتامينات (B1،B2،B3،B6،C،K،E)، الفولات، والبوتاسيوم والنحاس والحديد والزنك والفوسفور والمغنيزيوم والصوديوم، وتسهم الخرمة في توافر الكالسيوم والبوتاسيوم.
ويُذكَر أن تناول حبة واحدة من الخرمة يغطي قرابة 30٪ من الحاجة اليومية من المنغنيز، وأكثر من نصف الحاجة اليومية من فيتامين A أحد الفيتامينات المنحلّة بالدهون، والضروري لكل من صحة العين، جهاز المناعة، ونمو الجنين لدى النساء الحوامل. وتعد الخرمة أيضًا مصدرًا للمركبات النباتية المفيدة للجسم مثل التانينات المسؤولة عن الطعم القابض للثمار غير الناضجة التي تحتوي مواد مضادة للجراثيم والحساسية، الفلافونيدات، والكارتينوئيدات (خاصة بيتا-كاروتين). وحتى أوراق الثمرة تكتنز بداخلها فيتامين C، وبعض التانينات والألياف.
2 - مصدر ممتاز لِطَيف واسع من مضادات الأكسدة:
تحتوي الخرمة مركبات نباتية ذات خصائص مضادة لعملية الأكسدة المعروفة بتخريبها للخلايا وتسببها بالعديد من الآفات الصحية المزمنة مثل القلب، والسكري والسرطان والألزهايمر؛ إذ تسهم الفلافونيدات المتوفرة في قشرة الثمرة وأوراقها ولبّها بتخفيض معدلات الإصابة بكل من مرض القلب، التدهور العقلي المرتبط بالعمر، فرط شحوم الدم، وسرطانات الرئة والجلد والدم. وتؤدي صبغة بيتا-كاروتين -المسؤولة عن اللون الجذاب للثمرة- دورًا في تخفيض مخاطر الإصابة بسرطانات القولون والمستقيم والرئة، والأمراض الاستقلابية، وأمراض القلب والسكري من النمط الثاني، وتغزُر أنواع أخرى في المراحل الأولى لنضج الثمرة مثل anthocyanidin وproanthocyanidin.
وتقترح الدراسات أن الفعالية المضادة للأكسدة لفاكهة الخرمة ترتبط خصوصًا باحتوائها كميات معتبرة من الكاتشينات والأحماض الفينولية مثل vanillic، protocatechuic،ferulic) p-coumaric) وغيرها، وبخاصة حمض الغاليك وحمض epicatechin gallate، ويُعتقَد أن هذَيْن الأخيرَيْن هما أفضل مكونات فاكهة الخرمة.
3 - تعزيز صحة القلب:
ترشّح الأبحاث فاكهة الخرمة لتكون جزءًا مهمًا من حميات الحفاظ على صحة القلب بفضل احتوائها مركبات متنوعة أثبتت فعاليتها في تقليل عدة عوامل مؤهبة لأمراض القلب مثل ضغط الدم المرتفع، الكولسترول السيئ، والالتهابات. وتشمل تلك المركبات كل من أحماض التانيك والغاليك، والتانينات، وبعض الفلافونيدات المضادة للأكسدة وبخاصة (quercetin وkaempferol).
4 - الحد من الالتهابات:
تكتنز الخرمة مجموعة مضادات أكسدة معروفة بفعاليتها في محاربة الالتهابات في جسم الإنسان مثل الكاروتينوئيدات والفلافونيدات وفيتامين E، وعلى رأسها فيتامين C؛ إذ تؤمن حبة واحدة من الخرمة 20٪ من حاجتنا اليومية من ذلك الفيتامين، وتكمن أهمية الفيتامين C في تقليله الضرر الناجم عن الجذور الحرة المتهمة بالتسبب بالعديد من الأمراض، وقد بيّنت دراسة شملت 64 شخصًا بدينًا، أن تناولهم 500 مغ من مكملات الفيتامين C مرتين يوميًا لمدة 8 أسابيع قلل بنحو ملحوظ مستويات كل من البروتين الإرتكاسي C والإنترلوكين-6، وهما مادتان يفرزهما الجسم عند الإصابة بالالتهابات. يُذكَر أن الالتهابات المتكررة مرتبطة بالإصابة بعدة أمراض مثل السكري والتهاب المفاصل وسرطان البروستات وأمراض القلب.
5 - نسب مرتفعة من الألياف:
تعد الخرمة مصدرًا جيدًا للألياف الذوابة، التي تخفض مستوى الكولسترول السيئ (LDL) -المؤهب للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية-، وتسهم في خفض شحوم الدم والكبد، وتحسِّن حركة الأمعاء مما يقي من الإمساك، وتبطئ هضم وامتصاص السكريات مؤدية بالتالي إلى ضبط سكر الدم، بالإضافة إلى تأمين الغذاء للبكتيريا النافعة التي تعيش في الأمعاء وتؤدي أدوارًا مهمة للحفاظ على صحة جهاز الهضم.
6 - الحفاظ على صحة العين:
تزودنا حبة واحدة منها بأكثر من نصف حاجتنا اليومية من فيتامين A الذي يدعم وظائف القرنية وأغشية الملتحمة، ويدخل في تركيب بروتين (الرودوبسين) الضروري لعملية الرؤية. ونجد في الخرمة مركبَيْ (اللوتين والزياكسانتين) وهما مضادا أكسدة كاروتينوئيديان يوجدان عادةً في شبكية العين ويرتبط تناولهما بكميات مرتفعة بانخفاض خطر الإصابة بالتنكس البقعي المرتبط بالسن بنسبة 40٪ (بحسب إحدى الدراسات).
7 - فوائد علاجية أخرى:
استُخدمَت ثمار الخرمة تاريخيًا في علاج بعض الحالات الصحية مثل خفض ضغط الدم المرتفع والإمساك والحازوقة والسكتة الدماغية واحتباس السوائل وتحسين الدورة الدموية وتصلب الشرايين، وخفض درجة حرارة الجسم المرتفعة، وقد أشارت بعض الدراسات المخبرية إلى دور الفلافونيدات الموجودة في الخرمة في الوقاية من التصاق الصفيحات الدموية وتشكُّل الجلطات، لكن تفتقر تلك الادّعاءات إلى مزيد من الأبحاث لإثبات درجة صحتها.
من هي الفئات التي قد يضرها تناول الخرمة؟
1 - الحساسية الغذائية: قد تثير فاكهة الخرمة ردات فعل تحسسية لدى بعض الأشخاص.
2 - الحمل والإرضاع الطبيعي: تُنصَح النساء الحوامل والمرضعات بتجنب تناول الخرمة بالنظر إلى غياب وجود أبحاث كافية على هاتيَنْ الفئتين.
3 - ضغط الدم المنخفض: قد تتسبب الخرمة بخفض ضغط الدم؛ لذلك يفضل أن يتجنبها الأشخاص الذين يتناولون أدوية خافضة لضغط الدم، أو يعانون أصلًا من انخفاضه، أو حتى يتجهزون لإجراء عمل جراحي خلال أسبوعين، إذ يخشى بعض الأطباء من تأثير الخرمة في ضبط ضغط الدم في أثناء الجراحة وبعدها.
كيف نختار ثمار الخرمة؟؟
عند شراء فاكهة الخرمة احرص على انتقاء الثمار الداكنة والمدوّرة والممتلئة ذات القشرة اللامعة والطرية، ويفضل أن تكون سليمة خالية من التشققات والعيوب أو تفتقد أوراقها العلوية الخضراء. إن كنت تخطط لتناولها مباشرةً فالثمار الناضجة هي الأفضل، أما إن كنت تخطط لحفظها مدةً أطول اختر الثمار القاسية وضعها في كيس ورقي مع موزة أو تفاحة في درجة حرارة الغرفة لمساعدتها على النضج بسرعة أكبر، ثم انقلها إلى البراد فور نضجها.
المصادر: