التاريخ وعلم الآثار > تحقيقات وكشوف أثرية
اكتشاف لوحة في كهف أندونيسي عمرها 44 ألف عام!
نُشِرت مؤخراً ورقةٌ بحثية في دورية (Nature) عن لوحة وُجدت منذ عامين في كهف أندونيسي تحديدًا في جزيرة (Sulawesi)، تصوّر اللوحة التي يبلغ عرضها ضمن الكهف 4.5 م حيواناتٍ بريةً يطاردها صيادون ذوو أجساد أنصاف بشرية يستخدمون ما تبدو أنها رماح وحبال. هذا الاكتشاف يشير إلى وجود ثقافة فنية متقدمة منذ 44 ألف عام، إذ إن اللوحة تمثل مشهداً سرديّاً لمنظر الصيد، ويُعتقد أنَّ له دلالاتٍ أسطوريةً، إذ ذكر الباحثون أنَّ الشخصيات البشرية الحيوانية -والمعروفة في الأساطير باسم (therianthropes)- تشير إلى أن البشر الأوائل في المنطقة كانوا قادرين على تخيل أشياءَ لم تكن موجودة في العالم.
تصوّر اللوحةُ بالتفصيل الخنازيرَ البرية الموجودة في جزيرة (سولاويزي) وأنواعاً من الجواميس الصغيرة التي تسمى (أنوا - anoa)، تظهر إلى جانب شخوص أصغر تبدو بشرية لكن لها أيضا سمات حيوانية مثل الذيول والخُطوم. في أحد أجزاء اللوحة تحيط بجواميس (الأنوا) شخصيات عدة تحمل الرماح وربما الحبال.
تنبع أهمية هذه اللوحة من التمثيل الرمزي والسردي لها، ويزعم علماء الآثار الذين اكتشفوا اللوحة أنها أقدم قصة مسجلة في العالم، إذ يبلغ عمر المشهد (44000) عاما (فترة العصر الحجري القديم)، وذلك بعد تحليلات التأريخ التي أُجرِيت على أجزاء اللوحة. فيما لا يستبعد عالم الآثار"Alistair Pike" أن تكون الأجزاءُ النصفُ بشرية من اللوحة (الأجزاء الأسطورية) قد زِيدت في عصور لاحقة بما أن دراسات التأريخ بالاعتماد على معدن (الكالسيت - calcite) قد أُجريت فقط على الجزء الذي يصور الحيوانات. ولهذا يؤكد عالم الآثار"Bruno David" على ضرورة فحص الطلاء لكل من صور الحيوانات والأجزاء الأسطورية والتأكد من الطلاء ذاته المستخدم في رسمهما مما يساعد في كشف إذا ما أُضيفَ أنصاف البشر على اللوحة لاحقاً، أم أنها أُنجزت كلها في مرحلة واحدة. يُذكر أن تمثيلَ البشر إلى جانب الحيوانات في الرسوم أصبح شائعًا فقط قبل 10 آلاف عام.
المصادر:
1- هنا
2- هنا