الغذاء والتغذية > الفوائد الصحية للأغذية
الجزر، الجذر ذو الفوائد العظيمة!
الجزر نبات عرفه القدماء، حيث زُرع في أفعانستان منذ آلاف السنين، يتلوَّن جذره باللون الأصفر أو الأرجواني. يعود الفضل في وجود الجزر البرتقالي ذو الطعم الحلو الذي نتناوله في وقتنا الحالي إلى المزارعين الهولنديين الذين عملوا على تطويره في القرنين السادس عشر والسابع عشر.
يعود اللون البرتقالي للجزر لاحتوائه على البيتا كاروتين (Beta-carotene) وهو مضاد أكسدة يُمتَص في الأمعاء ويُحوَّل إلى فيتامين (A) في عملية الهضم، ويمنح الأنثوسيانين (Anthocyanin) الجزر اللون الأرجواني، أما الليكوبين (lycopene) فيمنح الجزر اللون الأحمر.
يمكن أن تؤكل جذور الجزر نيئة أو مسلوقة أو مقلية أو مطهية على البخار، ويمكن إضافتها إلى الكعك والمربى أو صنع العصير منها، وتستخدم أوراقه وجذره في صناعة الأدوية.
يحتوي كل كوب مقطع من الجزر (128غ) على 52 سعرة حرارية، و12.26غ من الكربوهيدرات، و3غ سكر، و1.19غ من البروتين، و0.3غ من الدهون، و3.6غ من الألياف و1069ملغ من فيتامين (A) لذلك يؤمن أكثر من الاحتياجات اليومية الموصى بها للذكور والإناث، وهو غني بالعديد من الفيتامينات والمعادن. إذ يحتوي كل كوب من عصير الجزر على 94 سعره حرارية و2غ من الألياف و21.9غ من الكربوهيدرات و9غ سكر و0.35غ من الدهون وكميات قلية من الفيتامينات والمعادن، أي إنَّ العصير يزود بكمية أقل من الألياف، وأكثر من السكر الموجود في الجزر الطازج.
يُنصح البالغون الذين يعانون من نقص فيتامين (A) بتناول 100 غ من الجزر المبشور يوميًا لمدة شهرين، أما بالنسبة للأطفال فيمكن تناول ملعقة يوميًا من مربى الجزر لمدة 10 أسابيع.
بعض فوائد الجزر وعصير الجزر:
- أثبتت بعض الدراسات أن تناول مربى الجزر على مدى 10 أسابيع قد يُحسِّن معدل النمو عند الأطفال الذين يعانون من نقص في فيتامين (A)، وتبيَّن أنَّ تناول الجزر المبشور لمدة شهرين يحسن مستوى فيتامين (A) لدى النساء الحوامل المعرضات لخطر الإصابة بنقص هذا الفيتامين. وعلى الرغم من أننا بحاجة إلى المزيد من الدراسات التي تؤكد تأثير الجزر في حالات الإسهال والألم العضلي، إلا أنَّ بعض الأبحاث أظهرت أنَّ إعطاء الماء الذي يحتوي الجزر والأرز للأطفال المصابين بالإسهال قد يساعد على شفائهم، وإنَّ اتباع نظام غذائي نباتي يتضمن شرب 2-4 حصص من عصير الجزر لمدة 7 أشهر يقلل من أعراض الألم العضلي الليفي.
- يحتوي الجزر على البيتا كاروتين الذي يعمل مضاد أكسدة؛ إذ تشير الدراسات إلى أنَّ تناول مضادات الأكسدة يقلل خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية، وعلى الرغم من عدم وجود أدلة كافية لإثبات العلاقة بين تناول الكاروتينات -التي يعد الجزر أحد الأغذية الغنية بها- وخفض خطر الإصابة بسرطان البروستات إلا أنَّ بعض الدراسات وجدت رابطًا محتملًا بينهما. ووجدت دراسة في اليابان أنَّ زيادة استهلاك البيتا كاروتين قد تقلل خطر الإصابة بسرطان القولون، وقد تقي من الإصابة بسرطان البروستات.
وبيَّنت الدراسات انخفاض نسبة الإصابة بسرطان المعدة إلى 26% عند تناول الجزر. ووجدت دراسة في عام 2011 أنَّ مستخلص عصير الجزر يقتل خلايا سرطان الدم ويمنع تطورها.
وفي دراسة أُجريت على الناجيات من سرطان الثدي لمعرفة تأثير عصير الجزر في مستوى الكاروتين والإجهاد التأكسدي في الدم، تبيَّن ارتفاع في مستوى الكاروتين وانخفاض مستوى الإجهاد التأكسدي ومن ثم خفض خطر الإصابة مجددًا بسرطان الثدي.
- لن تلحظ الفرق الذي يحدثه تناول الجزر إلا إن كنت مصابًا بنقصٍ في مستوى فيتامين (A)، يتميز الجزر باحتوائه على نسبة عالية من فيتامين (A) الضروري جدًا لتجنب الإصابة بالعمى الليلي، ووفقًا لـ(National Institutes of Health) فإنَّ معالجة نقص فيتامين (A) إحدى الأسباب الرئيسة للوقاية من الإصابة بالعمى عند الأطفال، ويمكن لعصير الجزر أن يحمي من الإصابة بأمراض العين المختلفة مثل إعتام عدسة العين والضمور البقعي وذلك لغناه بالبيتا كاروتين الذي يحول بعملية الهضم إلى فيتامين(A).
- تبلغ قيمة المؤشر الغلايسيمي للجزر حوالي 39 ومن ثم يعد تأثيره على سكر الدم قليلاً نسبيًا، وهو يحتوي على نسبة قليلة من الكربوهيدرات الذي يُشكِّل السكر قرابة ربعها، وعلى الرغم من ذلك فإنَّه غني بمضادات الأكسدة والمواد الكيميائية النباتية التي قد تساعد في تنظيم نسبة سكر الدم.
- أوصت جمعية القلب الأمريكية باتباع نظام غذائي غني بالألياف والبوتاسيوم مع الحد من تناول الصوديوم وذلك من أجل الوقاية من ارتفاع ضغط الدم والإصابة بأمراض القلب، ويعدّ الجزر مادة غذائية تؤمن التوازن ما بين العناصر السابقة إذ يحتوي كل كوب مقطع منه على 1.8غ من الألياف و 205ملغ من البوتاسيوم.
- يحتوي الجزر وعصير الجزر على فيتامين (C) الذي يدعم وظائف جهاز المناعي ويقي من الأمراض، ويمكن أن يقلل عصير الجزر خطر الإصابة بالالتهابات فهو غني بمضادات الأكسدة التي تحارب الجذور الحرة والالتهابات في الجسم.
- وفي حال كنت تعاني من مشكلات في البشرة مثل الطفح الجلدي أو الصدفية، فإنَّ إضافة عصير الجزر لنظامك الغذائي قد يُحسِّن من المظهر الخارجي لبشرتك وذلك لغناه بفيتامين (C) الذي يساعد في تسريع عملية شفاء الجروح والرضوض، وأيضًا للبيتا كاروتين دور في تسريع عملية شفاء الجروح ويقلل من خطر الإصابة بالتهاب الجلد.
ومن أجل ضبط الكوليسترول دون الحاجة إلى تناول الأدوية (وبالطبع يجب استشارة طبيبك الخاص أولًا)، فيمكن إضافة عصير الجزر كونه غنيًّا بالبوتاسيوم إلى نظامك الغذائي؛ إذ يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب عن طريق خفض نسبة الكوليسترول في الدم.
إن شرب عصير الجزر خلال فترة الحمل مهم جدًّا لغناه بالكالسيوم المفيد لصحة عظام وغضاريف الجنين، إضافة إلى الفولات الذي يحمي الجنين من حدوث عيوب خلقية، والبوتاسيوم، المغنزيوم، حمض الفوليك وفيتاميني (A) و (C) اللذين يعملان عمل مضادات الأكسدة كما ذكرنا سابقًا.
ويمكن أن يُحسن بيتا كاروتين الوظيفة الإدراكية ويقلل خطر الإصابة بمشكلات الذاكرة مع التقدم بالسن.
- يتميز عصير الجزر بانخفاض سعراته الحرارية وهو يمنح الشعور بالشبع، لذلك فقد يكون عاملًا مساعدًا لإنقاص الوزن إذ يمكن تناوله عوضًا عن المشروبات الغازية، وقد يزيد إفراز الصفراء ومن ثم يرفع من معدل الاستقلاب.
المخاطر والآثار الجانبية:
الجزر غذاء آمن لكنه قد يسبب اصفرار الجلد عند تناوله بكمية كبيرة ويسمى هذا التأثير بـ( Carotenoderma) وذلك نتيجة تناول كميات كبيرة من الكاروتينويدات الذي يعدّ الجزر غنيًا بها، ويجب سؤال الطبيب المختص عند إجراء أي تغير في النظام الغذائي في حال البدء بتناول دواء جديد؛ إذ يُسبب الإفراط في تناول فيتامين (A) التسمم، وتحدث هذه الحالة عند الأشخاص الذين يحصلون عليه من المكملات الغذائية، ويؤدي شرب كمية كبيرة من عصيره إلى تسوِّس الأسنان.
وعلى الرغم من أنَّ الجزر يُخفض نسبة السكر في الدم إلا أنَّه قد يتداخل مع بعض الأدوية ومن ثم يسبب حدوث انخفاض في نسبة السكر بالدم لذلك يُنصح في حال تناول كميات كبيرة من الجزر مراقبة مستوى السكر.
ويُنصح الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة مثل النساء الحوامل والأطفال والذين يتلقون علاجًا كيميائيًا بعدم شرب عصائر الفاكهة غير المبسترة لأنها قد تكون ملوثة جرثوميًا إلا في حال كانت مصنعة منزليًا، وعلى الرغم من أنَّ امتصاص المغذيات ومضادات الأكسدة يكون أسهل عند شرب العصير إلا أنَّه لا يغني عن تناول الفواكه والخضراوات بشكلها الكامل.
الحساسية تجاه الجزر:
قد يسبب تناول الجزر حساسية للأشخاص الذين يعانون من الحساسية تجاه الكرفس والتوابل؛ إذ يمكن أن يكون رد الفعل التحسسي للجزر أحد عناصر متلازمة التحسس الفموية التي تعرف بمتلازمة الحساسية لحبوب اللقاح الموجودة في أنواع معينة من الخضار والفواكه والمكسرات.
تتفاوت أعراض هذه الحساسية وفقاً للشخص ونادرًا ما تكون شديدة، وتشمل الأعراض الأولية تورمًا في الفم أو حكة باللسان والحنجرة والأذنين، أما الأعراض الأكثر حدة فتسبب تورمًا في الجلد أو مشكلات في التنفس وغيرها؛ ويسبب تناول الجزر النيء أعراضًا أشد من تلك التي يسببها الجزر المطبوخ، لأنَّ عملية الطهي تقضي على مسببات الحساسية فيه.
على الشخص المصاب مراجعة الطبيب فورًا عند ملاحظته لأي عرض للتأكد من الإصابة، ويجب على الأشخاص الذين يعانون من هذه الحساسية قراءة مكونات أي مادة غذائية قبل شرائها وكذلك الأمر بالنسبة إلى منتجات النظافة الشخصية مثل الصابون لأنها قد تحتوي على الجزر أيضًا.
المصادر: