علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث
طرائق لتعلُّم المهارات والمعلومات الجديدة بفعالية
سواء كنت طالبَ مدرسة أو طالبًا جامعيًّا أو تسعى إلى إتقان مهارة جديدة؛ فهذا يعني أنَّك يجب أن تكون جاهزًا لتلقّي كمٍّ هائلٍ من المعلومات واستيعابها وإتقانها يوميًّا، ولعلَّك واجهتَ صعوبةً مرارًا مثل أغلبية الطلاب في التركيز أو تذكر المعلومات بعد فترة زمنية قصيرة.
لكن وبعد العديد من الدراسات والتجارب؛ تُوصِّل إلى عدة أفكار من شأنها أن تُساهم في تعلم أفضل، نذكر منها:
النوم:
الجميع يعلم أهميةَ الحصول على ساعات نوم كافية للدماغ، فهذه أحد الأسباب الرئيسية لقدرتنا على التركيز وأداء المهام المختلفة على أكمل وجه، وقد بينت بعض الدراسات أنَّ أخذ قيلولة بعد تعلم شيءٍ جديد يساعد على تذكر هذه المعلومات على نحو أفضل(2).
وحسب دراسةٍ حديثة، تُوصِّل إلى أنَّ الدماغ يشهد بعضَ التغيرات عند تعلم شيء جديد بوصفه نموًّا إضافيًّا في أحد أهم الخلايا الجذعية (الخلايا التغصُّنية)، ولكن هذا النمو يكون ضعيفًا وأقل تغصُّنًا عندَ المحرومين من النوم مقارنةً بمن يحصلون على قدرٍ من الراحة(4).
تقنيات الدراسة:
من الصعب بالطبع إيجاد وسائل وطرائق دراسية معينة تفيد الجميعَ بمختلف الأعمار والمجالات على حدٍّ سواء؛ لأنَّ كلًّا منا يُفضل بيئةً ووسائل دراسية معينة. على سبيل المثال، قد يُفضل بعضٌ منا الدراسة ضمن مجموعة دراسية، في حين أنَّ البعضَ الآخر قد يفضل الدراسةَ وحده.
لكن بعد إجراء عدة دراسات، تبين أنَّ هناك بعض الإستراتيجيات التعليمية التي تمتاز بفائدتها عن غيرها (1)، منها:
1- المذاكرة/ اختبار النفس (practice testing):
وتُبنى على اختبار الطالب ما درسه؛ مثلًا عن طريق حلِّ أسئلة السنوات السابقة الامتحانية للمادة المعنيَّة(1).
2- الممارسة المقسَّمة (distributed practice):
وتُبنى على تقسيم منهاج المادة الدراسية إلى عدة أقسام ودراستها على مدى زمني طويل، ويُعتَقد أنَّ هذه الوسيلة أكثر فعالية من الدراسة المكثفة عدةَ أيام قبل الاختبار، ما يؤكد أنَّ سرَّ النجاح هو أن تبدأ مُبكرًا.
وتُعدُّ هذه الوسيلة ذات فائدة في مختلف المجالات ولا تقتصر على المجال الدراسي فحسب، فعلى سبيل المثال، يمكن تطبيقها من قبل الموسيقيين اللذين يحاولون إتقانَ قطعة موسيقية طويلة(1 ، 5).
3- التكرار:
كما ذكرنا سابقًا؛ تُوصِّل إلى أنَّ الخلايا في الدماغ تزداد حجمًا وعددًا عند تعلم مهارات ومعلومات جديدة، وتنمو خلايا تغصُّنية إضافية جديدة كتشعباتٍ عند تنشيط خلايا عصبية معينة على نحو متكرر، ويُعاد تشكيل هذه الصلات العصبية التشعبية وتنظيمها تبعًا لزيادة مستوى تكرارنا لهذه المهارة أو انخفاضه؛ ما يؤدي بدوره إلى زيادة مستوى إتقاننا لها عند ممارستها بتواصل.
ولعلَّ هذه الوسيلة تنطبق غالبًا على الممارسات الفيزيائية كالرياضة والعزف والرسم.. إلخ، (3) كذلك قد تكون فعالة للبعض في المجال الدراسي على هيئة تكرار المعلومات وإعادة قراءتها عدةَ مرات.
وعلى الرغم من ذلك؛ فقد أظهرت الدراسات أنَّ فوائد هذه الإستراتيجية محدودة، وذات فعالية في مواد دراسية معينة فقط، إضافة إلى صعوبة تذكُّر هذه المعلومات بعدَ فترة إذا ما حُفظت دون استيعابها.
لذلكَ يُنصح باتباع إحدى الطرائق المذكورة سابقًا لنتائج أفضل، وهذا ينطبق -على وجه الخصوص- على المعلومات التي من المهم تذكُّرها على المدى الطويل، كالمعلومات في المجال الطبي(1).
إذًا؛ هل أنت مستعد للتحسين من طرائق تعلُّمك للحصول على نتائج أفضل؟
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا
4- هنا
5- هنا