ما بين الذكاء ومقياس IQ

كلمة IQ هي اختصار ل Intelligence Quotient،  ويعرف ال IQ بأنه مقياس لقدرة الشخص على استخدام المعلومات والمنطق لفرض الفرضيات والإجابة عن الأسئلة،  ويقيس أيضا قدرة الشخص على مدى استرداد المعلومات التي تعلمها وسرعة استردادها.

أُنشِئ مقياس IQ في أوائل القرن العشرين في فرنسا على يد الطبيب النفسي الفريد بينيه Alfred Binet وزميله هينري سيمون Henri Simon، وكان الهدف من إنشاء هذا الاختبار هو مساعدة المعلمين على التعرف إلى الطلاب بطيئي التعلم والذين يحتاجون إلى عناية أكبر، وقد سُمِّي هذا بالذكاء العام General Intelligence وهو الذكاء بصفة عامة. ويُعدُّ اختبار بينيه - سيمون هو النواة الأولى التي ساعدت على إنشاء اختبارات IQ المتعددة فيما بعد، مثل الاختبار الذي قدمه الطبيب النفسي الأميركي لويس تيرمان Lewis Terman الذي يُعدُّ النسخة المطورة من اختبار بينيه، وأُطلِق عليه اختبار ستانفورد - بينيه Stanford -Binet، ويتضمن هذا الاختبار اختبارات مصغرة متنوعة لقياس تعلم المفردات، وتذكر الصور، وتسمية الأشياء المألوفة، وتركيب الجمل والعبارات . استخدمت الحكومة الأمريكية  في الحرب العالمية الأولى نسخة مخصصة من اختبار بينيه لمعرفة الجنود المؤهلين للمشاركة في المعارك وما زال يستخدم حتى الآن بوصفه جزءاً من اختبارات القبول في الجيش الأمريكي . 

واعتمدت بعض الجامعات أيضاً على اختبارات مُطوَّرة من هذا الاختبار  بوصفه اختباراً رئيساً للقبول فيها، ثم اعتمدته الحكومة الأمريكية في اختبارات تعيين الموظفين للحصول على أفضل الأشخاص في موهبة أو صفة معينة.

على الرغم من اتفاق علماء النفس على وجود ذكاء عام بين الأفراد؛ لكن وُجِدت أدلة على وجود ذكاء خاص Specific Intelligence الذي يقيس مقدرة أداء الشخص ضمن مجالٍ ما. وبما أنَّ الذكاء يُعدُّ عاملاً مهماً في الاختلاف والتنوع لدى الأفراد، فقد استثمر علماء النفس جهوداً كبيرة في تحسين مقاييس الذكاء عبر مرور الأعوام، وأشاروا إلى ضرورة التمييز بين الذكاء السائل Fluid Intelligence- الذي يدل على مهارات الشخص وقدرته على حل المشكلات بطرائق منطقية مستقلة عن الطرائق المكتسبة- والذكاء المتبلور Crystallized Intelligence المختص في قدرة الفرد على استخدام المهارات المكتسبة والخبرات؛ إذ يزداد ذكاء الشخص المتبلور مع التقدم في العمر باكتساب المعرفة والخبرات من حوله؛ في حين ينخفض الذكاء السائل كلما ازداد عمر الشخص.

يعتقد معظم الناس أنَّ الذكاء هو العامل الرئيسي للنجاح، ولكن بعد دراسات عديدة أجراها العلماء، وُجد أنَّ هذا الكلام ليس صحيحاً تماماً، نعم يمكن لاختبار IQ أن يتنبأ بكيفية تصرف الشخص في مواقف محددة كالتفكير وحل المشاكلات وقيادة الفرق، ولكن هنالك العديد من العوامل التي يجب أخذها بعين النظر، مثل الطموح والإصرار، والفرص المتاحة، والقدرة على التفكير بوضوح في بعض المواقف، والحظ أيضًا. فَكون الشخص حصل على درجة IQ عالية ليس بالضرورة أن يكون ناجحاً، وبالمثل حصول الشخص على درجة أقل في اختبار IQ لا يجعله فاشلاً.  

لاحظ الباحثون أنَّ بعض الأشخاص الذين يسجلون نتيجة منخفضة في اختبار  IQ يملكون موهبة استثنائية في مجالات مختلفة مثل الرياضيات، والموسيقا والفن. ولهذا السبب اعترض كثير من العلماء على اختبارات الذكاء التقليدية واقترحوا وجود أنواع ذكاء عديدة ومنها كان افتراض العالم هاورد غاردنر Howard Gardner أنه بوجود المواهب والمهارات المتعددة لدى البشر، لا بدَّ من وجود أنواع مختلفة من الذكاء أيضًا. وبذلك وضع جدولاً قسم فيه الذكاء إلى ثمانية أنواع وهي:

الذكاء اللغوي: القدرة على التكلم والكتابة جيداً.

الذكاء المنطقي-الرياضي: استخدام المنطق والمهارات الرياضية لحل المشكلات.

الذكاء المكاني: مختص في قدرة الشخص على استيعاب الأشياء المرئية وإعادة تشكيلها وتخيلها.

الذكاء الموسيقي: قدرة الشخص على أداء الموسيقا والاستمتاع بها.

الذكاء الحركي:  القدرة على حركة الجسم في الرياضات والرقص.

الذكاء الشخصي: القدرة على فهم الفرد للأشخاص من حولهم والتفاعل معهم.

الذكاء الداخلي: قدرة الشخص على تحديد ذاته وفهما.

الذكاء الطبيعي: أو ما يسمى بالذكاء البيئي؛ هو تحديد الحيوانات والنباتات والمخلوقات الحية من غير الحية وتمييزها.

أخيرًا وليس آخراً؛ لا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ اختبار IQ قد يتأثر بعدة عوامل، مثل التحفيز في أثناء الاختبار ، المحيط والبيئة الاجتماعية والاقتصادية، والثقافة العامة. على سبيل المثال: في الولايات المتحدة الشخص الذي ليس لديه أي فكرة عن من هو جورج واشنطن بالتأكيد سيكون له مستوى IQ أقل من الشخص الذي يعرفه. ولكن في اليابان عدم معرفة جورج واشنطن لن يؤثر بالضرورة في نسبة الذكاء .

المصادر:

هنا

هنا

هنا