علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث
بعدسة علم النفس - الغيرة
تُعدُّ الغيرة شعورًا معقَّدًا يشمل مشاعرَ مختلطةً تمتد بين الخوف من الهجر إلى الغضب والشعور بالذل.
تصيب الناسَ من مختلف الأعمار والأجناس، وتُثار هذه المشاعر عندما يلاحظ الشخص وجودَ تهديد -لعلاقة مهمة لديه- من طرف ثالث حتى لو كان هذا التهديد مجرد تخيلات وليس حقيقيًّا.
لا تحدث الغيرة في العلاقات العاطفية فقط، بل حتى في علاقات الأخوة الذين يتنافسون على اهتمام الأهل، وحتى بين زملاء العمل والأصدقاء.
للتمييز بين الغيرة والحسد؛ يمكن القول بأنَّ الأولى ترتبط دائمًا بوجود طرف ثالث يكون بمثابة منافسٍ على العاطفة والاهتمام، في حين يكون الحسد بين شخصين فقط ويمكن تلخيصه بعبارة "أريد ما تملكه أنت" (1).
علاقة الغيرة بانخفاض تقدير الذات والعدوانية:
وفقًا لدراسة أجراها باحثون، وُجِد أنَّ المراهقين الوحيدين أو الذين لديهم تقديرُ ذات منخفض يشعرون أنَّ علاقات الصداقة الخاصة بهم مهدَّدة من قبل أشخاص آخرين؛ وذلك قد يقودهم إلى التصرف بعدوانية.
إذ وجدت هذه الدراسة أنَّ المراهقين ضعيفي الثقة بالنفس أكثرُ عرضةً للشعور بالغيرة ويكونون عدوانيين سواء من الناحية الجسدية أم من الناحية النفسية؛ مثل تجاهل الشخص الآخر في العلاقة.
وتُظهر هذه الدراسة أيضًا أنَّ الفتيات أكثر عرضةً للشعور بالغيرة، والسبب أنَّهم يتوقعون أن يتلقوا مشاعرَ الحب واللطف والإخلاص من الآخرين على نحو أكبر من الفتيان (2).
أما الغيرة بين الأخوة، فهي حالة خاصة من الغيرة ذلك أنَّ الأخوة يتشاركون الجينات، فنظريًّا يجب ألَّا يشعروا بالغيرة من بعضهم بعضًا ولكن التعقيد هنا يكمن في أنَّ الأخوة يكونون في حالةِ منافسة بين بعضهم؛ سواء للحصول على اهتمام الأهل أم للحصول على أمور مادية كالطعام واللباس (3).
كيف يمكن التعامل مع الغيرة؟
يمكن أن يؤدي الشعور بالغيرة إلى سلوكٍ مؤذٍ، وقد تؤدي إلى التقليل من ثقة الشخص بنفسه.
لذلك يُنصح بأن يكون الشخص -الذي يشعر بالغيرة- صادقًا ومنفتحًا مع الشريك لمعالجة أسباب الغيرة. ولكن إذا كان الشعور بالغيرة مسيطرًا على الشخص؛ فيجب استشارة معالج لاستكشاف المشكلات والتعامل معها (1).
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا