علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث
بعدسة علم النفس - الوحدة
للوحدة تعريفٌ مشوِّق؛ وهو أنَّها الشعور المتصوَّر بالعزلة الاجتماعية؛ أي أنَّها تعتمد على تصوُّر الشخص حالتَه النفسية ومشاعره، وذلك لأنَّه يمكن -لأيٍّ كان- الشعورَ بالوحدة وسطَ حشد كبير مثلما يمكن الشعور بالدعم والاتصال مع الآخرين عند وجود الشخص لوحده (1). ويُصيب الشعور بالعزلة أو الوحدة الأعمارَ جميعها ولكنَّه يكثُر لدى المراهقين وكبار السن (2). وتُسمى أحيانًا بالقاتل المُختبئ لدى الكبار (3).
ويشابه الشعور بالوحدة الشعورَ بالألم الجسدي؛ إذ يمكن للوحدة أن تؤثر سلبًا في الصحة الجسدية والعقلية، بحيث تكون عاملَ خطر للإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع الثاني والتهاب المفاصل وغير ذلك من الأمراض الخطيرة، كذلك فإنَّ المصابين بالوحدة أكثرُ عرضةً للإصابة بالألزهايمر مرتين، فالوحدة تًضعف المناعةَ وتزيد نسبة هرمونات التوتر وتؤثر في النوم (2).
إنَّ الفرق بين أهمية النوع أو الكم في العلاقات يرتبط بالوحدة، فمثلًا المجموعات بين 18 و29 سنة يهتمون بالكم أكثر (عدد أصدقاء أكثر) في حين أنَّ المجموعات بين 30 و64 سنة يهتمون بالنوع أكثر فتقل كميةُ الأصدقاء، وغالبًا ما تكون الفجوة -بين العلاقات التي لدينا وبين ما نريده من العلاقات حقًّا- سببَ الوحدة (4).
قد تكون الوحدة ظرفية؛ أي بناءً على الظروف وقلة وجود أشخاص، وقد تكون داخلية؛ أي مهما كثُر عدد الأشخاص حول الشخص فإنَّه قد يشعر بالوحدة، وغالبًا ما يكون لديهم ضعٌف في الثقة بالنفس أكثر من غيرهم وتقليلٌ من قيمة الذات، وقد تكون الوحدة تنموية؛ أي مفيدة للتطور والنمو والتي يحتاجها كلُّ فرد بين حين وآخر ويشعر معها بالارتياح واسترجاع توازنه (3).
أَعِد التواصلَ مع الأصدقاء القدامى وحاول أن يكون تواصلًا فعالًا بحيث تتحدثون معًا سواء عن طريق هاتف أم لقاء. وانضم إلى مجموعات مختلفة وكوِّن علاقاتٍ جديدة. واعلم أنَّه لن يحدث الرفض كما تتوقعه فعادةً ما يتوقع الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة أن يتعرضوا للرفض في المواقف الاجتماعية؛ وهذا يؤدي إلى تجنب محاولات الاتصال الاجتماعي والذي بدوره يجعل الآخرين يعتقدون أنَّهم غير مهتمين، فهو ببساطة سوءُ تفاهم من الطرفين، لذلك يجب خفض التوقع بالرفض والتحلي بالجرأة (1).
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا
4- هنا