علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث
هل تعتقد أنك تستطيع كشفَ الشخص الكاذب؟
ينتشر الكذب كثيرًا بين الناس، لدرجة أنّنا قد نكذب عدة مرّات في اليوم دون أن نشعر، فقد أصبح الكذب جزءًا من حياتنا رُغمًا عنّا، لذلك من المهم أن نعرف قدر المستطاع علامات الكذب حتى نستطيع تمييزَ صدقِ محدّثنا من كذبه.
يُعتقد بنسبة كبيرة أنّه يمكنك كشف الشخص الكاذب من عينيه، إذ تُدرّس هذه الفكرة في الدورات التدريبيّة للكشف عن الكذب على الرغم من كونها مفهومًا قديمًا، لكنْ لا توفّر آخرُ الأبحاثِ أيَّ دعم لهذه الفكرة، إذ صرّحت بأن الوقت قد حان للتخلّي عن هذا النّهج لاكتشاف الكذب (1).
من الطرائق الخاطئة والشائعة للكشف عن الكذب تعميمُ فكرة أنّ كل شخصٍ يرتبك أو يتلعثم في كلامه كاذب، فقد يميل الأشخاص الذين يقولون الحقيقة إلى التلعثم في الكلام أيضًا بسبب عفويتهم لا خداعهم (2).
ولا يعتمد كشف الكذب على لغة الجسد وحدها، فالناس غالبًا يركزون على إشارات لغة الجسد، على الرغم من أنها قد تؤدي أحيانًا إلى الانخداع، إذ تشير الأبحاث إلى أن العديد من أكثر السلوكيات الجسديّة توقعًا لا ترتبط ارتباطًا قويًّا بالكذب (3).
من الأمور التي تشير إلى أن الشخص الذي يتكلم ربما يكذب: (3،4)
1- الغموض: تقديم بعض التّفاصيل المبهمة، وتجاهل التفاصيل المهمّة عند سرد القصة.
2- تكرار السّؤال قبل الإجابة عنه.
3- سلوكيات متعلقة بالانشغال بالجسم كاللعب بالشعر أو ضغط الأصابع على الشفاه.
4- التغير في نبرة الصوت، إذا بدا الشخص مرتبكًا أو غير متأكدٍ من كلامه.
5- اللامبالاة، قد يكون انعدام التعابير والتململ أحد علامات الكذب؛ لأن الشخص يحاول تجنبَ إبداء مشاعره أو آرائه.
6- التفكير الزائد، إذا بدا الفرد يفكر بجهدٍ أكبر من أن يستوعب كاملَ تفاصيل القصة، فقد يكون ذلك بسبب تطلبه بعضَ الوقت لابتكار الكذب.
7- إطالة الحديث والكلام الزائد.
8- الإكثار من القَسَم، فقد لوحظ أن الشخص الكاذب يُكثر من القسم، إضافة إلى استخدامه أسلوب الحديث بضمير الشخص الغائب في أثناء كلامه.
ولكن من الجدير بالذكر أنَ هذه الإشارات قد تكون مؤشرات للخداع في المقام الأول، إذا كان المتحدث على دراية بخضوع كلامه لاختبار مصداقية من الطرف الآخر (3).
ولكي تعرف صدق رواية مُحدثك؛ اطلب منه سرد الأحداث عكسيًّا، إذ تشير الأبحاث إلى أن مطالبة الأشخاص بإخبار قصصهم بترتيب عكسي بدلًا من ترتيبها الزمني الصحيح يمكن أن يزيد من احتمالية اكتشاف الكذب، فتصبح الإشارات اللفظية وغير اللفظية التي تميز بين الكذب والصدق أكثر وضوحًا مع تزايد المهام الإدراكية المطلوبة من المتحدث.
ومن الجدير بالذكر أيضًا تكوُّن انطباعٍ أوليّ لاواعٍ عند بعض الناس عما إذا كان الشخص المتحدث يكذب أم لا، لذلك لا تنسَ أن تثق بحدسك في المقام الأول! (3).
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا
4- هنا