علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث
هلوسة النوم (Sleep-Related Hallucinations)
غالبًا ما تسبّب هلوسات النّوم الارتباكَ لمن يمرّ بها، خصوصًا حين تحدث أكثر من مرَّة، إذ يكون من الصَّعب التَّمييز بينَ الهلوسة والواقع، وقد تخلقُ الرؤى صورًا بصريّة قويّة ومعقّدة تربك دماغَ الرائي لدرجة أن يقفز من السّرير فجأة.
ما الهلوسة؟
تُعرّف الهلوسة بأنها ظاهرة مرتبطة بإحدى الحواس الخمس أو أكثر من حاسّة في الوقت نفسه؛ إذ تُعدّد بعض أنواعها تبعًا للحاسة المعنية، ومنها:
1- الهلوسة البصريّة: حين يرى الشَّخص أشياءَ ليست في الواقع.
2- الهلوسة السمعيّة: عندما يسمعُ الشَّخص أصواتًا لا أصلَ لها.
3- الهلوسة الشميّة: أن يشمُّ الشخص رائحةً لا وجودَ لها.
والهلوسة عكس ظاهرة التّوهم؛ إذ يرى الشّخص في الأخيرة شيئًا واقعيًّا أمامه، ولكن يتراءى لهُ شيء آخر.
مثلًا: يحدث في التوهم أن يرى الشّخص كرةً ويتراءى له أنَّها قطة (1).
وتعد هلوسة النوم من أكثر أنواع الهلوسة انتشارًا، وغالبًا تكون هذه الهلوسة مرتبطة بحواس السّمع والرؤية واللمس.
أنواع هلوسة النوم:
1- الهلوسة في مقتبل النوم (hypnagogic hallucination): هلوسة تحدث عند بداية مرحلة النوم؛ أي في خلال المرحلة الانتقالية من الوعي إلى النوم، وهي أكثر انتشارًا بمرتين من الهلوسة التنويمية (1).
2- الهلوسة التابعة للنوم (hypnopompic hallucination): هلوسة تحدث عندَ الاستيقاظ؛ أي في المرحلة الانتقالية بينَ النوم واليقظة في خلال الدقائق أو الثواني الأولى من الاستيقاظ وعادةً ما تكون امتدادًا لحلم الرائي (1).
3- الهلوسة البصريَّة الليلية المعقدة (complex nocturnal visual hallocination): تحدث في أثناء محاولة النوم أو عندَ استيقاظ الشَّخص على نحو مفاجئ ليلًا دونَ تذكره المنامَ الذي رآه، ممّا يسبب هلوسةً بصريّة معقّدة وغير واضحة، وقد تتضمن الرؤى الهلوسية أشخاصًا أو حيواناتٍ غير واضحة الشّكل والحجم وتدومُ عدةَ دقائق، وقد تتلاشى عند زيادة الإضاءة، ويختلف هذا النوع من الهلوسة عن النوعين الآخرَين بأنهُ يحدث بعدَ الاستيقاظ التَّام من النَّوم (أي في حالة اليقظة الكاملة) (2).
وتترافق هلوسة النوم عادةً مع شلل النوم؛ وهي حالة يصعب فيها على الإنسان تحريك أطراف جسمه على الرغمِ من أنه يكون بكامل وعيه (1).
مسبّبات هلوسة النوم:
تحدث ظاهرة هلوسة النوم لنسبة عالية من الأشخاص، إلا أنها تزداد سوءًا في حالات الحرمان من النوم، وقد تشير هذه الظاهرة في بعض الأحيان إلى اضطرابٍ عصبي أو بصري (3).
كذلك تعدُّ هلوسة النّوم شائعةََ الحدوث عند مرضى النَّوم القهري (Narcolepsy)، وهو اضطراب عصبي مزمن يؤثّر في قدرة الدماغ على التَّحكم بدورات النَّوم والاستيقاظ، إذ يشعر المصاب بالنّعاس الشّديد طوالَ اليوم، ويكون الاضطراب مصحوبًا بالنَّوم المتقطع غير المنتظم، ويمكن كذلك أن يترافق مع الاستيقاظ على نحو متكرّر في أثناء الّليل (4).
العلاج:
إذا استمرت هذه الظاهرة في الحدوث على نحوٍ متكرر، فمن المهم البدء باستبعاد الأسباب الطبية المحتملة التي تسبب الهلوسة، مثل: الصداع النصفي ونوبات الصرع، وإذا كان الشخص يتناول أدويةً طبية فينبغي النظر في آثار هذه الأدوية إذا ما كانت تسبب الهلوسة.
يُنصح بالتحدث إلى اختصاصي إذا استمرت بتشكيل عائق للنوم، إذ يكون في بعض الأحيان مجردُ فهم هذه الظاهرة كافيًا لتخفيف آثارها (3).
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا
4- هنا