الطبيعة والعلوم البيئية > علم البيئة
أزهار الحدائق وسيلة ضمان بقاء النحل الطنان
إذا كان لا بد لنا من تنفيذ مشاريعنا، فمن الحكمة أن نخطط بيئيا لها، آخذين بعين الاعتبار الحفاظ على الأنواع المحلية الحيوانية والنباتية وتوفير ما يلائمها من ظروف لتبقى فهي شريكتنا في هذه الأرض..
ما الذي يخطر في بالك إذا ذُكرت بريطانيا وريفها على وجه الخصوص؟ (غير المطر!)، تلال ومروج خضراء خلابة، ومع ذلك أصبح النحل الطنان يجد العيش فيها صعبا!!
أصدرت أمانة حفظ النحل الطنان تحدياً على المستوى الوطني للحفاظ على النشاط الصيفي للنحل الطنان في بريطانيا من خلال زراعة أنواع الأزهار التي تفضلها وبالتالي الحد من تراجع أعدادها. ويعتبر النحل من أكثر حشرات الحدائق ألفة وشعبية وتعد رؤيتها تطن وتقفز بين الأزهار بشارةَ قدوم الصيف البريطاني. ولكن مع الأسف يكافح النحل الآن من أجل بقاءه، ففي عالمنا المعاصر يعاني النحل من الجوع والتشرد بسبب الحدائق والمساحات المعبدة والزراعات المكثفة.
أظهرت الأبحاث أن الحدائق يمكن أن توفر موطناً ضرورياً للنحل عندما لا تجده في الأراضي الزراعية. فاختفاء 97% من الأنواع الغنية بالأزهار من المروج البريطانية في السنوات الـ 70 الأخيرة يعد حقيقة مروعة، فهذه المروج كانت موطناً للنحل الطنان وأصبحت صحراء الآن بالنسبة له.
ومما يثير دهشة البستانيين أو من يعتنون بحدائق منازلهم، معرفتهم بأن النباتات المفترشة (المغطيات) مثل البيتونيا والبيغونيا والهرجاية والواليريانا، قد تكون جذابة إلا أنها لا تسد حاجة النحل من رحيق وغبار طلع. وفي الواقع فإن الطراز البري القديم الذي استخدم عادةً في تنسيق الحدائق والذي تضمن شجيرات كالخزامى والبازلاء الحلوة، وفر الغذاء المثالي للنحل الكادح والذي يقوم بعمله من أجل مصلحتنا جميعاً في النهاية.
كما أن العديد من الأغذية إن لم نقل معظمها تأتي من نباتات تعتمد على تلقيح النحل الطنان ومن دونه سيكون شراء هذه الأطعمة مكلفاً جداً كون المزارعين سيضطرون لاستيراد النحل أو للقيام بالتلقيح اليدوي. أو في أسوأ الأحوال، ستعتمد الدول على استيراد المحاصيل الجاهزة والمنتجة في مناطق أخرى.
إذاً فبتوفير بعض مغطيات التربة المزهرة ستحصل النحلات على الغذاء الذي تحتاج وستتمكن من البقاء عل قيد الحياة ضامنةً بذلك حصاداً سنوياً منتظماً من الخضار
المصدر:
الصورة: