الغذاء والتغذية > الفوائد الصحية للأغذية
الزعرور.. حباتٌ متعددة الألوان والفوائد
تنمو أشجار الزعرور في مناطق مختلفة من العالم منتجًة حبات صغيرة بمذاق حامض منعش مائل للحلاوة، وتتراوح ألوانها بين الأصفر، والأحمر الداكن، والأسود، وتنتمي إلى جنس Crataegus النباتي الذي يضم مئات الأنواع المنتشرة في المناطق المعتدلة من أوروبا، وآسيا، وأمريكا الشمالية (1,4). استخدمه الصينيون القدماء في علاج مجموعةٍ من الأمراض، ومع تطور العلم اكتُشفت عدة فوائد طبية مُحتملَة نذكر منها:
1 - في علاج فشل القلب:
تبرز أهمية الزعرور الصحية في المقام الأول من نتائجه الإيجابية في علاج فشل القلب، فقد أُجريَت عليه أبحاث متعددة؛ أحدها مراجعة شملت 14 دراسة عشوائية شملت أكثر من 850 شخصًا مصابين بالفشل القلبي، وأشارت إلى وجود تحسُّن في عمل القلب وأداء التمارين الرياضية، إضافة إلى تخفيف آثار التعب وقصر التنفس عند تناولهم مُستخلَص الزعرور إلى جانب الأدوية الموصوفة. وقد أظهرت دراسة رصدية مدتها سنتان، شملت 952 مصابًا بالفشل القلبي أن أعراض التعب، وقصر النَّفَس، وخفقان القلب لدى من أضافوا مكملات الزعرور إلى خطة علاجهم كانت أخفّ ممن اكتفَوا بالعلاج التقليدي، إضافة إلى احتياجهم كمياتٍ أقل من الأدوية. واقترح بحثٌ ضخمٌ شمل أكثر من 2600 مريضًا بالفشل القلبي أن مكملات الزعرور قد تقلل خطر الموت المفاجئ الناجم عن أسباب قلبية.
وبناءً على كل تلك الأبحاث، ينصح الأطباء مرضى الفشل القلبي غالبًا بتناول مكملات الزعرور إضافة إلى الأدوية التقليدية، لفعاليتها وقلة تأثيراتها الجانبية (1,2,3,4,5).
2 - مخزن لمضادات الأكسدة:
تمتلئ أجزاء الزعرور المختلفة من ثمارٍ وأزهارٍ وأوراقٍ بمركبات كيميائية نباتية تدعى البوليفينولات، وهي تؤدي دورًا مهمًا في القضاء على الجذور الحرة الضارة بالجسم، التي تتشكل بدورها بسبب الحمية غير المتوازنة، والسموم البيئية مثل تلوث الهواء ودخان السجائر. وترتبط البوليفينولات أيضًا بتخفيض خطر بعض السرطانات، والسكري من النمط الثاني، والربو، وبعض أنواع العدوى، ومشكلات القلب، والشيخوخة المبكرة للجلد (1).
3 - محاربة الالتهابات والتشنجات العضلية:
ترتبط الالتهابات المزمنة بإصابة الجسم بأمراض مثل السكري من النمط الثاني، والربو، وبعض السرطانات. وقد أظهرت دراسة مخبرية على مجموعة من فئران التجارب المصابة بمرض كبدي كفاءة مُستخلَص الزعرور في تقليل مستويات العوامل الالتهابية، وبيّن بحث آخر على فئران مصابين بالربو أن ذلك المُستخلَص قد خفف الالتهابات ومن ثم الأعراض المصاحبة له. إضافة إلى ذلك، يلجأ البعض للزعرور للتخلص من تشنج العضلات (1,2).
4 - خفض ضغط الدم:
تختلف الآراء على الفعالية الحقيقية للزعرور في تقليل ضغط الدم المرتفع؛ فحينما أشارت عدة أبحاث على الحيوانات إلى قدرة الزعرور على توسيع الأوعية الدموية الضيّقة بفضل وجود مركب Proanthocyanidin -ومن ثم خفض ضغط الدم-، نَفَت دراسات أخرى وجود أي أثر مؤكد لتلك الفاكهة في ضغط الدم عند الإنسان (1,2).
5 - تقليل مستويات دهون الدم:
قد يحسِّن تناول مُستخلَص الزعرور مستويات دهون الدم -التي يسبب ارتفاعها مخاطر صحية متعددة- بحسب بعض الدراسات؛ فقد لوحظ انخفاض كل من الكولسترول الكلي والسيئ (LDL)، إضافة إلى انخفاض الشحوم الثلاثية المتراكمة على الكبد بنسبة 28 - 47% لدى مجموعة من الفئران أُعطيَت جرعتَيْن مختلفتين من مُستخلَص الزعرور، مقارنة بأولئك الذين لم يُعطوا أيّة كمية منه. وتقترح أبحاث أخرى وجود فعالية للزعرور في تخفيض الدهون المتراكمة على الشريان الأبهر. وقد وجد بحثٌ آخر على مجموعة من الفئران الخاضعين لحمية مرتفعة الكولسترول، فعالية متماثلة لمُستخلَص الزعرور ودواء (سيمفاستاتين) الخافض للكولسترول في تخفيض الشحوم الثلاثية، والكولسترول الكلي، مع أثر إضافي للزعرور هو تخفيض الكولسترول السيّئ (LDL). وعلى الرغم من النتائج المبشّرة للأبحاث السابقة فإننا نحتاج مزيدًا من التجارب على البشر لمعرفة الأثر الحقيقي لمُستخلَص الزعرور في دهون الدم (1,2).
6 - علاج المشكلات الهضمية: استُخدِم الزعرور ومُستخلَصاته لمداواة الجهاز الهضمي منذ قرون طويلة، إذ تؤدي الألياف التي يحتويها دورًا مهمًا في الوقاية من الإمساك، وتغذية البكتيريا النافعة في الأمعاء. وقد لوحظت تلك الفوائد في إحدى الأبحاث على الفئران، فقد قلل تناول الزعرور زمن مرور الطعام عبر جهاز الهضم، وهو ما قد يخفف من عسر الهضم. وفي بحث آخر على فئران مصابين بقرحات المعدة؛ كان تأثير مُستخلَص الزعرور الوقائي للمعدة مشابهًا للدواء المضاد للقرحة. واستُخدِم الزعرور في علاج الدودة الشريطية وأنواع العدوى المعوية المختلفة (1,2).
7 - مفيد للشعر والبشرة:
يدخل الزعرور في تركيب بعض مستحضرات نمو الشعر وتحسين صحته؛ وذلك بفضل محتواه من البوليفينولات، وقد بيّنت دراسة على الفئران أن استخدام مُستخلَص الزعرور حفّز نمو الشعر وزاد عدد الجريبات وحجمها (1,2). تتوفر أيضًا غسولات مُستخلَصة من الزعرور يستخدمها البعض للتخفيف من الحبوب، والتقرحات الجلدية، والحكة، وقضمة الصقيع (تقرُح الجلد من شدة البرد) (2). يُذكَر أنه لا يمكننا الجزم بالنتائج قبل إجراء مزيد من الأبحاث بخاصة على البشر.
8 - محاربة القلق: جَذَبَ الزعرور انتباه الباحثين بصفته مهدئًا مُحتمَلًا للقلق Anxiety؛ إذ لوحِظَ تحسُّن أعراض القلق لدى 264 شخص تناولوا مزيجًا من الزعرور، والمغنيزيوم، وزهرة خشخاش كاليفورنيا California poppy، مقارنًة بمن تناولوا الدواء الوهمي Placebo. لكن وجود الزعرور ضمن خليطٍ مع مواد أخرى أدى إلى عدم وضوح دوره منفردًا، ومع ذلك لا يزال احتمال كونه علاجًا مناسبًا لاضطرابات الجهاز العصبي المركزي -مثل القلق والاكتئاب- قائمًا بسبب قلة آثاره الجانبية مقارنًة بالأدوية التقليدية، مما يستدعي مزيدًا من البحث والتجربة، وإلى حين إثبات نتائجه، من الضروري الاستمرار بتناول الأدوية التي يصفها الطبيب واستشارته قبل إضافة مكملات الزعرور إلى قائمة العلاج (1,2).
كيف يمكنكم تناول الزعرور؟
لا تُختزَل فوائد الزعرور في حباته الطازجة؛ بل يمكن الحصول عليه على مدار العام عن طريق تناول المكملات المتعددة الأشكال (مساحيق، حبوب، سائل)، أو استخدامه في الوصفات المنزلية مثل صناعة المربى والعصائر والخل والنبيذ، أو إضافة أجزائه المجففة إلى الشاي (1).
ما هي الجرعة المناسبة من الزعرور؟
إن وجود مكملات الزعرور بأشكال متعددة يصعّب معرفة النِّسَب الحقيقية منه في كل مُستحضَر؛ خاصة أنها لا تخضع لرقابة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) أو أية جهة حكومية أخرى، لذلك يجب الحرص على اقتنائها من مصادر موثوقة. وتتراوح النسبة الموصى بها عمومًا بين (250 - 500) ملغ، ثلاث مراتٍ يوميًا، إذ يبلغ الحد الأدنى من جرعات الزعرور الفعالة في علاج فشل القلب 300 ملغ، وفقًا لأحد التقارير العلمية (1).
تداخلات ومحاذير:
يعدّ الزعرور آمنًا عند تناوله مدةً لا تتجاوز 16 أسبوعًا، وعلى الرغم من قلة تأثيراته الجانبية فقد سُجّلَت بعض الأعراض لدى جزء من المستخدِمين عند تناول مكملات الزعرور مثل الغثيان، أو التعب، أو الدُّوار، أو تهيج المعدة، أو التعرق، أو تسرُّع القلب، أو نزيف الأنف، أو الانفعال، أو الخمول أو الأرق. ومن جهةٍ أخرى، تُنصَح كل من الفئات الآتية باستشارة الطبيب قبل تناول أيّ من تلك المكملات، تجنُّبًا لحدوث تداخلات غير مرغوبة (1,2,3):
1 - الأشخاص الذين يتناولون أدوية لعلاج أمراض القلب، وضغط الدم، والكولسترول، والسعال، والقلق، واضطرابات الوظائف الجنسية الذكرية، إضافة إلى المرخيات العضلية، ومضادات الهيستامين.
2 - مرضى فشل القلب الاحتقاني، والخناق الصدري، وانخفاض ضغط الدم.
2 - النساء الحوامل والمرضعات.
3 - مرضى العمليات الجراحية؛ فقد يقلل الزعرور من تجلُّط الدم، ويزيد خطر النزيف في أثناء العمل الجراحي وبعده، ويُفضّل استبعاده قبل أسبوعين على الأقل من موعد العمل الجراحي.
4 - مدمنو الكحول والمخدرات.
5 - الأشخاص الذين يعانون التحسُّس من الزعرور نفسه، أو أية مواد أخرى.
المصادر:
1-هنا
2-هنا
3-هنا
4- هنا
5-هنا