فيروس داء كورونا Covid-19؛ يفتكُ بالبشر ويؤازرُ البيئة!

سمعنا جميعاً بالأثر السلبي الذي سببه فيروس داء كورونا Covid-19 للبشر في فترة وجيزة، ولكن ما انعكاس هذا التأثير على البيئة؟! وكيف يرصد العلماء هذه الحالات؟ وما التقنيات المستخدمة؟!

التفاصيل في مقالنا الآتي فتابعوا معنا.

في الوقت الذي يشهدُ فيه العالم مخاوفَ كبيرة من تصاعدِ وتيرة انتشار فيروس Covid-19 -والمعروف عالمياً باسم فيروس كورونا- بعد وصوله إلى أكثر من ستِّين دولةٍ حول العالم (1)، ناهيكَ عن تسجيل عددٍ من الوفيَّات خارج الصين أوَّل مرَّة في الأيام القليلة الماضية منذ الإعلان عن ظهور الفيروس؛ تُحلِّقُ في الأفق نتيجةٌ إيجابية غير متوقَّعةٍ من التأثير السلبي للفيروس على الحياة العمليَّة والصناعيّة في الصين؛ إذ كشفت أقمار وكالة الفضاء الأمريكيّة (NASA) ووكالة الفضاء الأوروبية (ESA) لمراقبةِ التلوُّث انخفاضاتٍ كبيرة في تراكيز ثاني أكسيد النيتروجين (NO2) الضارّ والذي ينبعثُ عادة من السيّارات ومحطّات الطاقة والمنشآت الصناعيّة، ويبدو أنّ التدابير الحكوميّة الرامية إلى احتواء فيروس كورونا الجديد أدَّت إلى انخفاض في تلوُّث الهواء في الصين وهناك دليلٌ على أن التغيُّر مرتبطٌ جزئياً على الأقل بالتباطؤ الاقتصادي الذي عقبَ انتشار فيروس كورونا (2).

تُعدُّ هذه الانخفاضات في تركيز ثاني أكسيد النتروجين نتيجةً مباشِرة للتوقُّف شبه الكامل للحياة الاقتصادية والحركة المرورية في عددٍ من الولايات في جمهورية الصين الشعبية خوفاً من انتشار العدوى على نطاقٍ أوسع.

وتوضِّحُ الخرائط  تراكيز ثاني أكسيد النيتروجين (NO2) في جميع أنحاء الصين في الفترة من 1 إلى 20 كانون الثاني (يناير) 2020 (قبل الحجر الصحي) ومن 10 إلى 25 شباط (فبراير) 2020 (في أثناء الحجر الصحي).

وجُمعتِ البيانات بواسطة أداة مراقبة التروبوسفير (TROPOMI) على القمر الصناعي Sentinel-5 لوكالة الفضاء الأوروبية، إضافة إلى جهاز استشعار ذي صلة، وهو جهاز مراقبة الأوزون (OMI) على القمر الصناعي Aura التابع لناسا، الذي يجري قياساتٍ مماثلة (2) وتُمثَّلُ تراكيزُ ثاني أكسيد النيتروجين على الخريطة باللونِ البنيّ الغامق الذي يعبِّرعن التراكيز الأكبر لتتغيَّر إلى اللون الأزرقِ تدريجيّاً مع انخفاض التركيز.

اعتمدت هذه القراءات على المقارنة بين تحليلات الصور الفضائية في الفترة المذكورة سابقاً، واستَخدمت التحليلات ما يعرف بتقنية Hotspot. وهي تقنيّةُ تحليلٍ مكانيٍّ تعتمد على رسم خرائط موجّهة لتحديد تجمّع ظاهرة مكانيّة ما أو ما يعرف بـ "المنطقة الساخنة"؛ أي مكانُ الكثافة الأعلى للظاهرة المدروسة، وبمعنى آخر يُحدّد حجم أو ضخامة أو كمية الظاهرة عن طريقِ تقييم كثافة النقاط أو ارتفاع القيم في منطقة معينة؛ إذ تخبرنا الخرائط الناتجة بمكان تجمّع النقاط ذات القيم العالية أو المنخفضة على الخريطة مع أخذ النقاط المجاورة في عين النظر؛ أي يجب أن يكون للمنطقة قيمة عالية وتحيط بها مناطق أخرى ذات قيم عالية أيضا حتّى تُمثّلَ بنقطة ساخنة على الخريطة، ثمّ يؤدّي التدرّج اللوني دوره في ترتيب قوّة النقاط الساخنة الناتجة (3).

تُطبّق تقنية النقاط الساخنة في العديد من المجالات على المستوى الطبيعي "أماكن انتشار نوع من النباتات" أو البشري "حجم إنتاج صناعة ما أو درجة انتشار مرض معين" وعلى المستوى المحلي أو الدولي، وكمثالٍ على أهم مجالات تطبيق هذه التقنية على المستوى المحليّ هو علم الجريمة، إذ تُحدَّدُ الأماكن التي حدثت فيها الجرائم ومن ثم تُحدّد أكثر الأماكن التي وقعت فيها هذه الجرائم كنقطة ساخنة وبالتالي تُوضع على قائمة الأماكن الخطيرة أو غير المحبَّبِ زيارتُها (4).

ومن الجدير بالذكر أنّ عدد المصابين بفيروس كورونا في تزايدٍ مُستمرّ ووصل إلى 87508 بينهم 2990 حالةَ وفاة و42670 حالة شفاء حتى ساعة كتابة هذا المقال.

ويمكنكم الاطّلاع على التحديثات اليومية لأعداد المصابين والوفيات من الخريطة التفاعلية التي نشرناها في مقال سابق على الرابط :

هنا

المصادر:

1. Operations Dashboard for ArcGIS [Internet]. Gisanddata.maps.arcgis.com. 2020 [cited 3 March 2020]. Available from: هنا

2. Airborne Nitrogen Dioxide Plummets Over China [Internet]. Earthobservatory.nasa.gov. 2020 [cited 3 March 2020]. Available from: هنا

3. Marchese C. Biodiversity hotspots: A shortcut for a more complicated concept. Global Ecology and Conservation. 2015;3:297-309.

4. Lei L. The GIS-based Research on Criminal Cases Hotspots Identifying. Procedia Environmental Sciences. 2012;12:957-963.