الكيمياء والصيدلة > صيدلة سريرية
الحساسية الموسمية وعلاجاتها المتوافرة (الجزء الثاني)
بعد أن تعرفنا في الجزء الأول إلى زمرتين دوائيتين للتعامل مع الحساسية الموسمية هما مضادات الهيستامين ومضادات الاحتقان وبعض الأدوية التي تضم مزائج من الزمر الدوائية، نتابع اليوم حديثنا عن أدوية الحساسية الموسمية لنتعرف إلى زمر جديدة للتعامل مع هذه الحالة ونبدأ بالستيروئيدات القشرية.
1- الستيروئيدات (Steroids):
تُعرف بالستيروئيدات القشرية (corticosteroids) أيضًا -والشائع تسميتها بالكورتيزونات- ويمكنها أن تقلل الالتهابات المرتبطة بالحساسية؛ فهي تعالج انسداد الأنف والعطاس والحكة والسيلان الأنفي الناتج عن الحساسية الموسمية أو تلك التي تستمر على مدار السنة، ويمكنها تقليل الالتهاب والتورم الناتج عن أنواع أخرى من الحساسية أيضًا.
وتتوافر الستيروئيدات القشرية بأشكال مختلفة؛ كالمضغوطات أو الشرابات التي تعطي تأثيرًا جهازيًّا، أو بخاخات أنفية وسوائل إرذاذ وضبوبات وقطرات عينية موضعية لالتهاب الملتحمة التحسسي.
وتُعد الستيروئيدات أدويةً شديدة الفعالية في حالات الحساسية، ويجب الالتزام بتناولها بانتظام تام حسب إرشادات الصيدلي أو الطبيب، فغالبًا ما تكون يومية لتحقِّق الفعالية المثلى، حتى في غياب أعراض الحساسية أحيانًا، فضلًا عن أنَّ ظهور التأثير الكامل للدواء قد يستغرق أسبوعًا إلى أسبوعين. (4)
من الأمثلة على الستيروئيدات القشرية نذكر:
- الستيروئيدات الفموية: مثل بريدنيزون (Prednisone) الذي يحتاج وصفة طبية.
- الستيروئيدات الأنفية: تحتاج وصفة طبية؛ مثل بيكلوميتازون (beclomethasone)، سيكلسونيد (ciclesonide)، فلوتيكازون (Fluticasone)، وموميتازون (mometasone).
- الستيروئيدات الأنفية: لا تحتاج وصفة طبية؛ مثل بوديزونيد (budesonide)، وتريامسينولون (triamcinolone).
- القطرات العينية: ديكساميتازون(dexamethasone)، لوتيبريدنول (loteprednol).
الآثار الجانبية للستيروئيدات القشرية:
تتسبب الستيروئيدات القشرية في عدد من الآثار الجانبية التي تختلف في شدتها، وخاصةً عند أخذها فمويًّا أو للتأثير الجهازي أو لأخذها فترات طويلة فنجد مثلًا:
أنَّ للستيروئيدات ذات التأثير الجهازي آثارًا جانبية عديدة، وقد تسبب المؤقتة منها زيادة الوزن واحتباس السوائل وارتفاع ضغط الدم، أما ذات الاستعمال الطويل الأمد فقد تسبب تثبيط النمو والداء السكري وإعتام عدسة العين وارتفاع ضغط الدم وضعف العضلات.
أما الستيروئيدات المستنشقة أنفيًّا؛ فتشمل آثارها الجانبية سعالًا أو بحة في الصوت أو التهابات فطرية فموية.
2- مثبتات الخلايا البدينة (Mast Cell Stabilizer):
يمكن استخدام مثبتات الخلايا البدينة لعلاج الالتهاب الخفيف إلى المتوسط الشدة لدى الأشخاص المصابين بالحساسية، وهي تتوافر بأشكال متنوعة؛ مثل القطورات العينية لعلاج التهاب الملتحمة التحسسي، وبخاخات أنفية لعلاج أعراض الحساسية الأنفية.
وكما هو الحال مع عديد من الأدوية، فقد يستغرق حدوث التأثير الكامل أسابيع عدة قبل الإحساس بالتأثير الكامل، ونذكر أمثلة على مثبتات الخلايا البدينة: كرومولين الصوديوم (Cromolyn sodium)، لودوكساميد (Lodoxamide-tromethamine)، نيدوكروميل (Nedocromil).
وتمنع مثبتات الخلايا البدينة إطلاقَ الهستامين من الخلايا البدينة (Mast Cells) التي تصنع الهستامين وتخزنه، ولبعض هذه الأدوية تأثيرات مهمة مضادة للالتهابات، ولكنَّها لا تقارن بفعالية الستيروئيدات القشرية. (1)
الآثار الجانبية لمثبتات الخلايا البدينة:
قد يحدث تهيج في الحلق أو سعال أو طفح جلدي، أما القطرات العينية منها فقد تتسبب بإحساس بحرقة أو وخز أو عدم وضوح الرؤية عند تطبيقها. (1)
3- معدلات اللوكوترئين (Leukotriene Modifiers):
تُستخدم معدِّلات اللوكوترئين لعلاج أعراض الربو والحساسية الأنفية، ويمكن أن توصف مع أدوية أخرى، ولا تصرف إلا بموجب وصفة طبية، وتؤخذ على هيئة مضغوطات بلع أو مضغوطات مضغ أو حثيرات فموية.
ويُعد دواء مونتيلوكاست (monteleukast) معدَّل اللوكوترئين الوحيد الذي يحظى بموافقة الـ FDA.
وتثبِّط معدِّلات اللوكوترئين تأثيراته؛ إذ يُعد اللوكوترين أحد المواد الكيميائية التي تنتج في الجسم للاستجابة لرد الفعل التحسسي. (1)
أما الآثار الجانبية لمعدلات اللوكوترين:
إنَّ الآثار الجانبية لهذه الأدوية نادرة، ولكنَّها قد تسبب آثارًا جانبية؛ كالألم أو الاضطراب المعدي أو الحمى أو انسداد الأنف أو السعال أو الطفح الجلدي أو الصداع أو الهياج. (1)
4- العلاج المناعي (Immunotherapy):
قد يكون العلاج المناعي أحد أكثر أشكال العلاج فاعلية إذا كنت تعاني من الحساسية لأكثر من ثلاثة أشهر في السنة، ويعمل هذا العلاج على تعريض المريض إلى العامل المحسِّس تدريجيًّا بتزايد؛ ممَّا يساعد جهاز المناعة في تطوير التحمُّل تجاه هذا العامل المُحسِّس.
وقد وافقت هيئة الأغذية والأدوية (الـ FDA) على طرح عديدٍ من أقراص العلاج المناعي، تستخدم بموجب وصفة طبية، على شكل أقراص تحت اللسان يمكن تناولها في المنزل، وأشهرها تلك الموجهة لعلاج حمى القش والحساسية تجاه عث الغبار. (2)
5- بعض النصائح المساعدة:
يمكن لبعض الطرائق البسيطة أن تساعد في تدبير أعراض الحساسية؛ مثل:
- استخدام المحاليل الملحية: يمكن أن تستعمل بتراكيز معينة على هيئة إرذاذ لتخفيف الاحتقان الخفيف إلى المتوسط، وتساعد في التخلص من المخاط الزائد، ويمكنك صنع هذه المحاليل منزليًّا بخلط 3 ملاعق صغيرة من الملح الخالي من اليود مع ملعقة واحدة صغيرة من بيكربونات الصوديوم (صودا الخبز) في عبوة محكمة الإغلاق، وعند الحاجة إلى الاستخدام خذ من الخليط ملعقةً واحدة صغيرة واجعلها تذوب في ما يقارب 225 مل من الماء (المغلي والمبرد مسبقًا) لتحصل بذلك على محلول ملحي بتركيز مناسب للاستعمال.
- الدموع الاصطناعية: تُستعمل لترطيب العين المتحسسة وغسلها؛ مما يساعد في تخفيف الحكة.
- حاول تجنب الدخان.
- ارتدِ القناع الأنفي الواقي عند الخروج لتخفيف استنشاق العوامل المحسسة.
- حمامات البخار الدافئ (غير الساخن) قد تساعد في التنفس تنفُّسًا أفضل أيضًا.
- تناول مزيدًا من الماء والسوائل: تعمل على تخفيف قوام المخاط فتحسِّن من الأعراض قليلًا. (3)
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا
4- هنا