الميزانية Budget

الميزانية من مفهومات الاقتصاد الجزئي الذي يُظهِر المفاضلة عندما تُستبدَلُ سلعةٌ بسلعةٍ أخرى، ويمكن تعريف الميزانية بأنَّها خطة مالية لمدةٍ محددة؛ غالبًا ما تكون سنةً واحدةً. وتُستخدمُ الميزانيّةُ لتقدير الإيرادات والمصاريفِ خلال مدةٍ زمنيّةٍ مستقبليَّةٍ محددةٍ، وعادةً ما تُجمَّعُ ويُعادُ تقييمها على أساس دوري. وتستخدمها الحكومات والشركات والأفراد؛ بمعنى أخر يمكن أن توضَعُ الميزانيّةُ لأي شيء يكسب وينفق المال (1).

تقسم الميزانية عمومًا إلى نوعين:ميزانية الشركات والميزانية الشخصية (1).

وفي كلا النوعين يمكن توقع أرباح عند وجود فائض في الميزانية، وفي حالة المساواة بين الإيرادات والمصاريف تكون الميزانية متوازنة. أما في حالة عجز الميزانية فإن النفقات تتجاوز الإيرادات، مما يعني خسارة في الميزانية (1). 

ميزانية الشركات هي جزء لا يتجزأ من إدارة أيّ عملٍ بكفاءةٍ وفعالية، وتبدأ عملية وضع ميزانية الشركات بوضع افتراضات لفترة الميزانية القادمة والتوقعات الاقتصادية العامة، وترتبط هذه الافتراضات باتجاهات المبيعات المتوقعة واتجاهات التكلفة والتوقعات الاقتصادية العامة للسوق أو الصناعة أو القطاع (2).

تُعالجَ وتُرصَدُ العوامل المحددة التي تؤثر في النفقات المحتملة، وتُنشر الميزانية ضمن حزمة تحدد المعايير والإجراءات المستخدمة لتطويرها (2).

غالبًا ما تُطَوَّرُ ميزانية المبيعات، أما ميزانيات المصاريف اللاحقة فيصعب إنشاؤها دون معرفة التدفقات النقدية المستقبلية، وتُوضَعُ الميزانيات لجميع الفروع والأقسام والإدارات المختلفة داخل المؤسسة. وتدمَجُ جميع الميزانيات في الميزانية الرئيسة التي تتضمن أيضًا بياناتٍ ماليّةً مدرجةً في الميزانيّةِ وتوقعات التدفقات النقدية الداخلة والخارجة وخطة تمويل شاملة. وفي النهاية تراجع الإدارة العليا للشركة الميزانيةَ وتقدمها لمجلس الإدارة للموافقة عليها (1).

يمكن تصنيف ميزانية الشركات إلى فئتين: الأولى الميزانية الثابتة، وهي تبقى دون تغيير على مدار عمر الميزانية بصرف النظر عن بعض التعديلات والتغيرات التي تحدث خلال فترة الميزانية، وتفيد هذه الميزانية بتقييم فعالية عملية الميزانية الأصلية (3). والفئة الثانية هي الميزانية المتغيرة ولها قيمة متعلقة ببعض المتغيرات مثل مستويات المبيعات ومستويات الإنتاج وغيرها من العوامل الاقتصادية الخارجية. وتوفر هذه الميزانية نظرة أعمق على العمليات التجارية (1).

الميزانية الشخصية هي أداة رائعة لإدارة أموال الأفراد والعائلات، ويمكن لأي شخص استخدام الميزانية إما بهدف مراقبة التدفقات النقدية عن كثب في حالة ضعف الوضع المادي وإمَّا مراقبتها في حالة وفرة المال من أجل زيادة الاستثمار (4). وعلى الرغم من ذلك يعتقد العديد من الأشخاص أن الميزانية ليست لهم، معتمدين في ذلك على مفهومات خاطئة تمنعهم من تتبع أموالهم وتخصيصها بأفضل طريقة. وهنا قائمة ببعض الاعتقادات الخاطئة (1):

1- عدم الحاجة إلى الميزانية متغاضين عن أهمية الميزانية في قدرتها على التعامل مع الدخل والنفقات الشهرية والتأكد من أنَّ الأموال التي يجنيها الفرد تُصرَفُ في المكان الصحيح، ومساهمتها في زيادة المدخرات والاستثمار إلى الحد الأقصى والمساعدة على تحديد النفقات أو تخفيضها عندما يكون التدفق النقدي ضيقًا (1).

2- عدم إتقان الرياضيات على الرغم من وجود العديد من برامج الميزانية التي يمكن استخدامها دون حاجة إلى التمكن من الرياضيات، إذ يجبُ على الشخص اتباع التعليمات فحسب (1).

3- الاعتقاد أنَّ الوظيفة آمنةٌ فلا حاجة إلى الميزانية، ولكن في الواقع لا أحد لديه وظيفة آمنة؛ لأنَّ الأحداث المستقبلية غير معلومة ويجب دومًا الاستعداد لفقدان الوظيفة (1).

4- الاعتقاد أنَّ الميزانية هي حرمان الشخص من الإنفاق، لكنَّ الهدف الأساسَ من الميزانية هو التأكد من القدرة على الادّخار قليلًا كل شهر أو على الأقل عدم إنفاق أكثر الإيرادات التي يكسبها (1).

5- الاعتقاد أن لا حاجةَ إلى الميزانية في حالة الإعفاء من الديون. ولكن الإعفاء من الديون لا يعني القدرة على الدفع في الحالات الطارئة؛ فالرصيدُ الصفري يمكن أن يصبح سالبًا بسرعة في حال عدم وجود شبكة أمان (1).

تبدأ عملية بناء الميزانية التقليدية بتتبع النفقات وإلغاء الديون، ثم إنشاء صندوق للطوارئ بمجرد توازن الميزانية، ولكن لتسريع العملية؛ يمكن البدء بإنشاء صندوق طوارئ جزئي يمكن استخدامه في حالات الطوارئ. ومن المهم أيضًا تقليص الإنفاق ومحاولة استبدال الأشياء الأقل كلفةً بالأمور والأشياء ذات الكلفة العالية، وأخيرًا يُفضَّل العثور على مصدر دخل جديد وهي الخطوة الأخيرة؛ لأن أي مصدر دخل جديد دون ميزانية قد يسبب زيادة في الإنفاق (1).

الميزانية ليست سجنًا يبعدك عن أموالك، بل هي أداة تستخدمها للتأكد من الحصول على مستقبل أفضل.

المصادر:

1- Ganti، Akhilesh. “Budget Definition.” Investopedia. Investopedia، June 25، 2019. هنا.

2- Koening، Edriaan. "What Is Corporate Budgeting?" accessed March 05، 2020. هنا.

3- Bragg، Steven. “Static Budget.” AccountingTools. AccountingTools، March 30، 2019. هنا

4- Vohwinkle، Jeremy. “Your 6-Step Guide to Making a Personal Budget.” The Balance. The Balance، March 20، 2019. هنا.