الفنون البصرية > منوعات فنية
تقنيات الطباعة Printmaking Techniques
عندما نسمع أو نقرأ كلمة (طباعة) في عصرنا الحديث، يتبادر إلى أذهاننا منتجات أُنتجت آليًا بكميات نستطيع تحديدها كما نريد، مثل الكتب والصحف والمنسوجات. في مقالنا الآتي تشير المطبوعة إلى إبداع الفنان بأدوات يحددها الأخير تعبيرًا عن نفسه أو الحالة الشعورية للوحة الأصلية (3).
تُعرَّف الطباعة (Printmaking) بأنّها عملية تسمح للفنان بالحصول على عدّة نسخ من عمله الأصلي (1)، يمكن أن يُستخدم فيها مواد وتقنيات متعددة مثل الورق أو القماش أو البلاستيك...، وتتم هذه العملية على نحو كامل من قِبل الفنان نفسه أو بالإشراف المباشر من قِبله (3)؛ إذ يطلق على عدد الطبعات المصنوعة بمجموعة النسخ أو الإصدارات، وجرت العادة أن يوقّع الفنانون على جميع النسخ مع رقم كل نسخة (1).
تأثّرت الطباعة في مراحلها الأولى بلا شك في فكرة الرغبة بتعدد النسخ للوحة الأصلية، ولكن سرعان ما اكتشف الفنانون أنّه عندما يُحوّل الرسمُ إلى نقشٍ خشبيٍّ أو غيره من التقنيات، فإنّه يأخذ خصائص جديدة تمامًا؛ إذ إنّ كل تقنية لها أسلوبها الخاص بها، تفرضها الأدوات والمواد وطرائق الطباعة، فأصبح تحويل الرسم إلى طباعة أقوى جاذبية للفنان المبدع.
من المهم أن ندرك أنَّ الفنان لا يختار طريقة الطباعة على نحو تعسفي، ولكنّه يختار الطريقة التي يمكن أن يعبّر فيها عن نفسه على نحو أفضل، لذلك إنّ أيّ من النسخ المطبوعة من لوحة أصلية تُعدُّ عملًا فنيًّا بذاتها (3).
توجد أربعة أنواع رئيسة للطباعة وهي: الطباعة النافرة (Relief)، النقش (Intaglio)، الحجرية (Lithography)، وطباعة المسح (Screen printing) (1).
الطباعة النافرة (Relief) :
في هذا النوع من الطباعة يُحفر الجزء غير المرغوب بإظهاره (Nonprinting part of the block) بعيدًا خارج اللوحة؛ إذ إنّ الجزء النافر يُعدُّ الجزء الإيجابي من الصورة، أمّا الجزء السلبي منها فهو الذي حُفر. أكثر مواد الطباعة النافرة شيوعًا هي الخشب و المشمع (linoleum)، ولكن يمكن استخدام العديد من المواد الأخرى، مثل الألمنيوم والمغنيسيوم والبلاستيك.
تضيف الطباعة النافرة للعمل الفني طابعًا جريئًا، فهو أفضل من الخطوط إذا أراد الفنان إضافة الجرأة لعمله، وبالطبع يختلف التعبير بطريقة الطباعة النافرة باختلاف المواد المستخدمة؛ إذ يسمح المعدن بتفاصيل أكثر تعقيدًا من الخشب (3).
من الفنانين الذين يستخدمون هذا النوع من الطباعة: ألبريشت دورر (Albrecht Dürer)، وواسيلي كاندينسكي (Wassily Kandinsky) ، وبابلو بيكاسو(Pablo Picasso) (2).
النقش (Intaglio):
طباعة النقش هي طريقة معاكسة تمامًا للطباعة النافرة، تُطبع بحبرٍ موجود تحت طبق الطباعة، وينفّذ التصميم عن طريق حكّه أو خدشه على طبق الطباعة الذي يمكن أن يكون من النحاس أو الزنك أو الألمنيوم أو المغنسيوم أو البلاستيك، أو حتى من الورق المطلي.
تتطلب عملية النقش ضغطًا هائلًا؛ لذلك تُعدُّ طباعة النقش من أكثر أساليب الطباعة تنوعًا، فالتقنيات المتنوعة لتنفيذه تسمح بمجموعة واسعة من التأثيرات من الأكثر حساسية إلى الأكثر جرأة (3).
ومن الفنانين الذين يستخدمون النقش في أعمالهم:
رامبرانت (Rembrandt)، وبروغيل ذا ايلدر(Brueghel the Elder)، وبابلو بيكاسو (Pablo Picasso)، وجوان ميرو (Joan Miró) (2).
الطباعة الحجرية (Lithography):
اُشتقت كلمة الطباعة الحجرية (Lithography) من اللغة اليونانية من كلمتي الحجر والكتابة، اخترع هذه الطريقة ألويز سينفيلدير (Aloys Senefelder) في عام 1796م، وأطلق عليه اسم "الطباعة الكيميائية" وسبب تسميتها بهذا الاسم؛ لأنّ العملية تعتمد على تضاد المواد المستخدمة وهي المياه والدهون (1).
ومن الفنانين الذين يستخدمون الطباعة الحجرية في أعمالهم: مارك شاغال (Marc Chagall)، بابلو بيكاسو(Pablo Picasso)، وهنري دي تولوز لوتريك (Henri de Toulouse-Lautrec) (2).
طباعة المسح (Screen printing):
تخرج هذه العملية كمية حبر من الشاشة وتنقلها إلى سطح، مما يجعل بعض مناطق الشاشة غير منفذة للحبر، فتتشكل طبقة رقيقة تدعى ستينسيل (stencil)، وهذه الطبقة هي التي تمنع الحبر من المرور عبر الشاشة، إذ إن الحبر الذي يتمكن من العبور يُشكل الصورة المطبوعة.
تتكون شاشة الطباعة من قماش شبكي ناعم مشدود بإحكام ومثبت بإطار معدني أو خشبي. قديمًا كانت هذه الشاشات مصنوعة من الحرير، ولكن اليوم غالبًا ما تكون مصنوعة من مواد اصطناعية مثل تيريليني (terylene) (4).
المصادر: