العدسات اللاصقة الذكية

وصلت بنا التكنولوجيا اليوم إلى ما كنّا نعده في الأمس نسجًا من الخيال، فأصبحت شركات التكنولوجيا تستمد أفكار منتجاتها من أفلام الخيال العلمي، وتطبقها على أرض الواقع، إذ أعلنت شركة موجو فيجن mojo vision المختصة بالبصريات عن نموذج أوليّ لعدسات لاصقة ذكية قد تكون بداية عهد جديد من التكنولوجيا.

تتكون العدسة اللاصقة التقليدية من بوليميرات ذات أشكال محددة، ونستخدمها لتصحيح انحرافات الرؤية، لكن ماذا عن العدسة اللاصقة الذكية؟

في قصص الخيال العلمي نرى الأبطال يستخدمون عدسات لاصقة تتيح لهم المجال لرؤية كم هائل من المعلومات، هذه الإمكانيات ما زالت صعبة التحقيق؛ لكننا لسنا بعيدين عنها، فهناك اليوم عدسات لاصقة تحوي دارات إلكترونية بسيطة تُصنع في جامعة واشنطن University of Washington في سياتل، ومع أن هذه العدسات ذات ديود مضيء LED واحد فقط، لكنها قد تقدم منفعةً كبيرةً (قد تستخدم في تنبيه الأشخاص ضعيفي السمع مثلًا، أو يمكن أن تتضمن حساسات حيوية ومقاييس؛ لتعطي تنبيهًا لصاحبها عند تجاوز حد معين، مثل تجاوز المعدل المسموح للغلوكوز في الدم لدى مرضى السكري) وستشكل حجر الأساس لصناعة عدسات أكثر تعقيدًا وفاعليةً. (1)

وفقًا لأحد النماذج الحاصلة على براءة اختراع، فإن العدسة اللاصقة الذكية ستُصَّنَع من عدة طبقات هي: طبقة العدسة الأولية، ثم وحدة عرض تتمركز في وسط الطبقة الأولية، ويحيط بوحدة العرض جهاز محيطي يتوضع على الطبقة الأولية أيضًا، أما الطبقة الثالثة والأخيرة فهي عازلة تغطي كل من وحدة العرض والجهاز الطرفي المتصل بها. (2) 

ثلاث عقبات رئيسة تواجه صناعة العدسات الذكية متعددة الأغراض:

1. يتطلب صنع عدسة ذكية العديد من العناصر الشفافة، ومن الصعوبة بمكان إيجاد هذه العناصر المتوافقة مع بعضها ودمجها مع مركب البوليمير الأساسي في العدسة، لذلك توجب على الصانعين البدء بصناعة هذه العناصر من المواد الخام؛ إذ لا يمكن استيراد قطع مماثلة  لعدم توافقها مع مكونات العدسة.
2. العقبة الثانية تتمثل في أبعاد العدسة المحصورة بما لا يتجاوز 1.5 سم مربع، والتي يجب أيضًا أن تتميز بالمرونة والشفافية.
3. العقبة الثالثة هي وجوب استخدام عناصر آمنة على نحو كامل، إذ لا تشكل أي خطر على أعين المستخدمين، الديود المضيء على سبيل المثال يحتوي على عناصر سامة، فلا بد من تغليفه بمادة آمنة قبل دمجه مع العدسة. (1)

أمّا بالعودة إلى mojo vision  فهي تسعى لتطوير آلية تتبع لحركة العين متضمنة في العدسة اللاصقة مما يتيح للمستخدمين التحكم بها دون الحاجة لإضافات أو أجهزة خارجية، وتقول الشركة: إن الحصول على هذه التقنية بات قريبًا. (3)

يقول ستيف سنكلير steve Sinclair وهو نائب رئيس قسم الإنتاج والتسويق في الشركة: "الطريق لإنتاج العدسات ليس قصيرًا، فهي محسوبة من الأجهزة الطبية، وبذلك نحتاج إلى موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية U.S. Food and Drug Administration (FDA) أيضًا. (3)

تقنية العدسات الذكية محمية على نحو جيد بأكثر من 100 براءة اختراع، ومن المتوقع أن تبصر النور في السنوات القليلة القادمة، (2) وستغدو شركات إنتاج العدسات مراكز تقنية كبيرة مثل الحال في غوغل وآبل وغيرها (1)

فهل تتوقع أنك سترتدي عدسة ذكية يومًا ما؟ 

المصادر: