معرِّف الكائن الرقمي (DOI)

ما الـ (DOI)؟

يُعرَّف (DOI) أو معرِّف الكائن الرقمي (Digital Object Identifier) بأنَّه معرِّفٌ أبجدي رقمي مميز يطبَّق على جزء معيَّن من الملكية الفكرية، لا سيما تلك الموجودة في بيئة على الشبكة الإلكترونية، سواء كان ذلك الكائن كتاباً أم ورقة علمية أم أغنية أم صورة أم أي كائنٍ آخر. وبخلاف عنوان الموقع الإلكتروني التقليدي أو عنوان (URL)؛ لا يُحدِّد (DOI) موقعَ كائن عبر الشبكة الإلكترونية، بل يحدِّد محتواه؛ وبذلك فإن (DOI) هو معرِّف "دائم"، ويظل مرتبطاً بالكائن بغضِّ النظر عن التغييرات في عنوان الموقع الإلكتروني الخاص بالكائن (1).

لمحة تاريخية:

نشأ نظام (DOI) في مبادرة مشترَكة من ثلاثة اتحادات دولية في مجال النشر (الرابطة الدولية للناشرين، والرابطة الدولية للناشرين العلميين والتقنيين والطبيين، وجمعية الناشرين الأمريكيين). وأُعلن عن هذا النظام في معرض فرانكفورت للكتاب عام 1997، وأُنشئت مؤسسة (DOI) الدولية (The International DOI® Foundation “IDF”) لتطوير نظام (DOI) وإدارته أيضاً في العام ذاته (2).

فعمِلت (IDF) -منذ نشأتها- مع مؤسسة مبادرات البحث الوطنية (Corporation for National Research Initiatives “CNRI”) بصفتها شريكاً تقنياً باستخدام نظام (Handle). ومنذ عام 1998؛ عملت المؤسسة بارتباطٍ وثيق مع مشروع (indecs 1998-2000) وعدد من المبادرات اللاحقة والمستمرة بناءً على ذلك (2).

أُطلق أول تطبيق لنظام (DOI)؛ وهو الاستشهاد من المقالات الإلكترونية بواسطة وكالة (Crossref) للتسجيل عام 2000، ووُحِّدت بنية (DOI) القياسية عن طريق (NISO)، وجرت الموافقة على نظام (DOI) بوصفه معيار (ISO) عام 2010 (2).

بِنية اسم (DOI):

يوفِّر (DOI) حاوية معرِّف يمكنها استيعاب أي معرِّف موجود، ويحتوي اسم (DOI) على مكوِّنين: البادئة واللاحقة؛ مفصولتان بالمِحرَف "/".

وقد يكون الجزء الذي يتبع مِحرف الفصل "/" (اللاحقة) معرفاً موجوداً أو أية سلسلة مميزة يختارها المسجِّل.

في حين يشير الجزء الذي يسبق المِحرَف "/" (البادئة) إلى هيئة تسمية مميزة، ولا يوجد قيود على طول اسم (DOI).

قد يُعيّن اسم (DOI) لأي عنصر، وهو الذي يجب تحديده بدقة عن طريق البيانات الوصفية المنظَّمة، ويظل اسم (DOI) نفسه ثابتاً بمجرد تعيينه بغضِّ النظر عن تغييرات الملكية (2).

وتُعيَّن البادئة لمنظَّمة ترغب في تسجيل أسماء (DOI)، وقد تختار أية منظمة أن يكون لها بادئات متعددة، يليها مِحرف الفصل"/"، ثم لاحقة مميّزة لكل بادئة معينة لتحديد العنصر. ويجنِّبُ الجمع بين البادئة لهيئة التسجيل واللاحقة المميّزة التي توفرها أية ضرورةٍ للتخصيص المركزي لأسماء (DOI).

تجدُر الإشارة إلى إمكانية دمج رقم نظام تعريف قياسي حالي مثل رقم (ISBN) في  (DOI)، باستخدامه لاحقةً إذا وجد المسجِّل أنه ملائم لذلك، ولكن يجب التأكُّد من تحديد العنصر نفسه بدقة من قبل النظامين (2).

إيجاد (DOI) للمقالات:

يعيِّن ناشرو المجلات العلميّة (DOIs) لنسخٍ إلكترونية من المقالات الفردية في مجلاتهم عند النشر، نظراً إلى أن (DOI) يؤمن إمكانية العثور على مقال في مجلةٍ إلكترونية، وقد بدأت أنماط الاستشهاد مثل (APA, MLA, Chicago Manual of Style, Turabian, etc.) بطلب استخدام (DOI) في استشهاد محتوى المجلة الإلكترونية. وفيما يأتي بعض الطرائق التي يمكن استخدامها للحصول على الـ (DOI):

- الدخول إلى الموقع الإلكتروني الآتي: هنا

وتُتّبَع التعليمات المُدرَجة ضمنه، فإذا لم تسفِر هذه الطريقة عن الحصول على (DOI)؛ لا يجدُر افتراض أنه غير موجود بل تُجرى المتابعة مع الخيارين الآتيين:

- إذا كان ناشر المجلة يستخدم (DOIs)، فعادة ما يطبع (DOI) في مكان ما على الصفحة الأولى من المقالة.

- ستوفَّر بعض المصادر الموجودة على الشبكة الإلكترونية والمستخدَمة للبحث عن مقالات عن مواضيع (DOI) في الاستشهادات؛ ممّا يتيحُ إمكانيّة عرض الاستشهاد الكامل لمعرفة ما إذا كانت (DOI) مضمَّنةً فيه (3).

بعض التحفُّظات على (DOI):

لن تحتوي بعض المقالات على (DOI)، فيُعدُّ مفهومُ نظامِه حديثاً إلى حدٍّ ما، وعلى سبيل المثال: تأسست مؤسسة (DOI) الدولية في عام 1998، في حين بدأت دار النشر (Elsevier) باستخدام (DOI) في جميع مقالاتهم قرابة عام 2003؛ ممّا قد يقلّلُ احتماليّة وجود (DOI) للمقالات المنشورة قبل عام 2000 ما لم يكن الناشر قد أعاد تعيين (DOI) بأثرٍ رجعيٍّ على كل المقالات (3).

إيجاد الكائن الرقمي المرتبط بـ (DOI):

في حال وجود (DOI) وعدم معرفة كيفيّة الوصول إلى المقالة المرتبطة به؛ فيُمكن اتباع ما يأتي:

- الدخول إلى الموقع (هنا).

- وضعُ رمز الـ (DOI) في أنموذج البحث، وقد يكون الـ (DOI) مشابهاً لـ 10.3390/atmos10050251

- إذا لم يكن هناك أي خطأ مطبعي في كتابة الـ (DOI)؛ فيجب أن ينتهي هذا الإجراء بالوصول إلى المقال مباشرةً (3).

ختاماً:

إنّ (DOI) اختصار لـ "معرّف الكائن الرقمي Digital Object Identifier". وعندما تعمل المجلّة العلميّة على تعيين (DOI) لمقالاتها المنشورة؛ فإنها تعطي الأصالة للمجلة؛ إذ يضمَن (DOI) التوحيد الدولي للمقالات العلميّة والأوراق البحثيّة، ويساعد الباحثين على تحديد موقع أيّ ورقة بحثيّة بسهولة عن طريق الاستشهاد الذي أنجزَتْه لأنه يشير دائماً إلى هذه المقالة العلمية أو هذه الورقة البحثية فقط؛ ممّا يزيدُ بدوره من اعتماد هذه البيانات العملية بصفتها مواداً مرخَّصة وقانونيّة وقابلة للاستشهاد منها (4).

يُحدِّد (DOI) المحتوى تحديداً دائماً، ولما كان مقترناً ببيانات التعريف؛ فيمكن تعديله مع الوقت لتتبُّع موقع الكائن وخصائصه التي يحدِّدها سواء للناشرين أم للمؤلفين. ومن المعروف أنّ لعدد الاستشهادات دوراً مهماً في تقييم أهمية البحث المنشور، ولذلك فإن الاستشهادات الخاصة بالعمل المنشور تهم جميع المؤلفين؛ إذ يسمح (DOI) بالتأكيد على أن لكل مقالة منشورة رمز تعريف خاصاً بها، ويمكن الاستشهاد منها بسهولة؛ مما يزيد من سهولة التعامل مع العمل المنشور، لذلك تحتاج كونك مؤلفاً إلى التأكد من نشر بحثك في مجلة توفر لك DOI (4).

ولمزيد من المعلومات والتفاصيل عن (DOI) وآلية التعامل معه يمكنكم تصفح الدليل الخاص بمؤسسة (IDF) عبر زيارة الموقع الآتي: هنا.

المصادر: