المعلوماتية > اتصالات وشبكات
الإنترنت الحساسة Tactile Internet
مع تزايد استعمال إنترنت الأشياء IoT في مختلف مجالات الحياة التي تشمل تبادل البيانات الآني بين المستخدمين والآلات؛ وُجِد ما يسمى بالإنترنت الحساسة (Tactile Internet) التي ستمكّن نظام إنترنت الأشياء من التواصل الآني والسريع في المجالات الصناعية والتجارية (1)!
تعريف الإنترنت الحساسة
يعرّف الاتحاد الدولي للاتصالات شبكة الإنترنت الحساسة بأنها شبكة إنترنت تمنح الوصول عن بعد والوصول إلى العمليات الحقيقية والافتراضية في الوقت الفعلي، وتجمع بين عدة ميزات منها شبه انعدام التأخير، والموثوقية ذات الحماية العالية جدًّا. ويؤكد الاتحاد الدولي أن الإنترنت الحساسة ستعزّز تطور المجتمع في المجالين الثقافي والاقتصادي.
قد مكنتنا سابقًا شبكةُ الإنترنت المتنقلة بواسطة استخدام الموبايل من تبادل البيانات ومحتوى الوسائط المتعددة في أثناء الحركة، فما هو الشيء الجديد الذي أضافته الإنترنت الحساسة على الإنترنت المتنقلة؟
إليكم الجواب؛ أضافت إمكانية التعامل مع أجهزة IoT والتحكم بها بالزمن الحقيقي، ويرجع ذلك أساسًا إلى الابتكار الواسع في مجال الإلكترونيات، ومَكَّنت من ربط الأجهزة الذكية أيضًا، كذلك أضافت بُعدًا جديدًا للتفاعل بين المستخدمين والآلات المستخدمة وذلك عن طريق الإحساس واللمس (1).
مبدأ عمل الإنترنت الحساسة
ستتمكّن الحواس البشرية جميعها أن تتفاعل مع الأجهزة الداعمة لهذه التكنولوجيا، ولكي تتواءم الأنظمة التقنية المتطورة مع التفاعل البشري مع بيئتها؛ يجب أن تقابل سرعة رد فعل الإنسان الطبيعي وسرعة تحليله للبيانات، ولذلك؛ كان تأخير الإنترنت في الجيل الخامس صغيرًا جدًّا مساويًا 1ms، وهو الحد الأعظمي من التأخير المطلوب عدم تجاوزه ليتناسب مع منظمة الشفافية الدولية Transparency International.
فضلًا عن ذلك، ابتُكِرت آلية استجابة اللمس التنبُّئية للتغلب على مشكلة التأخير بسبب وجود المسافة في التطبيقات المستخدمة بين الإنسان والآلة، فقد درّب الفريق المسؤول خوارزميةً لتخمين رد الفعل المناسب للإنسان قبل أن يصل ردُّ فعله الصحيح، وتسمى الخوارزمية بالحدث القائم على توقع العينة اللمسية EHASAF:Event-based HAptic SAmple Forecast، علمًا أنّ دقة التنبؤ وصلت إلى قرابة 97%، وذلك حسب المؤتمر الأمريكي للاتصالات بالألياف البصرية OFC Optical Fiber Communication Conference and Exhibition.
لنأخذ مثالًا عن التنبؤ؛ وهو استخدام التنبؤ في موازنة كرة السلة على طرف الإصبع، الأمر الذي يحتاج نقلَ بيانات على أكثر من قناة اتصال لمعرفة الفعل وردة الفعل اللحظية للكرة على اليد، وذلك من أجل جعل اليد الإلكترونية مشابهةً في عملها تمامًا لعمل الإنسان الذي يدرك كيف يسيطر على توازن الكرة ويمنعها من السقوط على الأرض (1،2،3).
ستُجرى معظم المَهمات في المستقبل القريب عن بُعد، ولهذا السبب يجب أن تكون الشبكة هنا موثوقة للغاية، ويجب أن تعتمد على المكونات الأساسية الرخيصة، ولذلك؛ سنستغلّ وجود شبكة 5G لتكون البنية التحتية للشبكة (1،3).
أين يمكن استخدام الإنترنت الحساسة؟
قد تسهل الإجابة عن هذا السؤال في حال كان السؤال "أين قد لا نستخدم هذه التقنية؟"، لأن كل الأمور متجهة نحو الإنترنت الحساسة، إضافة إلى أنها ستصبح مستخدمة في مجالات غير منتهية من التطبيقات؛ مثل الأتمتة، والروبوتات والتخاطر الذهني، والتحكم بصيانة الآلات الإلكترونية، والمعدات الموجودة في المناطق الخطرة من الأجهزة الصغيرة إلى الطائرات العملاقة، وستُستخدم أيضًا في الرعاية الصحية؛ إذ إنه حتى تاريخ اليوم لا تزال الاستشارات والمعاينات الطبية محصورةً في موقع الطبيب، ولكن في عالم الإنترنت الحساسة سيكون الطبيب قادرًا على قيادة روبوت من مكان مختلف عن موقع المريض -وقد يكون هذا المكان في النصف الثاني من الكرة الأرضية- لإجراء الفحص الجسدي الكامل، أو حتى لإجراء العمليات الجراحية الخطيرة بالمساعدة مع تقنية الواقع المعزّز AR Augmented Reality.
كذلك ستزداد قوة التعليم والتأثير في المتعلم، لأن المعلم سيكون قادرًا على الشعور بحركات المتعلم، وسيشعر المتعلم بكل حركة أدّاها المعلم؛ سواءً أكانوا طيارين أم مهندسين أم حتى جراحين (1،2).
قد يبدو ما ذكرناه مثاليًّا وأمرًا بعيدًا عن التطبيق، ولكن؛ تخبرنا التوجُّهات الحالية المتزايدة نحو التطوّر والسرعة في إنجاز الأعمال بأنّ البنية التحتية المبرمجة -سواء أكانت في خوارزميات الإنترنت أم غيرها- هي أدوات المستقبل، وبالتالي؛ يجب علينا تبنّي هذه التقنيات والبدء باستعمالها شيئًا فشيئًا وصولًا إلى الاعتماد عليها على نحو كامل.
المصادر:
2- Howard J. THE HISTORY OF OSA: Three OSA Historians. Optics and Photonics News. 2009;20(1):18. Available from: هنا
3- Holland O، Steinbach E، Liu Q، Dawy Z، Aijaz A، Pappas N. IEEExplore Digital Library. Choice Reviews Online. 2010;47(11):47-6268-47-6268. Available from: هنا