الفلسفة وعلم الاجتماع > ألـبـــومـات
بومجارتن؛ واضع مصطلح علم الجمال
تناولنا في مقال سابق مقدمة عن علم الجمال وعلاقته بالفن، وأوردنا أنه علم حديث النشأة لم يبصر النور بوصفه علمًا مستقلًا وفرعًا خاصًّا من فروع الفلسفة إلا في النصف الثاني من القرن الثامن عشر على يد الفيلسوف الألماني بومجارتن غوتلب.
وهنا نسلط الضوء على هذا الفيلسوف الذي وضعنا أمام بحر هذا العلم الواسع، وعرّفه باسم الأستطيقا وحدد موضوعه.
بومغارتن غوتليب Baumgarten Gottlieb (1714- 1762) المؤسس الحقيقي لعلم الجمال Aesthetics الأستطيقا وهو فيلسوف ألماني تأثر في بداية مسيرته بأعمال كل من ليبنتز وولوف (1)
والأستطيقا Aesthetics كلمة يونانية معناها الإدراك الحسي أو علم الشعور، اقتصر استخدامها لاحقًا على العلم الذي يناقش طبيعة الفنون إلى جانب المسائل التي يثيرها تأمل الموضوعات الجمالية. (1)
استخدم بومجارتن كلمة أستطيقا، بمعنى ما يُحس وما يُصوّر، المرة الأولى في أطروحته عام 1735 وكان عنوانها "تأملات فلسفية متعلقة ببعض موضوعات الشعر". (2)
قصد بومجارتن فرانكفورت عام 1742 وألقى بعض المحاضرات في علم الجمال؛ كان يحلم بالتعريف بهذا العلم في سِفر ضخم متعدد الأجزاء، (4) وعام 1750 أصدر جزءًا أول بعنوان الأستطيقا، واتبعه عام 1758 بجزء ثانٍ مقتضب ليكون أشهر أعمال بومجارتن وأكثرها أهمية. (1)
كان التطرق لموضوعات الجمال قبل عهد بومجارتن؛ لكنه هو من أضاف كثيرًا إلى هذا المجال واستطرد في نقاشاته لتتناول كل من مجالي الفن والجمال. (1)
في أثناء تفسيره لمفهوم الجمال المتعالي في كتاب "نقد العقل المحض"، نقد كانط محاولةَ بومجارتن لمعالجته ما هو جميل وفق مبادئ عقلانية ومنطقية وجعل قوانينه ترقى لمرتبة العلم واصفًا إياها بالمحاولة الفاشلة. (3)
وبتأكيده أهمية المشاعر عن طريق نظريته، يولي بومجارتن كثيرًا من الاهتمام بعنصر الإبداع، وضرورة تغيير مقولة "الفن هو محاكاة للطبيعة". (1)
إذ يؤكد أنّه ينبغي للفنانين عند أخذهم عن الطبيعة إضفاء مشاعرهم على الواقع المصوّر؛ ليكون نشاطهم الخاص المرآة التي تعكس عملية الإبداع في العالم. (1)
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا
4- طرابيشي، جورج. معجم الفلاسفة. بيروت: دار الطليعة للطباعة والنشر. الطبعة الثالثة، صـ 211
5- حلمي مطر، أميرة.(2014) مدخل إلى علم الجمال وفلسفة الفن. القاهرة: دار التنوير. ط1. صـ 11