الطب > فيروس كورونا COVID-19
صحة المراهقين النفسية في خلال فترة الحجر الصحي
تُعدُّ المراهقة أصعب فترةٍ في حياة الإنسان، فأن تكون مراهقاً؛ يعني حُبك للخروج واكتشاف العالم، وبناء التجارب والخبرات، وقضاء الوقت مع الأصدقاء والسهر، إضافةً إلى التحدث طوال الوقت عما يجول في خاطرك، وذلك كلّه جزءٌ طبيعيٌّ من هذه الفترة.
إلّا أنَّ سياسة الحجر الصحيّ والمسافة الاجتماعية تقف عائقاً أمام روتين حياة المراهق، جاعلةً منه عرضةً للقلق والاكتئاب، والإحباط والعزلة، والشعور بخيبة الأمل.
نحن هنا كي نخبرك بأنه لا بأس بهذه المشاعر، وبأنّك لست وحدك في هذا. إذ إنَّ أفضل شيء يمكنك فعله الآن هو أن تستمع لنصائح الخبراء الذين يهتمون بصحتك النفسية والعقلية.
1- إن قلقك طبيعيٌّ جداً: إذا كان كلٌّ من إغلاق المدارس والأخبار العاجلة يثير قلقك، فأنت لست وحدك، وفي الحقيقة فإنَّ هذا ما يجب أن تشعر به.
لطالما أدرك علماء النفس دورَ القلق الصحيّ الذي يُبقينا منتبهين للمخاطر ويجعلنا نحمي أنفسنا، وعلى قلقك أن يساعدك على اتخاذ القرارات التي تحتاجها الآن، مثل عدم قضاء الوقت ضمن مجموعاتٍ كبيرة، وغسل يديك وعدم لمس وجهك (1).
2- أوجد مُلهيات: عندما نكون في ظروفٍ مزمنةٍ وصعبة، فإنَّه من الجيد أن نقسم المشكلة إلى نوعين: النوع الأول هو أشياءٌ يمكننا التصرّف حيالها، والنوع الثاني هو أشياءٌ لا يمكننا فعل أيِّ شيء حيالها، وفي وقتنا الحالي هناك الكثير مما يقع تحت النوع الثاني.
ولكن لا بأس، هناك شيءٌ واحدٌ يُساعدنا وهو إيجاد مُلهياتٍ لأنفسنا مثل أداء الواجبات المنزلية، ومشاهدة أفلامنا المفضلة، أو قراءة روايةٍ قبل الخلود للنوم (1).
3- ابحث عن طرائق جديدةٍ للتواصل مع الأصدقاء: تُعدُّ مواقع التواصل الاجتماعي فكرةً عظيمةً للتواصل، فهي تمكنك من قضاء الوقت مع أصدقائك، والحفاظ على المسافة الاجتماعية.
كن مبدعاً، وشارك بتحدياتٍ على مواقع التواصل الاجتماعي مثل تحدي غسل اليدين في دقيقةٍ كاملة.
إلّا أننا ننصحك بجدولة مدة مكوثك أمام الشاشات، لأنَّ قضاء زمنٍ طويلٍ يُعدُّ غير صحيٍّ وغير ذكي، ومن المحتمل أن يُضخّم من قلقك (1).
4- ركز على نفسك: الآن هو الوقت المناسب كي تتعلم شيئاً جديداً؛ لتبدأ بكتابٍ جديد، أو لتقضي وقتاً بالتدرّب على آلةٍ موسيقيّة، ركّز على نفسك وعلى إيجاد طرائق للعناية بصحتك العقلية (1).
5- أدرك أحاسيسك: إنَّ أفضل طريقةٍ للتعامل مع الإحباط هي أن تدع نفسك تشعر به. لذلك احزن واسمح لنفسك بأن تحزن، وسوف تشعر بالتحسن سريعاً.
يبدو اختبار المشاعر مختلفاً لدى كلِّ شخص، فإنَّ بعض الأطفال سوف يلجأون إلى الفن، والبعض سوف يرغبون في التحدث مع أصدقائهم، وسوف يشاركون حزنهم بوصفه طريقةً للتواصل، وأمّا آخرون فسوف يلجأون إلى تناول الطعام (1).
6- كن مسؤولاً: قد لا يرى -المراهقون خاصّة- الخطرَ المباشر من فيروس كورونا، لأنهم الأقلُّ تأثراً به، ولهذه الأسباب يظنون بأنه لا بأس بالانخراط في النشاطات الاجتماعية، إلا أنهم سوف يكونون حاملين العدوى للآخرين ذوي المناعة الأضعف (2).
7- كن إيجابياً: المراهقون اليوم؛ هم مجموعةٌ من الأشخاص المهتمين بتغيير العالم بصدق، فإذا كانوا مهتمين بأجدادهم الذين يُحبونهم وبذوي المناعة الضعيفة، فبإمكانهم أن يكونوا فاعلين في المجتمع من خلال نشر المعلومات الصحيحة عن الجائحة، ونشر الرسائل الإيجابية على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي (2).
وبالنسبة إلى الأهل فإنَّه من المهم أن نتذكر أنَّ الأطفال والمراهقين يستجيبون لسياسة التباعد الاجتماعيّ بطريقةٍ مختلفةٍ عن الراشدين. ومن واجبنا أن نتناقش معهم بهدوءٍ وبمسؤوليّة، والتشديد على أهميّة اتّباع تعليمات التباعد الاجتماعي، فهم يميلون للشعور بأنهم منيعون ضد المرض (2)، إضافةً إلى دعمهم قدر الإمكان عن طريق:
● تفهّم إحباطهم بسبب عدم رؤية أصدقائهم؛ فالأصدقاء بالنسبة إلى المراهق مهمون جداً، إذ يُعدُّ ترابطهم مع أقرانهم أحد أهمِّ وظائف النمو الأساسية للبلوغ. فإذا كان يتذمر بسبب البقاء في المنزل مع الوالدين والأخوة، فإنَّ النقاش المباشر يمكن أن يساعد. استمع لما يشعرون به وأيّد عواطفهم، وتوصّلا معاً إلى حلٍّ يجعل هذا الوضع محتملاً (3).
● يمكنك مساعدتهم بإنشاء جدولٍ حقيقيٍّ لإنجاز الأعمال ضمن مدةٍ محددة، للراحة والتواصل الاجتماعي، والتمرين والترفيه، وذلك لكونه نوعاً من دعم التعلم عن بعد (3).
● سوف يتحسن أداء المراهقين إذا حصلوا على نومٍ جيدٍ ووجبات طعامٍ صحيةٍ وتمرنوا بانتظام، فإنَّ العادات الصحيّة مهمةٌ في حياة المراهقين الذين قد يعانوا القلق والاكتئاب (3).
● ساعدهم على تصفية ذهنهم، فإنَّ تقنيات تصفية الذهن سوف تكون مساعدةً جداً في هذه الحالة، فعند تغيّر الروتين والشعور بأنَّ الإحباط والخيبة يغمراننا، فإنَّ تصفية الذهن تعلمنا أن نستمع لمشاعرنا في أيِّة لحظة، والخوض بها دون إطلاق أحكام (3).
يجب علينا في الأوقات العصيبة أن نتقبل مشاعرنا دون أن نحاربها، علينا أن نذكّر أنفسنا أنه من الطبيعي أن أشعر بالقلق، ومن الطبيعي أن أشعر بالإحباط، كذلك من الطبيعي أن أشعر بالغضب، ويجب أن نتقبل هذه المشاعر ونتعلم كيف نتعامل معها، بدلاً من محاربتها.
المصادر:
1- هنا
Rich، M.، 2020. How Teenagers Can Protect Their Mental Health During Coronavirus (COVID-19). [online] Unicef.org. Available at: <هنا; [Accessed 1 April 2020].
2-هنا
Wagner، C.، Wellness، H. and Kids، t.، 2020. Kids، Teens And How To Stop The Spread Of COVID-19. [online] News.llu.edu. Available at: <هنا; [Accessed 1 April 2020].
3-هنا
Miller، C.، 2020. Supporting Teenagers And Young Adults During The Coronavirus Crisis | Child Mind Institute. [online] Child Mind Institute. Available at: <هنا; [Accessed 1 April 2020].