الطب > فيروس كورونا COVID-19
ما المطهرات التي يمكن استخدامها في مواجهة فيروس كورونا المستجد؟
مع انشغال العالم بمرض فيروس كورونا Covid-19؛ كان التساؤل الأكبر عن المطهرات الفعالة التي يمكن استخدامها، وسنضيف تساؤلًا آخر إليه: "هل فكرت يومًا عند استخدامك المطهرات كيف تعمل هذه الأشياء؟"
بداية؛ ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)؛ بِتنا نعلم أنّ غسل الأيدي بانتظام أمرٌ غاية في الأهمية، ويمكن غسل الأيدي بالصابون أو بمنظفات الأيدي ذوات الأساس الكحولي؛ إذ يساعد الكحول على قتل الفيروسات العالقة على أيدينا (1).
إضافة إلى ذلك، قد أصدرت الوكالة الأمريكية لحماية البيئة (EPA) القائمة.N التي تتضمن المنتجات التي يمكن استخدامها ضد فيروس كورونا المستجد SARS-COV-2 بناءً على فعاليتها السابقة على العوامل الممرضة الفيروسية والفيروس التاجي البشري (Human Corona Virus)، ونذكر منها المنتجات الآتية:
- بيروكسيد الهيدروجين وحمض بيروكسي أستيك.
- بيروكسيد الهيدروجين وحمض الأوكتانوئيك وحمض بيروكسي أستيك.
- بيروكسيد الهيدروجين وحده.
- هيبوكلوريت الصوديوم (الكلوروكس).
- الإيزوبروبانول.
- مركبات الأمونيوم الرباعية.
- مركبات الأمونيوم الرباعية وحمض الليمون.
- مركبات الأمونيوم الرباعية والإيتانول.
- الإيتانول.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه المركبات تدخل في تركيب منتجات عديدة، وقد يختلف الوقت اللازم لإبقاء المستحضر على تماس مع الجسم المُراد تطهيره (Contact Time) باختلاف هذه المنتجات -حتى لو امتلكت التركيب نفسه-، ويمكن الاطلاع على باقي محتويات القائمة من المصدر الأساسي (2).
والآن؛ لنتابع رحلتنا السريعة ونستكشف عمل هذه المطهرات، وسنتوقف في جولتنا في عدة محطات نتحدث فيها عن أكثر المطهرات شيوعًا.
أولًا: الكحول (Alcohol)
يشير هذا المصطلح في أنظمة العناية الصحية إلى مركبَين كيميائيَّين منحلَّين في الماء؛ هما الكحول الإيتيلي (الإيتانول) والكحول الإيزوبروبيلي (الإيزوبروبانول)، ويمتاز الكحول بكونه مبيدًا للعصيات السِّلية والفطور والفيروسات، ولكن؛ من المهم الانتباه إلى أنه غير قادر على تخريب الأبواغ الجرثومية (Spores).
يميل هذان الكحولان إلى قتل الجراثيم الهاجعة أكثر من أن يثبطاها تثبيطًا، وتنخفض قدرتهما المبيدة للجراثيم انخفاضًا حادًّا عند تمديدهما إلى تراكيز أقل من 50%، ويتراوح التركيز الأمثل الذي يبيد الجراثيم بين 60-90% من محاليلها في الماء (حجم/حجم).
يؤدي الكحول دوره المضاد للميكروبات عن طريق تمسيخ بروتيناتها، ويكون التأثير أفضلَ عند استخدام مزائج (كحول+ماء)؛ إذ إن تمسُّخ البروتينات يصبح أسرع بوجود الماء. أما التأثير المثبط له فيُعتقد أنه عائد إلى تثبيط إنتاج بعض المُستقلَبات الضرورية لحدوث الانقسام السريع للخلايا (3).
ويُعدّ الكحول الإيتيلي (70%) مبيدًا جرثوميًّا قويًّا واسع الطيف، وهو مُفضَّل على الكحول الإيزوبروبيلي عمومًا (4)، وترتبط فعاليته المبيدة للجراثيم بتراكيزه ونوع المستعمرات الجرثومية المُطبَّق عليها وفترة التعرض. فضلًا عن ذلك؛ هو عامل قوي مبيد للفيروسات في التراكيز المتراوحة بين 60-80%؛ إذ يزيل فعالية الفيروسات المحبة للدسم كلها (مثل فيروسَي الحلأ والإنفلونزا)، والعديد من الفيروسات المحبة للماء (مثل الفيروس الغدي، وفيروس نقص المناعة المكتسب HIV)، علمًا أنه غير فعال على فيروس التهاب الكبد A.
أما الكحول الإيزوبروبيلي فيكون غيرَ فعال على الفيروسات المعوية (Enteroviruses) غير المحبة للدسم، ولكنه فعال على الجراثيم المحبة للدسم فعاليةً تامة.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الكحول الميتيلي (الميتانول) يمتلك التأثير الأضعف في إبادة الجراثيم.
ولا يُنصَح باستخدام الكحول في تعقيم الأدوات الطبية والجراحية لانعدام فعاليته على الأبواغ الجرثومية كما ذكرنا، في حين يكون فعالًا في تطهير موازين الحرارة الفموية والمستقيمية (3)، وعادةً ما يُستخدَم في تطهير السطوح الصغيرة المساحة، ويستخدم في المناطق جيدة التهوية فقط (4).
ثانيًا: الكلوروكس (Clorox) والمبيضات (Bleach)
مطهراتٌ فعالة وقوية، يكون المركب الفعال فيها هو هيبوكلوريت الصوديوم (Sodium Hypochlorite)، وهو فعال في قتل الجراثيم والفطور والفيروسات؛ بما في ذلك فيروس الإنفلونزا، ولكن يجب الانتباه إلى أنه يفقد فعاليته عند وجود مواد عضوية، إضافة إلى أنه يتفاعل بسهولة مع المواد الكيميائية والمنظفات الأخرى، وقد يسبب تفاعلات كيميائية خطرة، ولذلك؛ يجب استخدامه بحذر وبوجود تهوية كافية.
(إذا أردت أن تعرف المزيد عن أكثر تداخلات الهيبوكلوريت شيوعًا؛ يمكنك زيارة هذا الرابط هنا)
حتى تؤدي المحاليل الممدة للمنظفات المستخدمة في المنازل دورَها في التطهير؛ يجب أن تبقى على تماس مع السطح المُراد تطهيره مدة 10-60 دقيقة، ويجب الانتباه إلى أنها قد تخرّش الأغشية المخاطية والجلد والسبل التنفسية.
يتخرب الهيبوكلوريت بالحرارة والضوء، ويبعث المحلول غير المدد منه غازًا سامًّا عند التعرض إلى ضوء الشمس، لذلك؛ يُخزَّن في مكان بارد ظليل (4).
ثالثًا: بيروكسيد الهيدروجين (الماء الأوكسجيني Hydrogen Peroxide)
أكدت التقارير المنشورة أنه يمتلك خصائص مبيدة للجراثيم والفيروسات والفطور وأبواغ الجراثيم أيضًا.
يعمل الماء الأوكسجيني عن طريق إنتاج جذور الهيدروكسيل الحرة التي تهاجم ليبيدات الغشاء والـDNA وبعض المكونات الأساسية الأخرى في الخلية.
وتجدر الإشارة إلى أن تركيزه يؤدي دورًا مهمًّا في فعاليته (3).
رابعًا: مركبات الأمونيوم الرباعية ( Quaternary Ammonium)
تُعدّ مركبات الأمونيوم الرباعية من أكثر المطهرات استخدامًا، وهي عوامل فعالة على الأغشية؛ إذ تتفاعل مع الغشاء السيتوبلاسمي للجراثيم وليبيدات الفيروسات.
وقد شهدت بناها الكيميائية الواسعة التنوع تطورًا في فعاليتها واتساع تطبيقاتها؛ لتشمل الفيروسات غير الحاوية على الليبيدات أيضًا.
ومن المهم انتقاء المركب المناسب منها انتقاءً جيدًا، فلكل صيغة من صيغ هذه المركبات ميزاتها ومضارها حسب الحالة، إضافة إلى أن انتقاء المركب الفعال حصرًا على العامل الممرض أمرٌ غاية في الأهمية.
وعمومًا؛ إنّ هذه المركبات في تطور مستمر، ففي كل مرحلة تظهر مركبات جديدة منها لتواجه تحدّيها الخاص ضد العوامل الممرضة المختلفة (5).
ونود أن ننصحكم في ختام مقالنا ألا تخلطوا المطهرات سوية، ففضلًا عن وفرة أنواع المطهرات الفعالة ضد الفيروس؛ هناك العديد من الخلطات التي تحمل مخاطر صحية جمة.
المصادر: