البحث العلمي والمنهجية العلمية > البحث العلمي
مقالات هيئة التحرير أو المقالات الافتتاحية (Editorial)
تُعرَّف مقالات هيئة التحرير أو المقالات الافتتاحيّة (Editorials) بمقالات الرأي القصيرة التي تناقِشُ فيها هيئةُ تحريرِ المجلّة قضيّةً شائكةً ذات أهميّة فوريّة لمجتمع البحث (1)، تُنتقى بناءً على تصويت الأغلبيّة فيها مثلًا، ويكون رأيًا مبنيًّا على الحجَّة المنطقيّة بهدفِ التأثير في الرأي العام وتشجيع التفكير النقدي وإقناع القُرّاء لاتخاذ إجراء تجاه هذه القضيّة (2).
يضمُّ المقالُ الافتتاحيّ موجزًا يتراوح بين (500-1000) كلمة، وحدًّا أدنى من المراجع (لا تزيد على خمسة)، دون أن يشمل ملخّصًا أو أشكالًا وجداول؛ إذ يتألّف من مُقدِّمة تمهيديّةٍ مباشرةٍ عامّةٍ تجذبُ القارئ (1)، ونصٍّ يُقدِّم تحليلًا موضوعيُّا وافيًا لقضيّة إخباريّة معقَّدة أو حلًّا لها أو رأيًا ناقدًا لوجهة نظر باحثٍ ما بأسلوبٍ واضحٍ بعيدٍ عن الشخصنة وضعف الإقناع، ويُختَم باستنتاجٍ يُلخِّص بقوّةٍ رأيَ هيئة التحرير (2).
وتختلف أنوع المقالات الافتتاحية تبعًا لأهدافها؛ وهي بين:
1- تحليلٍ وتفسيرٍ لقضيّةٍ حسّاسةٍ مُثيرةٍ للجدل (2)(3).
2- نقدٍ بَنّاء للمواقف والإجراءات والطرائق المتَّبعة مع محاولة توفير الحلول بأسلوبٍ يحفّز القرّاء على رؤية المشكلة وليس الحلّ.
3- إقناع القُرّاء بالحلّ مع حثِّهم على اتخاذ إجراءٍ إيجابيٍّ محدَّد.
4- ثناءٍ على سلوكِ الأفراد أو المنظّمات لجهة قضية علمية ما، ويُعدُّ هذا النوع من الافتتاحيّات الأقلَّ شيوعًا مقارنةً بالأنواع السابقة.
ويحاولُ المحرّرون لدى كتابتهم المقالاتِ الافتتاحيّة الالتزامَ بجُملةٍ من القواعدِ؛ منها:
1- اختيار موضوعٍ حاليٍّ مهم للقُرّاء، وجمع كامل الأدلّة من الملاحظات والمعلومات والحقائق الهادفة المتعلِّقة به.
2- إبداء رأيٍ مُختصَر، وشرح القضية بموضوعيّة تُفسّر أهميّة الحديث عنها.
3- تقديم وجهة نظرٍ ناقدةٍ مُدعّمة بالحقائق والاستشهادات بأسلوبٍ مُباشرٍ منطقيٍّ بعيدٍ عن الشخصنة يعترِفُ بالنقاط الإيجابية للرأي أو الإجراء المنتَقَد.
4- تكرار العبارات الرئيسة التي تساعدُ على تعزيزِ الفكرة في أذهان القُرّاء، وختامها باستنتاجٍ يُلخِّصُ كل الملاحظات بقوّة، أو بسؤالٍ.
5- إعطاء حلولٍ واقعيّة تتجاوز المعرفة العامّة للقضيّة المطروحة، مع تشجيع التفكير النقديّ وردِّ الفعل الإيجابي عند القرّاء (2).
إذًا يمكنُ القولُ أنّ المقالات الافتتاحيّة يمكن أن تصنع الرأي اعتمادًا على تحليلها المتوازن للأدلّة والأحداث، وتُوافِق بين وجهاتِ النظر أو الآراءِ المتناقضة، وتُصاغُ بأسلوبٍ أدبيٍّ موجزٍ دقيقٍ بما يكفي لجذب الحسّ السليم للقارئ لقراءتها ثانية (3).
المصادر: