الطب > فيروس كورونا COVID-19
هل يؤثر داء COVID-19 في الكبد؟
مرض (COVID-19) هو مرضٌ حديثٌ مُعدٍ يسببه فيروس (SARS-CoV-2) الذي ينتشر الآن بسرعة كبيرة في جميع أنحاء العالم. وإنَّ العديد من حالات COVID-19 حادةٌ وتزول بسرعة، لكنَّ خطر الوفاة يبقى موجودًا أيضًا، وقد سلطت معظمُ المقالات المنشورة عن COVID-19 الضوءَ على الرئتين بوصفهما العضوَين الرئيسيين المتورّطين في المرض، في حين أبلغت بعض المقالات عن إصابة (SARS-CoV-2) أعضاءً أخرى؛ متضمّنةً الكبد والكلى، وبخاصةٍ في الحالات الشديدة منه، مما قد يؤثر في الوظيفة الاستقلابية والإطراحية لهذين العضوَين (2)، إذ أظهرت الدراسات السابقة أنَّ أذية الكبد كانت شائعة لدى المصابين بالفيروسات التاجية الأخرى، وأهمها الفيروس التاجي المسبب للمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (SARS-CoV) والفيروس التاجي المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS-CoV). وقد تُسبِّب هذه الفيروسات أمراضًا في الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي والكبد والجهاز العصبي، وفشلَ أعضاء متعددًا، وحتى الموت في الحالات الشديدة (4).
من الممكن أن يكون الاعتلال الكبدي المصاحب للإصابات الفيروسية (كفيروس الـ SARS) ناتجًا عن إصابة كبدية مُحرَّضة دوائيًّا، وذلك نظرًا إلى أنَّ معظم هؤلاء المرضى قد عولجوا بجرعات عالية من الأدوية ذات السمية الكبدية كالمضادات الفيروسية، والصادات الحيوية، والستيروئيدات. فالأذية الكبدية الناجمة عن فيروس (SARS-CoV-2) لم تُدرس دراسةً كاملةً، إلا أنه من الممكن أن تنجم عن الحدثية الالتهابية وارتفاع السيتوكين وغيرها. وعادةً ما تكون أذية الكبد في الحالات الخفيفة من COVID-19 عابرة ولا تحتاج إلى علاج خاص (1,3).
يرتبط فيروس (SARS-CoV-2) بمستقبل الأنزيم المحوّل للأنجيوتنسين2 (ACE2) من أجل الدخول إلى الخلية الهدف، حيث يتضاعف الفيروس ويصيب بعد ذلك الخلايا الأخرى في الجهاز التنفسي العلوي وأنسجة الرئة، لتبدأ بعدها التظاهرات السريرية بالظهور. ولوحظ أيضًا أنَّ (SARS-CoV-2) قد يرتبط مباشرة بمستقبلات ACE2 على سطوح الخلايا الصفراوية مؤديًا إلى أذيتها وحدوث الركود الصفراوي. وسُجّل اضطراب في بنية الكبد ووظائفه، إذ لوحظ ارتفاع في أنزيم gamma-glutamyl transferase GGT، ومستوياتٌ غير طبيعية للأنزيمات الكبدية alanine aminotransferase ALT وaspartate aminotransferase AST، إضافة إلى ارتفاعٍ طفيفٍ في مستويات البيليروبين (3,4).
وتتضمن فئة الأفراد المعرضين لخطر الإصابة الوخيمة بـ COVID-19 كبارَ السن و/أو أولئك الذين يعانون أمراضًا مزمنة مرافقة مثل الداء السكري وأمراض القلب والأوعية وارتفاع ضغط الدم. وإضافةً إلى ذلك؛ فإنَّ الأفراد المصابين بالأمراض الكبدية المزمنة أو الكامنة معرضين للخطر نفسه. لذلك فإنَّه من الضروري مراقبة وظائف الكبد والكلى على نحو دقيق ومتكرر ريثما تُدرَسُ أسباب الأذية الكبدية لدى بعض مرضى COVID-19 دراسة محكمة مع كيفية تأثير هذه الأذية في سيرورة العلاج. (1)
المصادر