الطب > طب الأسنان
تدبير مرضى السّكري في العيادة السنية
داء السكري هو مجموعة من الاضطرابات الاستقلابيَّة التي تؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم، الذي يحدث بسبب نقص إنتاج الأنسولين، أو عدم استعمال الخلايا له بالطريقة الفعَّالة (لمقاومته).
ويعتمد تصنيف مرض السكري على مسببات المرض، ومن أنماطه الأكثر شيوعًا:
- النوع الأول Type 1 أو ما يعرف بالسكري من النمط الأول: يعتمد مرضى هذا الصنف على الأنسولين لضبط مستوى السكر في الدم.
- النوع الثاني Type 2: يعتمد علاج مرضى هذا الصنف على اتباع حمية غذائيَّة، وممارسة الرياضة، وفقدان الوزن، إضافة إلى حاجة بعض المرضى الأدويةَ المحسسة للأنسولين insulin sensitizers وغيرها من أجل السيطرة على مستوى السكر في الدم والضبط الجيد (1).
ويعاني مرضى السكري غير المنضبط جفافَ الفم، والتهابات فطريَّة وجرثوميَّة وفيروسيَّة، ويعانون أيضًا ضعف التئام الجروح، وزيادة شدة النخور السنيَّة، والتهاب اللثة، أضف إلى ذلك زيادة مستوى الغلوكوز في اللعاب.
وعمومًا يعاني مرضى السكري حدوث داء المبيضات البِيْض، واضطرابات التذوق، ويعد علاج المشكلات اللثوية التي يعانيها مريض السكري وسيلة قد تسهم في تحسين السيطرة على مستوى سكر الدم؛ إذ تشير بعض الأدلة على أن العناية اللثوية تخفض من متوسط مستوى الهيموغلوبين السكري HBA1c؛ أي بما يعادل 0.4%.
ويمكن للخراجات السنيَّة أن تسبب زيادة كبيرة في مستويات سكر الدم، وقد تؤدي إلى نتائج كارثيَّة في بعض الأحيان (3,4,5).
ثمَّة مجموعة من الاعتبارات يجب أخذها بالحسبان في أثناء العلاجات السنيَّة لمرضى السكري:
- يوصى بالمواعيد الصباحيَّة، ويفضل بعد ساعة ونصف من تناول الفطور لدى المرضى المعالجين بالأنسولين، لتجنب وقت ذروة تأثير الأنسولين، ولأن مستويات هرمون الكورتيزول في هذا الوقت تكون مرتفعة، الذي بدوره يساعد على رفع مستويات سكر الدم، ومن ثمَّ تقليل خطر انخفاض سكر الدم.
- يُفَضَّل أن تكون جلسات المعالجة قصيرة.
- قبل علاج الأسنان، يجب أن يحصل طبيب الأسنان على السجل الطبي الكامل للمريض.
- يجب ألا يأتي المريض إلى الجلسة دون تناول وجبته، تفاديًا لحدوث انخفاض السكر.
- يجب توخي الحذر عند إجراء العمليات الجراحيَّة الفكيَّة، ولا سيَّما لدى مرضى النمط الأول، لاحتمالية ارتفاع إصابتهم بهشاشة العظام.
- احتمال حدوث خلل في أداء المفصل الصدغي الفكي لدى مريض السكري.
- ضمان تناول المريض للدواء كما وصفه طبيبه المسؤول قبل الموعد.
- وضع خطة مسبقة لتحقيق التوازن بين غذاء المريض وأدويته، ولا سيَّما في العلاجات التي تؤثر في تغذية المريض وقدرته على تناول الطعام، مثل جراحة الفم والأسنان.
- تُجرى معظم العلاجات السنيَّة غير الجراحيَّة لدى مرضى السكري (بنمطيَّه الأول والثاني) والمسيطر عليهم جيدًا بحذر، مع أخذ الحيطة كونهم معرّضين للإصابة بالالتهابات بدرجة أعلى، إضافة إلى تأخر التئام الجروح لديهم.
- يجب تأجيل العلاجات السنيَّة في حالات مرضى السكري (نمط ١،٢) غير المنضبط حتى تصبح عملياتهم الاستقلابية مسيطرًا عليها.
- بخصوص العلاجات السنيَّة الجراحيَّة لمرضى السكري من النمط الأول، يجب استشارة طبيبهم بشأن الأدوية الخاصة بهم (لضبط وتنظيم العلاجات وبرمجتها فيما يتعلق بالجراحة على نحوٍ أساسي)، ويجب قياس نسبة الغلوكوز في الدم قبل الجراحة.
يمكن إجراء جراحات سنيَّة إذا كان مستوى السكر بين "١٠٠-٢٠٠ملغ/دل"، أما إذا كانت نسبة الغلوكوز أكبر من ٢٠٠ ملغ/دل، فيمكن للطبيب أن يصف ما يمكنه من خفض المستوى، وإذا استمرت المعالجة لأكثر من ساعة فيجب قياس مستوى سكر الدم كل ساعة.
- إن العرَض السريري لنقص سكر الدم قد يشابه ارتفاع سكر الدم، ففي حال الشك بينهما، يُفضَّل أن تُعامَل الحالة على أنها نقص في سكر الدم؛ حتى يُقاس مستوى سكر الدم على نحو عاجل وطارئ.
- إن مرضى السكري غير المنضبط جيدًا معرضون لخطر تطور اختلاطات فمويَّة، وذلك بسبب زيادة تأثرهم بالانتانات والعقابيل، التي يمكن أن تتطلب علاجات تكميليَّة بالصادات الحيويَّة.
وتساعد المضادات الحيويَّة في الجراحة السنيَّة السنخيَّة على منع تأخر التئام الجروح.
- ينصح بتجنب إعطاء مواعيد لمرضى السكري الذين:
1- لم يتناولوا وجباتهم أو أدويتهم.
2- أصيبوا بالرشح أو الانفلونزا أو المريض المدنف.
3- إذا كان مستوى سكر دمهم تحت ٧٠ملغ/دل (يجب علاجه إسعافيًّا)، أو فوق ١٥٠ملغ/دل ( يجب ضبطه أولًا).
4- تعرضوا لحالة صحيَّة طارئة حديثة العهد.
- ينصح مرضى السكري ذو النمط الأول بإحضار الأنسولين للاستخدام إذا احتاج الأمر، وجهاز قياس سكر الدم، وبعض السكاكر إضافة إلى وجبة خفيفة.
- يجب تجنب عمليات الزرع ما أمكن في حالة السكري غير المنضبط.
- يجب الاهتمام بالتدابير العملية المتخذة لدى مريض السكري الذي يعاني أمراضَ القلب التاجيَّة، وبالتعاون مع الطبيب المسؤول المختص (1,2,3,4,5).
يجب اتباع البروتوكولات الرسميَّة الإسعافيَّة في حال هبوط مستوى السكر عند هؤلاء المرضى، والتأكد من التواصل التام مع طبيبهم المعالج.
المصادر:
2- Marti Alamo S, Jimenez Soriano Y, Sarrion Perez M. Dental considerations for the patient with diabetes. Journal of Clinical and Experimental Dentistry [Internet]. 2011;:e25-e30. Available from: هنا
3- Wray L. The diabetic patient and dental treatment: an update. British Dental Journal [Internet]. 2011;211(5):209-215. Available from: هنا
4- Pandy R. Dental Management of Diabetes Mellitus of Literature. Journal of Research and Advancement in Dentistry [internet]. 9 April 2018 J Res Adv Dent 2018;7:3:73-77. Available from: هنا
5- Malik S, Singh G. Dental Management of Diabetic Patients : A Clinical Review. International Arab Journal of Dentistry. 2014;5(1):26-30.Available from: هنا