الفلسفة وعلم الاجتماع > الفلسفة السياسية
ما الفرق بين «الاشتراكية» و«الشيوعية»؟
لطالما كان مصطلحا «الاشتراكية - Socialism» و«الشيوعية - Communism» والفارقُ بينهما مسألةَ جدل، وتعددت الآراء حول وصف العلاقة بينهما. تُعدُّ الاشتراكية وفقاً لـ"كارل ماركس (Karl Marx - (1818 – 1883" المرحلة الأولى في رحلة الانتقال إلى مجتمعٍ شيوعيٍّ، وبوصفٍ آخرَ؛ مرحلةً انتقاليةً بين الرأسمالية و«الشيوعية»، وفيها تكون نسبة توزيع المنتجات بين الأفراد بحسب جهودهم، وهذا فارقٌ أساسيٌّ بينها وبين «الشيوعية»، ففي المرحلة الثانية بعد «الاشتراكية» -الشيوعية المتقدمة أو الصارمة-؛ تكون نسبة التوزيع للأفراد بحسب الحاجة وليس الجهد. إلا أن كلتاهما تُعدَّانِ نتيجةً لتطور الآلة وسيطرة الرأسمالية الصناعية التي أوجدت طبقةً تعيش من بيع عملها فقط لا من أرباح رأس المال، وهي ما يُطلَقُ عليها (طبقة العمال - البروليتاريا)؛ طبقةٌ كادحةٌ رهينةٌ للمجتمع الصناعي وتقلُّباته. ومنها يعرّف "فريدريك إنجلز (Frederick Engels - (1820 – 1895" «الشيوعية» بأنها "علم تحرير البروليتاريا" (2,3).
لاحقًا، المجتمع الذي سيسود بعد انتقال السلطة السياسية من أيدي الطبقة (البرجوازية) إلى طبقة (البروليتاريا)، سيكون قائمًا على سطوة الأغلبية (البروليتارية)، وتغيير علاقات الإنتاج التي ترتكز عليها العلاقات الاجتماعية، وذلك بحسْب "ماركس"، وسيبقى مفهوم الدولة قائمًا في «الاشتراكية» بسبب الحاجة إليها للسيطرة على وسائل الإنتاج والإطاحة بالأقلية (البرجوازية) والقضاء على الملكية الخاصة والاستعاضة عنها بملكيةٍ عامةٍ للمجتمع بأكمله، ومن خلالها يحدث الانتقال لاحقًا إلى مجتمعٍ (لا طبقيٍّ) تذبل وتختفي الدولة فيه، ويكون تطور الفرد هنا شرطًا لتطور الكل، وهذه هي المرحلة الثانية؛ حيث يتخلص فيها المجتمع من تقاليد وآثار الرأسمالية بالكامل (1).
المصادر:
1- P. 2-6 هنا
2- إنجلز، فريدريك. (1847). مبادئ الشيوعية. ص1
3- هنا