الحيوانات وفيروس كورونا المستجد

ينتمي فيروس كورونا المستجد المسبب لداء Covid-19 إلى عائلة كبيرة من الفيروسات التاجية Coronaviruses، التي تُسبب بعضُها المرض للبشر، وبعضها تُصيب حيوانات معينة مثل الخفافيش والجمل، وهنالك نوع فيروسات تُصيب فقط الحيوانات دون إصابة البشر به (4).

وبعض الفيروسات التي تُصيب الحيوانات قد تنتقل إلى الإنسان ثم ينتشر بالعدوى من إنسان إلى إنسان، ولكن من النادر حدوث ذلك. وتُعدُّ المتلازمة التنفسية الحادة والشديدة SARS ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية MERS من الأمراض التنفسية التي تُسببها الفيروسات التاجية والتي أصابت الحيوان أولًا ثم انتقلت إلى الإنسان، كما هو الحال في داء Covid-19 الذي يُعدُّ مشابهًا جدًا لوباء سارس، ومسببه فيروس أُطلق عليه اسم SARS-CoV-2. (6)

هل تُصاب الحيوانات بداء Covid-19؟

لا تخضع الحيوانات كالبشر إلى الفحص الدوري للكشف عن إصابتهم بالمرض، إلا عند الضرورة وبموافقة أحد المراكز الرسمية لصحة الحيوان والصحة العامة، ولكن وُجِدت بعض الحالات التي نَقل فيها الإنسان العدوى إلى الحيوان (1،2).

وعدد الحالات التي سُجِّلت عالميًا لإصابة الحيوانات الأليفة بفيروس كورونا المستجد حتى تاريخ 22 نيسان (أبريل) هي خمس حالات فقط، كلبين وقطة في هونغ كون،  وقطتين في نيويورك (2). أما الحيوانات البرية فقد سُجِّلت إصابة بداء كورونا  كانت نتيجتها إيجابية  لأحد النمور الموجودة في حديقة في نيويورك(1). 

كيف تحافظ على حيوانك الأليف من إصابته بالفيروس؟

نظرًا لقلة المعلومات المتوفرة فيما يتعلق بإصابة الحيوانات بالفيروس، يجب معاملتهم تمامًا مثل البشر، وذلك كما أقرت الجمعية الأمريكية للطب البيطري AVMA ومركز مكافحة الأمراض والوقاية منها CDC؛ إذ يجب الحرص على بقائهم في المنزل قدر الإمكان وتجنب احتكاكهم مع الناس والحيوانات الأخرى خارجًا (2،4).

ولكن من الضروري إخراج الكلاب من حينٍ إلى آخر إلى الهواء الطلق للحفاظ على صحتهم (3)، لذلك احرص على استخدام حزام الكلاب (طوق الكلاب) وإبقائه على بعد مترين من الآخرين. ويجب أيضًا الابتعاد عن الأماكن المزدحمة التي يكتظ فيها الناس والحيوانات مثل الحدائق، لتجنب حصول أي احتكاك ما بين حيوانك والحيوانات الأخرى (2،4).

وفي حال كنت مصابًا بداء Covid-19 أو تظهر عليك بعض الأعراض المرضية اطلب من شخصٍ سليم الاعتناء بحيوانك الأليف، وإن أُجبرت على الاعتناء به أو كنت تعمل في مراكز خدمة الحيوان رغم إصابتك بالمرض، ارتدي الكمامة ولا تحاول تقبيلهم أو مشاركتهم الطعام أو الفراش أو المناشف... واحرص على غسل يديك قبل التعامل معهم أو إطعامهم لضمان سلامتهم وعدم انتقال العدوى إليهم (2،4).

أما عند إصابة أحد أفراد المنزل بالمرض فعليك الاعتناء بحيوانك الأليف تمامًا كما تعتني بنفسك، ولا يوجد أي داع للتخلي عنه أو رميه خارجًا للاعتقاد بأنه قد يُكون خطرًا على انتشار المرض بين الأفراد السليمين. فقط اتبع الإجراءات الصحيحة لسلامتك وسلامة الحيوان طبعًا.

هل تُسبب الحيوانات الأليفة انتشار داء Covid-19؟

ذكرنا سابقًا وجود بعض الفيروسات التاجية التي تُصيب فقط بعض الحيوانات، وتُسبب الأمراض لها  مثل فيروس feline و فيروس canine، ولكن ليس لها علاقة بجائحة كورونا بتاتًا كما أنها لا تصيب الإنسان وإنما فقط الحيوان (5).واستناداً إلى المعلومات المتوفرة حتى الآن لا يوجد أي دليل واضح لعلاقة الحيوانات في انتشار الفيروس، إذ  يعدُّ السبب الرئيسِ في انتشار الجائحة هو العدوى من إنسان إلى إنسان عن طريق رذاذ العطاس مباشرةً من شخصٍ مصاب إلى سليم أو عند ملامسة الأسطح التي يوجد عليها الفيروس ثم ملامسة الوجه كالأنف والفم، مع العلم بأنه لا تتوفر أي أدلة تثبت انتقال الفيروس من فراء أو جلد الحيوان إلى البشر (3،5).

وعلى الرغم من عدم وجود أدلة عن نقل الحيوانات الأليفة لفيروس كورونا المستجد إلينا، لكنه قد تَنقل بعضُ الميكروبات التي تسبب أمراض عديدة لصاحبها خاصةً الأشخاصَ الذي لديهم مناعة ضعيفة والأطفال الذين هم من عمر خمس سنوات وأصغر أو كبار السن من عمر 65 وما فوق (3،5). لذلك ينصح باتباع إجراءات السلامة الآتية:

1.غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون قبل وبعد إطعام الحيوانات أو الاحتكاك بهم أو رمي فضلاتهم.

2.الحفاظ على نظافة الحيوان ونظافة فرائه.

3.غسل الأماكن التي يلوثها الحيوان بمواد معقمة.

4.التواصل مع الطبيب البيطري عند الحاجة بشأن صحة وسلامة الحيوان.

ما الحيوانات التي قد تُصاب بداء Covid-19؟

لم يستطع العلماء حتى الآن تحديد الحيوانات جميعها التي قد تُصاب بالفيروس، ولكن الحيوانات الحالية التي سجلت الإصابة بالمرض هي الكلاب والقطط والنمور. وقد أظهرت الدراسات مؤخرًا أنه مخبريًا يمكن أيضًا إصابة الأقداد السورية (الهامستر)، وحيوان النمس (ابن مقرض) بالفيروس، ولديهم الإمكانية لنقله إلى الحيوانات الأخرى، أما عند الخنازير والدجاج والبط فلم يصابوا بالفيروس ولم ينقلوا العدوى (5).

تفاصيل الحالات التي خضعت للفحص:

نيويورك: أعلنت وزارة الزراعة الأمريكية USDA في 5 نيسان(أبريل) 2020 عن إصابة نمر بفيروس SARS-CoV-2 في حديقة الحيوانات برونكس Bronx Zoo في نيويورك؛ إذ أُجري الفحص بعد ظهور أعراض المرض على الأسود والنمور الموجودة  في الحديقة. ويُعتقد أن الفيروس انتقل إليهم من أحد العاملين في الحديقة، والذي كان مصابًا بِداء Covid-19؛  إذ ظهرت أولى أعراض المرض على النمور في 27 آذار (مارس)، مع العلم بأنَّ الحديقة مغلقة للعامة منذ منتصف شهر آذار (مارس) (1،2).

لاحقًا وفي تاريخ 22 نيسان (أبريل) 2020، أُعلِن عن إصابة قطتين من منطقتين مختلفتين في نيويورك بفيروس SARS-CoV-2، وخَضعوا للفحص بعد ظهور عدة أعراض عليهم، وقد تبين أن صاحب إحدى القطتين كان مصابًا بداء Covid-19، والذي يتوقع بأنه نقل العدوى لقطته، أما القطة الأخرى يعتقد بانتقال المرض إليها من خارج منزل صاحبها لعدم حمله للفيروس (2).

وتتابع وزارة الزراعة الأمريكية USDA ومركز مكافحة الأمراض والوقاية منها CDC الوضع، وقد أقرَّت USDA بأنه من المتوقع شفاء هذه النمور والقطط كليًا من المرض (1).

هونغ كونغ: بتاريخ 15 نيسان (أبريل) 2020 وبموافقة رسمية من وزارة الزراعة والثروة السمكية والمحميات في هونغ كونغ AFCD عُزلت مجموعة حيوانات أليفة (30 كلب و17 قط وهامسترين الذين نُقل أصحابهم إلى المشافي عند إصابتهم بداء Covid-19) ونُقلوا إلى الحجر الصحي للعناية بهم ولإجراء الفحوصات اللازمة عليهم، وقد سُجِّل منهم كلبان وقطة واحدة فقط إصابتهم بالفيروس، مع العلم أنه لم تظهِر أيًّا من الحالات المسجلة وغير المسجلة أعراض المرض في خلال فترة عزلهم في الحجر الصحي (2).

ولا بُدَّ من الإشارة إلى أنه في بدايات انتشار المرض وتحديدًا في 27 شباط (فبراير) 2020، سُجِّلت إصابة بفيروس كورونا المستجد لكلب من نوع بومرينيان Pomeranian ذو 17 سنة بنتيجة إيجابية ضعيفة، وقد أُعيد الفحص عدة مرات مع ظهور النتيجة نفسها حتى تاريخ 13 آذار (مارس)؛ إذ سجل الكلب نتيجة سلبية، مما يقترح أنه قد طوَّر مناعة ضد الفيروس، وفُكَّ العزلُ عنه وأُرجع إلى صاحبه في اليوم التالي دون ظهور أي أعراض مرضية، ولكنه توفي لاحقًا لأسباب صحية أخرى غير متعلقة بالفيروس (2).

وفي حالات أخرى مشابهة، سجلت إصابة بنتيجة إيجابية لإحدى الكلاب من نوع جيرمان شيبرد German Shepherd  في 18 آذار (مارس) بعد تأكيد إصابة صاحبه بالمرض، ومع تكرار الفحص عدة مرات ويومياً، حصلوا على النتيجة ذاتها في يومي 19 و 20 آذار (مارس) إلى أن ظهرت نتيجة سلبية بعد قرابة 10 أيام دون ظهور أيّ أعراض طوال فترة العزل (2).

فرنسا: في دراسة فرنسية، أُجري الفحص على 21 حيوان أليف (12 كلب و9 قطط)، كانوا يقطنون مع أفراد بعضُهم مصاب بالفيروس حالات مؤكدة، وبعضهم غير مؤكد، وسجلت جميع الحيوانات نتيجة سلبية (3).

المصادر: