التمر..

يرغب كثير من الناس بتناول التمر في شهر رمضان وابتداء إفطارهم به، وفي الحقيقة فإنه يحتوي عددًا من المغذيات التي تجعل منه طعامًا يستحق الإضافة إلى قائمة الأطعمة اليومية، إليكم في هذا المقال فوائد التمر..

التمر هو أحد أنواع الفاكهة الاستوائية ذات المذاق الحلو والتي تُقطَف من أشجار نّخيل التمر التي تُزرَع في عدة مناطق حول العالم (1)، وتجمع الثمار عادةً في فصل الخريف وأول فصل الشتاء (3)، وبحسب نوع التمر، فإنّ الثمار الطازجة تكون عادة صغيرة الحجم وتتدرج بلونها بين الأحمر الفاتح إلى الأصفر الفاتح (1)، لكنه يؤكل مجففًا أيضًا، ومن شأن التجفيف أن يبقيه صالحًا للاستهلاك وقتًا طويلًا عند حفظه في أوعيةٍ مغلقة بإحكام ومفرَّغة من الهواء وقد تصل المدة إلى عدة أشهرٍ عند تبريده وتقارب السنة عند تجميده (3)، وتتميز الثمار الجافة عن الطازجة الملساء بمظهرها المجعّد (1)، ويجب تجنّب تناوله في حال تغيرت رائحته أو أصبح قاسيًا أو ظهرت عليه بلورات السكّر، فتلك العلامات تدلّ على أنه أصبح فاسدًا (3)، ومن أكثر الأصناف المستهلكة دچلة نورDeglet Noor ، والمدجولMedjool  (1).

ويعدّ التمر غنيًا بالمغذيات المهمة مما يتيح توفير عددٍ من الفوائد الصحية، لكنَّه يملك محتوىً مرتفعًا نسبيًا من السعرات الحرارية مقارنةً بأنواع الفاكهة الأخرى، وتأتي معظم تلك السّعرات من الكربوهيدرات على نحو أساسي (1,2)، وتأتي القلة الباقية من البروتين، وتحتوي كلّ 100 غ من التمر على 277 سعرةٍ حرارية، و 75 غ من الكربوهيدرات، و 7 غ من الألياف، و 2 غ من البروتين، بالإضافة إلى ذلك، فإنّ فيه نسبًا جيدة من الجرعة اليومية المنصوح بها من بعض الفيتامينات والمعادن، وأهمها (1):

البوتاسيوم: 20٪

المغنيزيوم: 14٪

النحاس: 18٪

المنغنيز: 15٪

الحديد: 5٪

فيتامين B6: 12٪

ويتبين ممّا سبق أنّ التمور تحتوي على كميةٍ من السكر الطبيعي، لذلك فقد يكون تناولها خيارًا جيدًا بدلًا من الأطعمة السكريّة ذات السعرات الفارغة والتي يُضاف إليها السكر عادةً في أثناء التصنيع (3)، لكن قد يحتاج الأشخاص الذين يراقبون سكر الدم لديهم إلى الاعتدال في تناولهم للتمور، وذلك على الرغم من أنّ إحدى الدراسات أفادت أنّ هذه الفاكهة تمتلك مشعرًا غلايسيميًا منخفضًا (وهو مشعر يدل على مدى سرعة ارتفاع سكر الدم بعد تناول نوعٍ محدد من الطعام)، وبذلك فهي قد لا تسبب زيادات كبيرة في نسبة السكر في الدّم (1,3,5). وعمومًا تختلف كميات السعرات الحرارية والمحتوى الغذائي من نوعٍ لآخر، فتمور Medjool تحتوي سعرات أكثر من الأنواع الأخرى، ولكن من ناحية أخرى، فإنّ النوع ذاته يحتوي على الكالسيوم بكمياتٍ أكبر من الأنواع الأخرى (1,2).

وعن فوائد التمر ندعوكم إلى متابعة القراءة..

1-يحتوي على نسبةٍ جيدّة من الألياف والتي يمكن أن تفيد في الحفاظ على صحّة جهاز الهضمي ومنع الإمساك، كذلك فإنه يعزز حركة الأمعاء المنتظمة، ويقلل خطر الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي مثل سرطان القولون والمستقيم (1,2)، وقد يساعد أيضًا في ضبط نسبة السكر في الدم، إذ إنه يبطئ عملية الهضم ويمنع الارتفاع الشديد لسكر الدم بعد تناول الطعام (1).

2-يوفر التمر كمياتٍ من مضادات الأكسدة المختلفة بكمياتٍ تفوق ما تقدمه الفواكه المجففة المماثلة (1,2)، ولمضادات الأكسدة عددٌ من الفوائد الصحية، فهي تخفض خطر الإصابة بعددٍ من الأمراض لكونها تساعد على حماية الخلايا من الجذور الحرة (وهي جزيئات غير مستقرة قد تسبب تفاعلات ضارة في الجسم وتؤدي إلى الأمراض)، وأهم ثلاثة مضادات أكسدة هي (1,6):

- الفلافونويدات: وهي مضادات أكسدة قوية قد تساعد على تقليل الالتهاب، وأوضحت الدّراسات قدرتها على تقليل خطر الإصابة بالسكري وآلزهايمر وبعض أنواع السرطانات.

- الكاروتينات: والتي ثبت أنّها تعزز صحة القلب وقد تقلل أيضًا من خطر الاضطرابات العينيّة.

- حمض الفينوليك: ويعرف بخصائصه المضادة للالتهابات، وقد يساعد على تقليل خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب.

وتبيّن الدراسات أنّ التمر من صنف خلاص Khalas يحتوي على مضادات الأكسدة الأكثر جودة وفعالية فضلًا عن احتوائه على النسبة الأعلى من الكاروتينات وحمض الفينوليك مقارنة بالأنواع الأخرى (6).

3-قد يساعد تناول التمر على تحسين وظائف الدماغ، فبحسب الدّراسات يمكن أن يساعد التمر على خفض الواسمات الالتهابية مثل إنترلوكين 6 (IL-6) الذي ترتبط مستوياته المرتفعة في الدّماغ بزيادة خطر الإصابة بأمراض التنكس العصبي مثل آلزهايمر. كذلك أظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات فائدة التمر في تقليل نشاط بروتينات (بيتا أميلويد) التي يمكن أن تشكل لويحات في الدماغ يسبب تراكمها الإصابة بآلزهايمر، وعلى النحو نفسه أظهرت دراسة أخرى أنّ الفئران التي تتغذى على الطعام الممزوج بالتّمر تتمتع بذاكرة وقدرة تعلم أفضل على نحو ملحوظ، بالإضافة إلى انخفاض السلوكيات المتعلّقة بالقلق مقارنةً بالفئران التي لم تتناول ذلك الطّعام، لكن ما زالت هناك حاجة لدراسات سريرية على البشر لتأكيد دور التمر في صحة الدماغ (1,2,7).

4-قد يفيد التمر النساء الحوامل لأنه يحتوي على عددٍ من المغذيات المهمة لصحتهنَّ مثل الفولات التي تقلل خطر حدوث العيوب الخلقية، والحديد الذي يقي من فقر الدم، وفيتامين K المفيد للوظائف العصبية والعضلية (4). بالإضافة إلى ذلك، قد يعزّز تناول التمر حدوث المخاض الطبيعي، فقد أوضحت دراساتٌ أنه يمكن للتمر أن يساعد على تعزيز المخاض لدى النساء الحوامل وتقليل تأخره؛ أي إن تناول هذه الثمار في الأسابيع القليلة الأخيرة من الحمل يمكن أن يساعد على تحسين توسّع عنق الرحم وتقليل الحاجة إلى المخاض بالتحريض، وقد يفيد في تقليل وقت المخاض، لكن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتأكيد هذه التأثيرات (1,4,6).

5-هنالك بعض الفوائد الصحية المحتملة الأخرى لتناول التمر، كإمكانية تقليل خطر أمراض العظام كالهشاشة، وذلك لاحتوائه على العناصر المعدنية مثل الفوسفور والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنيزيوم، وكذلك قدرته على ضبط سكر الدم بسبب انخفاض المشعر الغلايسيمي واحتوائه على الألياف ومضادات الأكسدة، لكن يجب إجراء مزيدٍ من الدراسات على البشر قبل التوصل إلى استنتاجات مؤكَّدة (1,6).

يمكن عدُّ التمر وجبة خفيفة لذيذة نضيفها إلى قائمة أطعمتنا الصحية، ويمكن تناوله وحده أو مع أطعمةٍ أخرى مثل المكسّرات أو الشوفان، كذلك يمكن استخدامه لإضافة مذاقٍ حلوٍ إلى بعض الوصفات بدلًا من إضافة السكّر (1,2).

المصادر: