القهوة في خطر!!

تعدُّ القهوة مشروباً رئيساً لعديدٍ من شعوب العالم، وينتج عن هذا التفضيل ازديادٌ على الطلب؛ فماذا لو أخبرتكم أن صناعة القهوة في خطر بسبب المزيج القاتل من آثار تغير المناخ والآفات وإزالة الغابات؟

ما النهج التي يجب استخدامها لإنقاذ القهوة؟

التفاصيل في مقالنا الآتي.

يزداد الطلب العالمي على القهوة باستمرار؛ إذ يُستهلَك أكثرُ من مليارَي كوب من القهوة يومياً؛ الأمر الذي يزيد من الضغط على البلدان المنتجة للبن (1).

تستهلك أوروبا ثلثَ كمية القهوة عالمياً، وقد تضاعف استهلاكُ الصين للقهوة في السنوات الخمس الأخيرة. أما في كندا؛ فتبقى معدلات الاستهلاك عالية وحول معدلاتها؛ إذ يستهلك قرابة 90% من الكنديين القهوة. (2) 

تعتمد صناعة القهوة على أنواع برية من البن تنمو في مناطق قليلة؛ وذلك حفاظاً على تنوع المحصول التجاري والتكيف مع الآفات الخطرة (1)، لكن حذرت إحدى الدراسات من كون ثلاثة من خمسة أنواع من القهوة البرية معرضة لخطر الانقراض بسبب آثار تغير المناخ القاتلة والآفات وإزالة الغابات، وهي التي تُهدِّد مستقبل هذا المشروب المفضل (1).

ولدراسة هذه المخاطر؛ استخدم علماءٌ في "حدائق كيو الملكية النباتية" في بريطانيا (Britain's Kew Royal Botanic Gardens) أحدثَ تقنيات النمذجة الحاسوبية والأبحاث على الأرض للتنبؤ بكيفية تأثُّر الأصناف المهددة بالانقراض والبالغ عددها 124 صنف بالظروف المناخية والبيئية المحيطة؛ فصُنِّفَ 75 نوعاً من أنواع البن على أنها مُهدَّدة بالانقراض وفق الفئات الآتية: 13 نوعاً معرضاً للخطر الشديد و40 نوعاً مهدداً بالانقراض، متضمنة قهوة أرابيكا (Arabica) و22 نوعاً معرضاً للخطر (غير حصين تجاه المخاطر). وقد توصل الفريق إلى بيانات مناخية مُسجَّلة في إثيوبيا تعود إلى أكثر من 40 عاماً لدراسة تأثر مناطق زراعة البن بالظروف المناخية وظاهرة إزالة الغابات، ووجدوا أن قرابة ثلث أنواع بن أرابيكا قد نمت خارج المناطق المحمية، إضافة إلى كون كثير من المناطق المحمية مُهدَّدة بفعل إزالة الغابات وزحفها؛ مما يعني أنها غير آمنة (1).

يعتمد إنتاج البن العالمي حالياً على نوعين فقط: أرابيكا (Arabica)، وروبوستا (Robusta).

تبلغ نسبة الأرابيكا المعروفة بدرجة حموضتها ونكهتها نحو 60% من جميع أنواع القهوة التي تُباع في العالم، وتوجد طبيعياً في بلدين فقط هما إثيوبيا والسودان (1).

وفي سياق إنقاذ قهوة أرابيكا؛ تعمل منظمة (World Coffee Research) - وهي منظمة أنشأتها مجموعة من شركات إنتاج البن - على وضع خطة تشمل تهجين أنواع البن ووضع ممارسات زراعية أفضل. ومن ناحية التهجين يقول بعض العلماء أن التهجين التقليدي سيستغرق وقتاً طويلاً، وهم يدعون إلى استخدام تقنيات الهندسة الوراثية لإنتاج أنواع نباتية أقوى.

في الوقت نفسه؛ بدأت بعض شركات الكيماويات الزراعية بتقديم أنواع محسّنة من المبيدات والأسمدة الزراعية التي تصنعها بالأساس لمساعدة المزارعين (3)، وإذا لم يجر التحرك تجاه تغير المناخ، فقد نضطر إلى تغيير علاقتنا مع القهوة.

ومن ناحيةٍ أخرى؛ تعمل بعض البلدان المنتجة للبن على تطوير طرائق صديقة للبيئة وتبني ممارسات مستدامة لزراعة البن وإنتاجه، وقد تستطيع دول جديدة إنتاجَ البن مثل كندا التي تستخدم التكنولوجيا لتحقيق ذلك (2).

وعلى الرغم من عدم انخفاض إنتاج القهوة والبن في العالم على المدى القصير؛ لكن مستقبل زراعة البن لن يكون جيداً إذا لم نتحرك الآن للحفاظ على تلك الموارد الرئيسية، وفي الوقت الذي ما نزال لا نعرف النهج الممكنة لحماية هذه الثروة، لكننا نأمل أن تستمرَّ علاقتنا الغنية مع القهوة ونستطيع إعداد كوب من القهوة الشهية في المستقبل (1,3).

المصادر:

1. 60 percent of coffee varieties face “extinction risk” [Internet]. [cited 2020 May 22]. Available from: هنا

2. How the coffee industry is about to get roasted by climate change [Internet]. [cited 2020 May 22]. Available from: هنا

3. Coffee threatened by climate change, disease, pests [Internet]. [cited 2020 May 22]. Available from: هنا