العلاج التفاعلي بين الأشخاص (Interpersonal Psychotherapy)

يُعرّف العلاج التفاعلي بين الأشخاص (IPT Interpersonal Psychotherapy) بأنه خطة مركز تعتمد على الأدلة ومحدودة الزمن، وذلك لعلاج اضطرابات المزاج (1) والاكتئاب. 

يُركز العلاج التفاعلي بين الأشخاص على علاقاتك مع الأشخاص الآخرين، وينطلق من مبدأ أنَّ العلاقات الشخصية هي محور المشكلات النفسية (2)، فعلى سبيل المثال: لا يتولّد الاكتئاب من أحداثٍ أو علاقاتٍ دائماً، ولكنه يؤثر في العلاقات، مما يخلق اضطراباتٍ في العلاقات الشخصية. وهنا يكمن هدف هذا العلاج في مساعدتك على تواصلٍ أفضل مع الآخرين ومواجهة المشكلات التي تعيق تحسن حالتك من الاكتئاب (2).

كيف يعمل العلاج التفاعليّ بين الأشخاص؟

يعتقد المشاركون في العلاج التفاعلي بين الأشخاص أنَّ التغيّر في البيئة الاجتماعية هو عاملٌ رئيسيٌّ لبدء الاكتئاب واستمراره. وقد أُنشئ العلاج التفاعلي بين الأشخاص بوصفه أحدَ علاجات الاكتئاب، وذلك لأنَّ الذين يعانون أعراضَ الاكتئاب يواجهون غالباً مشكلاتٍ في علاقاتهم الشخصية (3).

يبدأ العلاج عادةً بإجراء مقابلةٍ مع المعالج، وانطلاقاً من المشكلات التي تُوصَف؛ سوف يتمكن المعالج من تحديد الأهداف وإنشاء مخططٍ علاجي؛ إذ يكون التركيز بين المريض والمعالج على المشكلات الرئيسية التي يتطلع الشخص إلى حلها.

يشمل البرنامج النموذجي عادةً عشرين جلسة أسبوعية، ويبلغ طول كلِّ جلسةٍ قرابة ساعةٍ من الزمن.

وبدلاً من التركيز على الأصل غير الواعي للمشاعر والسلوكيات الحالية؛ يركز العلاج التفاعلي بين الأشخاص على الواقع الحالي للاكتئاب (2).

وفي الأصل طُوّر العلاج التفاعلي بين الأشخاص لعلاج البالغين، ومن ثمَّ عُدّل لتتلاءم ممارسته مع المراهقين والمرضى المسنين؛ إذ تشير الدراسات إلى أنه فعالٌ في بعض الحالات بنحوٍ مساوٍ لفعالية الأدوية (1).

عموماً يُوّفر المعالجون النفسيون في أسلوب العلاج التفاعلي بين الأشخاص أسلوباً علاجياً فعالاً بعيداً عن إصدار الأحكام، بهدف مساعدة الأشخاص على التعامل بنجاحٍ مع التحديات وتحسين صحتهم العقلية (3).

غالباً ما تتبع التغيرات الكبيرة في الحياة التي يحدثها الاكتئاب تغييرات في المشاعر، وتصنف هذه التغيرات ضمن أربع فئاتٍ:

• الأسى (الفجيعة) المعقدة: موت شخصٍ مقرّب، أو حزن لم يشفَ منه.
• تغير الدور: بداية أو نهاية علاقةٍ أو زواج، أو تشخيص مرض.
• نزاعٌ في الدور: معاناة في علاقة.
• العجز الشخصي: غياب دورٍ خلال حدثٍ حياتيّ (2).

الحالات التي يستخدم فيها العلاج التفاعلي بين الأشخاص:

لا يُوصف العلاج النفسي التفاعلي بين الأشخاص للاكتئاب فقط، وإنما قد يُوصف أيضاً من أجل:

• اضطراب ثنائي القطب.
• اضطراب الشخصية الحديّة.
• الاكتئاب الناتج عن مرضٍ ما، مثل مرض نقص المناعة المكتسب (HIV).
• اضطرابات الطعام وعسر الهضم.
• الاكتئاب الناتج عن تقديم الرعاية.
• اضطرابات الهلع.
• اضطراب سوء استخدام المواد.

فعالية العلاج  التفاعلي بين الأشخاص:

يوصى بالعلاج التفاعلي بين الأشخاص بوصفه أسلوباً فعالاً لعلاج قضايا الصحة العقلية من قبل الجهات المهنية مثل الجمعية الأمريكية النفسية (American Psychological Association (APA والمعهد الوطني للصحة (National institute of Health (NIH.

يمكن أن يوصف العلاج التفاعلي بين الأشخاص على أنه نمطٌ مفردٌ من العلاج أو إضافة إلى الأدوية تحت إشراف طبي، ولكنَّ معظم الدراسات تشير إلى أن الجمع بين هذا العلاج والعلاج الدوائي سوف يؤدي إلى نتائج أفضل من العلاج المفرد.

المصادر: